دعا علماء وسياسيون وناشطون مشاركون في ندوة فكرية حول (حقوق المرأة في الإسلام) إلى غرس الفضيلة في المجتمع ككل، وتعميم خطب الجمعة على مختلف المساجد بحيث تحث هذه الخطب على العبادة، والوحدة الوطنية، وتقوى الله، وعلى أن لا تكون المرأة موضوعاً لهذه الخطب. كما أوصى المشاركون في الندوة، بينهم وزير الأوقاف ووكيل وزارة العدل، والتي نظمها الاتحاد العام لنساء اليمن أمس الأحد بمبنى وزارة العدل بصنعاء- إلى تضمين حقوق المرأة في الإسلام في مقررات التعليم الثانوي والتعليم الجامعي من خلال مادة الثقافة الإسلامية المقررة على طلاب الجامعة، علاوة على تضمينها في المقررات المدرسية لتعميق الولاء الوطني لدى الأطفال منذ صغرهم، والتأكيد على حق المرأة في المشاركة في مختلف ميادين العمل، وعلى أن تطبع أوراق العمل المقدمة في الورشة وتترجم للغة الانجليزية ليستفيد منها القارئ الغربي وتتكون لديه صورة واضحة عن مكانة المرأة في الإسلام. وكان وزير الأوقاف فضيلة القاضي حمود الهتار أشار- في كلمة ألقاها على هامش الندوة- إلى أن الجدل الدائر حول مشاركة المرأة، وانقسام المواقف بين مؤيد ومعارض، إنما هو يعبر عن صحوة في الحياة السياسية اليمنية، مؤكداً: أن حقوق المرأة في الإسلام معلومة لدى العامة والخاصة، وإنها تختلف عن غيرها من الحقوق في الأنظمة والقوانين والمواثيق الدولية، وإن الشريعة الإسلامية تعتبر الحقوق للمرأة من قبيل الواجبات الشرعية، وليست شعاراً يرفع أو يتردد، بل هي حقيقة بين الرجل والمرأة. وأشاد وزير الأوقاف بما وصلت إليه المرأة اليمنية من دخولها مجلسي النواب والشورى، والحكومة، وحتى المحكمة العليا، منوهاً إلى حرص رئيس الجمهورية على إعطاء المرأة كامل حقوقها، وبما يكفله لها القانون والدستور. من جانبه، أكد عبد الرحمن الشاحذي- وكيل وزارة العدل- على ما أولاه الإسلام من اهتمام بالمرأة، دون غيره من الشرائع السماوية، وأنها جميع نصوصه بهذا الشأن تدعو للوقوف أمامها، كونها نصوصاً واضحة لا غموض عليها. السيدة رمزية الارياني- رئيسة اتحاد النساء العربي، رئيسة الاتحاد العام لنساء اليمن، اعتبرت في مستهل كلمتها الافتتاحية للندوة منح الحقوق السياسية للمرأة هو بمثابة تنفيذ للبرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية، وبما يعود ذلك على تحقيق التنمية الوطنية الشاملة؛ مؤكدة أن مشاركة المرأة تعزز من الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتمكن المرأة من القيام بدورها على أكمل وجه خدمة للتنمية والبناء. ودعت السيدة الارياني العلماء ورجال الدين إلى إنصاف المرأة وتمكينها من حقوقها، مؤكدة أن الشرائع السماوية جعلت الأصل في الرسالة المساواة بين الرجل والمرأة، وأن الإسلام يدعو إلى المساواة الاجتماعية، منوهة إلى دعم المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم) للمرأة من خلال تخصيصه نسبة 15% للنساء من مقاعد مجلس النواب. هذا، وفي أعقاب الجالسة الافتتاحية، استعرضت الندوة ثلاثة أوراق عمل، الأولى للشيخ حسن محمد الهدار (حقوق المرأة في الإسلام)، والثانية للشيخ يحيى النجار (المرأة من منظور فقهي)، والثالثة قدمها القاضي حسين المهدي حول (الإسلام والحقوق الشرعية للمرأة). كما تضمنت الندوة العديد من المداخلات والنقاشات التي شارك بها الحاضرون، والتي تعرضت لمختلف الجوانب المرتبطة بالحقوق التي كفلها الإسلام للمرأة.