أشرت في ختام موضوعنا السابق عن مخرجات التعليم بان الوطن في حاجه ماسه إلى ثوره تعليمية حقيقية ( إذا جاز التعبير ) تزلزل التخلف العلمي والتعليمي من تحت أقدامنا لتخرجه بتدرج منهجي وعلمي من مؤسساتنا التعليمية المتعددة إلى مزبلة التاريخ والى غير رجعه وبذلك نجعل من هذه المؤسسات شعله من النشاط والتحديث والتطوير المستمر , فالتخلف العلمي أو التعليمي في أي بلد ينذر بالانهيار التدريجي لمجالات الحياة المختلفة وبالتالي يصبح التخلف والفقر السمة الرئيسية لأي دوله مصابه بهذا الداء, وبالمقابل النهوض بالتعليم والعلم وإعطائهما ما يستحقانه من الاهتمام والتقديس هما أساس تطور وبناء أي دوله حديثه . هذه الحقيقة الحتمية تدفعنا للقول بان التعليم في بلدنا والسياسة التعليمية المتبعة مازالت تعاني من الجمود ما يحتم علينا التغيير والتحديث والنهوض الحقيقي عبر ثوره تعليمية شامله تبدأ في اعتقادي بتغيير مناهج التعليم الحالية التي عفا عليها الزمن وانطفأت شموعها في عصر الكهرباء وغزو الفضاء , نعم أصبحت هذه المناهج لا تلبي حاجات العصر وتطوراته ولا تلبي حاجات الوطن الأساسية لإحداث التنمية المرجوة ولا حتى تلبي حاجات المتعلم أو طالب العلم . هذه المناهج تحدث عنها الكثير وطالب الكثير أيضا بتغييرها وتطويرها بما يتماشى ومتطلبات العصر وتقدمه العلمي الواسع والمتسع ولكن للأسف لا حياه لمن تنادي، فالمعنيين بالعملية التعليمية والتربوية في البلد يتجاهلون هذا الموضوع الجوهري ويشغلون أنفسهم بأشياء هامشية وغير أساسية، وأحيانا نجدهم مشغولون بأشياء لا تمت للعملية التعليمية بأي صله وان نظروا إلى موضوع المناهج أو حتمية تغييرها تجدهم فقط في المؤتمرات والندوات والمحاضرات ليدلي كلا بدلوه، ونبدع فقط حينئذ في الكلام وإطلاق التمنيات، وهذا أقصى ما نستطيع فعله! حتى محاولاتنا البائسة لتغيير بعض المناهج الدراسية في بعض المواد باءت معظمها بالفشل لأنها للأسف كانت عبارة عن عمليه جراحيه فاشلة لم تقم على دراسة علميه صحيحة ولم يعطى لها الوقت الكافي للبحث العلمي والاستفادة من تجارب الدول الحديثة التي سبقتنا بمراحل في هذا المضمار, والطامة الكبرى هنا ان هذه التغييرات المحدودة التي تمت في بعض المواد الدراسية مليئة بالأخطاء الإملائية والعلمية وبشهادة الكثير من التربويين والأكاديميين.. والمحزن هنا، وما يدعو إلى الحيرة ان هذه الأخطاء يعاد طباعتها كل عام دراسي وكأننا كمعنيين بهذه المناهج لا يعنينا من أمرها شئ سوى مسألة توفيرها وتوزيعها للمدارس بصرف النظر عن محتواها أو أخطائها!! برنامج الأخ الرئيس الانتخابي أشار وبقوه إلى ضرورة النظر في مناهج التعليم الحالية وضرورة تغييرها.. وخطابات الأخ الرئيس في الكثير من المناسبات تشدد على هذه المسالة وضرورة البدء في العمل الجاد ولنعد فقط لقراءة آخر هذه الخطابات وما أكده في حفل التخرج لطلبه وطالبات الجامعات اليمنية في هذا الشأن.. فهل ننفذ فقط برنامج الأخ الرئيس أم ان الأمر أيضا لا يعنينا في شي سوى الاستمرار بإطلاق الحديث الغير جاد والتمنيات العبثية.. أيها المسؤولون عن التعليم في الوطن كلا في موقعه، الأمانة التي تقع على أعناقكم كبيرة، فان كنتم جديرون بحملها فتوكلوا على الله، وقوموا بعملكم وأدوا هذه الأمانة بكل مسؤولية وطنية، وأكثروا من العمل وقللوا من التصريحات الرنانة والتمنيات التي لا تجدي.. إن مستقبل الأجيال في أعناقكم وأهمية التعليم وتطوير هذا التعليم وتحديثه قضية وطنية تعرفونها انتم أكثر من غيركم فأين هذه القضية في قاموس اهتماماتكم؟؟ وهل يعنيكم تطور الوطن ورفع مقامه إلى مصاف الدول الحديثة؟؟ فان كانت هذه القضية قضيتكم فابدءوا بتغيير هذه المناهج المنتهية الصلاحية وجددوا فيها من الجذور بما يتوافق ومتطلبات التنمية والعلوم الحديثة ومعتقداتنا الفكرية المعتدلة.. فهل انتم جادون ليسجل التاريخ انجازاتكم في صفحاته الكبرى!؟ وان كنتم غير ذلك وقدراتكم للتغيير والتحديث محدودة فلا تظلموا أنفسكم وتظلموا الوطن ومستقبل أجياله معكم، فالواجب الأخلاقي والوطني ان أعلنتم فشلكم هو الانسحاب وترك الأمانة للجادين فقط . ............. وللموضوع بقيه!