إقبال منقطع النظير من مواطني مدينة تعز على شراء مولدات الطاقة الكهربائية المتعددة الأحجام والمصادر والأشكال بعد مشوار طويل من الصبر على وعود الحكومة استغرق 14 عاما، وذلك منذ أول حالة إطفاء دشنت في المدينة في حرب 94م.. ورغم تعاقب حكومات (الدال) دكتور، (والميم) مهندس- سواء الأحادية منها أو الثنائية والثلاثية- إلا ان الشواهد تدل على عجزها جميعا عن توفير 200 ميجاوات من الطاقة في حين بلغت ميجاوات (الغضب) التي انتابت الناس ذروتها جراء الانقطاع الكهربائي المستمر والوعود الانتخابية والبرامج السياسية والقروض المختلفة باسم (الميجاوات) من كافة الصناديق الإقليمية والدولية. الحالمة تعز كما غيرها من المدن اليمنية ما تزال تحلم حتى اليوم بلمبة ضوء لا بنائها الحالمين.. حلم لم يتحول إلى حقيقة ربما منذ 45 سنة.. ربما منذ 14 عاما.. ربما منذ 30 عاما, لكن واقع الحال يقول ان أحلامها تصطدم كما كل مرة بوهم الوعود التي لم يصدق منها شيء..!! مواطنوها اعتصموا.. تظاهروا.. رفعوا قضايا.. فعلوا كل شيء، وغاية مناهم ان تتجاوز مدنهم عهد الفانوس الذي قامت من اجله ومن اجل غيره من الخدمات الأساسية ثورة 62م. مولدات تملأ الشوارع ضجيجا، بلغ بأصحابها اليأس مبلغه من وعود لم تعد تنطلي على احد منهم.. مضت سنة، وثانية، وثالثة، ورابعة، وعاشرة ولم يتبدل الحال.. لا .. بل ان عدد حالات الإطفاء تضاعفت.. فمن إطفاء واحد عام 94م إلى أربعة عام 2008م، ومن يدري ربما يصل الأمر إلى قيام الكهرباء بتوزيع تيارها الكهربي مرة واحدة على رأس كل شهر مثلها مثل ربيبتها مؤسسة المياه التي هي الأخرى في وضع لا يحسد عليه. مولدات كهرباء تعز التي انتشرت بشكل لافت في المنازل و الشوارع في الآونة الأخيرة شكلت عبئا ثقيلا على كاهل المواطنين سواء الذين في منازلهم أو الذين في متاجرهم التي تعاني ركودا واضحا في حركة البيع والشراء جراء ضعف القدرة الشرائية للمواطنين بعد موجة الغلاء الأخيرة وتدنى مستوى الدخل الذي يعد هو الأدنى على مستوى العالم. محلات مضاءة بمولدات كهربائية تكاد تفلس، ومختبرات ومستشفيات تتعرض لكوارث عند كل حالة إطفاء، ومكتبات، ومحلات تصوير وطباعة واتصالات وانترنت، ومعاهد تدريب ولغات، وجامعات الخ، تتعرض لخسائر لا تحصى.. عاهات.. وإصابات جراء الانقطاع المتكرر للطاقة الكهربائية، فيما هناك من يحتفل ويكرم بلا حياء ولا خجل بتحقيق انجازات كهربائية على مستوى المحافظات. سمير محمد منصور الربوعي- موظف يقول انه لم يعد يثق بوعود الحكومة بعد هذا العمر الطويل من الانتظار لان تفي الحكومة بوعودها المستمرة وتقدم خدمة كهربائية لا تنقطع مثل خلق الله، مضيفاً: انه قرر قبل شهرين شراء مولد كهربائي للمنزل بعدما اكتشف ان كل الوعود كلام جرائد .. ساعة بالنووية، وساعة بالغازية، وساعة بالفحم والقمامة، وساعة بالكهروحرارية، ولم يتحقق شيء من ذالك حتى اليوم. أما سيف العديني- تاجر جملة فيقول انه يخسر كثيرا جدا جراء انقطاع التيار الكهربائي المستمر منذ 15 سنة فحركة البيع والشراء تقل كثير ا ساعة انقطاع التيار الكهربي، مضيفا انه في أحيان كثيرة يقوم بإغلاق محله التجاري خشية تعرضه للسرقة وسط هذا الظلام الذي يشجع البلاطجة والمجرمين على ارتكاب الجريمة. يؤكد العديني انه قام مؤخرا بشراء مولد ضخم لتوليد الكهرباء لكن هذا التصرف، بالرغم من انه الحل الوحيد الذي وجده مناسبا، إلا انه مكره.. فهو يتعرض لخسائر اكبر بشراء الديزل ومستلزمات المولد إضافة إلى فاتورة الكهرباء العمومية التي هي أصلا مقطوعة أربع مرات يوميا في كل حالة إطفاء ثلاث ساعات. صادق الجندي- صاحب بوفية هو الأخر يعتبر ان انقطاع الكهرباء بعد 44 سنة مأساة حقيقية ويعتقد ان تعز أكثر المحافظات تعرضا للانقطاع الكهربي وفيما يخص الإضرار التي تلحق به جراء هذا الانقطاع اليومي للتيار الكهربي يؤكد انه يتوقف عن العمل يوميا معدل ثمان ساعات ويضطر أحيانا لحمل أجهزة خلط العصائر إلى بوفية صديقة الكائنة في حارة بعيدة حيث ينتقل التيار الكهربي إلى حارته. ويقول صادق ان جيرانه في الشارع 99% منهم اقتنوا مولدات كهربائية في الأشهر الأخيرة بسبب عدم ثقتهم بوعود الدولة فيما بعضهم استعان بفوانيس كانت مهملة من القرية.