على الرغم من الارتفاع المذهل في معدلات الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين والسرطان، إلا أن العلماء تمكنوا من وضع أيديهم على بعض الحقائق المهمة المتعلقة بهذه الأمراض ورصد عدد من العوامل المشتركة التي تسبب مضاعفات صحية ونفسية واقتصادية خطيرة. وهذا ما يساعد بشكل كبير في معرفة طبيعة هذه الأمراض بدقة وتحديد أسرع الطرق وأكثرها فعالية للسيطرة عليها. ومن بين هذه الحقائق التي أثبتتها الأبحاث أن السمنة تأتي في مقدمة الأسباب المؤدية إلى الإصابة بمثل هذه الأمراض الخطيرة التي نطلق عليها «أمراض العصر». ومن المعروف أن هناك أكثر من 140 مليون شخص على مستوى العالم مصابين بداء السكري النوع الثاني . غير أن المعدلات التي ينتشر بها المرض تنذر بعواقب خطيرة وتستدعي تضافر الجهود للحول دون تفاقم المشكلة وارتفاع أعداد المرضى المحتملين. وهذا ما حدا بمنظمة الصحة العالمية إلى إدراج السكري ضمن فئة الأمراض الوبائية على مستوى العالم. ويعرف داء السكري النوع الثاني بأنه خلل في عملية تمثيل السعرات الحرارية وتحويلها إلى طاقة نتيجة عدم إفراز البنكرياس لكميات كافية من الأنسولين وعجز الجسم عن الاستفادة من الأنسولين وقد أثبتت الإحصاءات أن 90% من مرضى السكري النوع الثاني هم بدناء ويعانون زيادة الوزن والسمنة التي تسببها أحيانًا بعض أدوية علاج السكري. نتائج غير مشجعة إن نتائج بعض أنواع عقاقير تخفيف الوزن لم تكن مشجعة للأطباء والمرضى على حد سواء. فهناك نوع من عقاقير تخفيف الوزن يساعد على الإحساس بالشبع «مثبطات الشهية»، وهو يعمل على تنبيه مراكز الإحساس بالشبع في المخ ويمنع وصول المؤثر الذي ينتج عن انقباض المعدة الخاوية. وهذا النوع من الأدوية غاية في الخطورة لاسيما مع استخدامها على المدى الطويل إذ إنها توثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي المركزي وتسبب بعض المتاعب الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم والشعور بجفاف الحلق والصداع والأرق، هذا بالإضافة إلى عدم تأثيرها في تحسين مستوى السكر في الدم. هناك أيضًا نوع آخر من الأدوية التي تسبب آثارًا سلبية خطيرة على الكبد، وهذه الأدوية تم حظر تناولها من قبل هيئة الرقابة على الأدوية والغذاء في الولاياتالمتحدة (FDA). أما المستحضرات التي لا تندرج ضمن فئة الأدوية والموجودة في متاجر المنتجات الاستهلاكية ومحال التجميل مثل ما يسمى «مغناطيس الدهون» فقد ثبت عدم جدواها وعدم تأثيرها بشكل إيجابي على تخفيف الوزن، حيث أثبتت نتائج دراسة تمت تحت إشراف لجنة الأبحاث في جامعة كمبردج، وشملت عينة من 34 رجلاً و51 امرأة يعانون السمنة، عدم نجاح هؤلاء الأشخاص في إنقاص أوزانهم باستخدام هذه المستحضرات.