تحولت اليوم الثلاثاء جنازة الطالب حكيم الحريري الذي قتل في حادث جنائي من قبل أحد أفراد أمن جحاف إلى تظاهرة انفصالية، غاب فيها التهليل والتكبير والدعاء للمتوفى، وحضرت عوضاً عنها هتافات وأعلام التشطير، التي حملها ما يزيد عن (2.500) ألفي وخمسمائة شخصاً من المشيعين من كل الأحزاب والمناطق في لحج والضالع. وفيما رفع عدد من المتظاهرين (المشيعين) أعلام ما كان يسمى ب "الجنوب العربي" رفع البعض الآخر الرايات البرتقالية ولافتات تنادي بالاستقلال، وتطالب بالاعتراف بالقضية الجنوبية، وتندد بالمحاكمات والاعتقالات والمظاهر العسكرية. وانطلق المتظاهرون (المشيعون) من مركز مدينة الضالع، محاولين دخول شوارع وسط المدينة إلا ان أجهزة الأمن وعدد من المواطنين منعوهم من ذلك حرصا على ان لا تتحول الجنازة إلى مظاهرة سياسية، وأحداث شغب، وإقلاق للسكينة العامة داخل المدينة، فاتجهت الجنازة نحو قرية "السرير"- مسقط رأس الفقيد- وسار خلفها المشيعون مسافة تصل إلى عشرة كيلو مترات تقريباً، سيراً على الأقدام، وسارت خلفهم حوالي مائة سيارة، ورددوا: (ثورة.. ثورة.. يا جنوب)، و(بالروح.. بالدم.. نفديك يا جنوب)، و(عهداً.. عهداً للشهداء.. والخزي والعار للجبناء). وفي قرية "السرير" تمت عملية الدفن وألقيت عددا من الكلمات.. حيث ألقى كلاً من شلال علي شايع، وصلاح الشنفرة، وعبده المعطري، وفواز حسن باعوم، كلمات طالبوا فيها بالاعتراف بالقضية الجنوبية، ورفع المظاهر المسلحة، وإيقاف الاعتقالات والمحاكمات.. فيما زاد صلاح الشنفرة بالقول: "لا نريد مشاريع صغيرة، لا فيدرالية، ولا كونفيدرالية، ولكن نريد استقلال تام، ولا شيء سواه". من جهته قال المعطري: "أعلن لكم انه كما كان لبوزة هو أول شهيد في ثورة أكتوبر فان حكيم الحريري سيكون أول شهداء الاستقلال". وتجدر الإشارة إلى ان البرنامج لم يتضمن لا كلمة المعطري ولا كلمة شلال إلا ان الصراع على الظهور خلف الميكرفونات احتدم بشكل كبير فألقى شلال كلمة "بالقوة"، فيما قام احد أتباع المعطري ويدعي عبد العزيز الجالب من أبناء قرية الشيمة بانتزاع الميكرفون وأعلن قائلا: "والآن مع كلمة المناضل الوطني الكبير الزعيم الجنوبي الدكتور عبده المعطري، كردة فعل يتحدى فيها شلال وأصحابه. وكانت أسرة الفقيد قد ألقت كلمة شكر أعقبها إعلان المتجمهرين تضامنهم معهم وطالبوا بسرعة محاكمة الجاني، مؤكدين الاستمرار في اعتصام داخل مخيم العزاء في جحاف حتى ينال المتهم جزاءه. وفي نهاية المهرجان قام أتباع شلال علي شايع برفعه على أكتافهم وهم يجوبون الساحة ويرددون: (بعدك.. بعدك يا شلال)، في مظهر من مظاهر التحدي للمعطري وأصحابه، الأمر الذي ردّ عليه أنصار المعطري بحمله على أكتافهم وجابوا به الساحة وهم يهتفون: (بعدك.. بعدك يا معطري).. وقد صدر عن المهرجان بيان باسم "هيئة الحراك السلمي الجنوبي بمديرية جحاف" استنكر ما وصفه "الجريمة الشنعاء التي ارتكبها أفراد الأمن"، وقالوا: "أن السلطة القبلية المتخلفة الفاشية قد أبت واستكبرت من الاعتراف بقراري الشرعية الدولية 924 و 931 والالتزام بتعهدها يوم 7/7/1994م"، داعين إلى "فك الارتباط مع ج. ع. ي. – على حد كتابتهم للاسم- الهمجي والعودة إلى ما كان عليه الوضع في دولة الجنوب عام 1990م كضرورة موضوعية وحقيقة جوهرية تفرضها قوانين التطور الاجتماعي والسياسي والتاريخي للبشر". وأعلن البيان تضامنه مع "رمز الجنوب الحر باعوم ورفاقه الأبطال المعتقلين في زنازين سلطة الاحتلال" كما توجهت هيئة الحراك السلمي بجحاف بالشكر والتقدير لصحيفة "الأيام" ومحرريها وناشريها وفي مقدمتهم هشام وتمام باشراحيل، معلنين التضامن الكامل معهم لما تعانيه صحيفة "الأيام" وناشريها من مضايقات.