دعا الدكتور علي محمد مجور- رئيس مجلس الوزراء- الشباب إلى "مواجهة الأفكار الدخيلة التي لا تمت للدين ولا للقيم الوطنية بأي صلة، وإلى ضرورة تمثيلهم للأخلاق الفاضلة، ونهج الوسطية والاعتدال والمحبة والتآخي"، في نفس الوقت الذي دعا وزارات الشباب والرياضة والتربية والتعليم والإعلام والأوقاف إلى "تعزيز الجهود المشتركة لحماية الشباب من الأفكار الهدامة والمضللة، وزيادة قدرتهم على التصدي للأفكار التي تسعى لغرس التطرف والتمزق في أوساط المجتمع"! جاء ذلك في كلمة ألقاها على هامش الحفل الختامي الكبير للمخيم الوطني الحادي عشر لطلاب وشباب الجمهورية، الذي أقامته مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية تحت شعار: (معاً نبني الوطن)، وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم، وشارك فيه نحو (330) مشاركاً من مختلف المحافظات اليمنية.. فيما حضر الحفل الدكتور عبد السلام الجوفي وزير التربية والتعليم، وحمود عباد وزير الشباب والرياضة، والدكتورة أمة الرزاق حمد وزيرة العمل والشئون الاجتماعية، وحسن اللوزي وزير الإعلام، وعدد كبير من أعضاء مجلسي النواب والشورى، وكبار الشخصيات السياسية والحكومية والمدنية. وأعرب معالي رئيس الوزراء عن سروره العظيم بحضور اختتام المخيم الصيفي السنوي الحادي عشر للطلاب وشباب الجمهورية، والذي استمر على مدار عشرة أيام ، مؤكداً أن ذلك يأتي إيماناً من الجميع بأهمية الشباب ودورهم المحوري في المساهمة الفاعلة في صنع المستقبل الأفضل، مفعمين بالحب والمعاني السامية تجاه وطنهم وعظمة الوحدة اليمنية المباركة التي خاض زمامها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية. وقال: أني على ثقة كبيرة من أبنائنا الشباب بأنهم قد اكتسبوا خلال هذه الفترة الوجيزة العديد من المهارات والمعارف النظرية والتطبيقية، ناهيك عن المحاضرات القيمة المعززة لانتمائهم الوطني، والمنمية في عقولهم ووجدانهم قيم الثورة والوحدة والديمقراطية، مؤكداً أن الشباب هم عصب الحياة، وعماد التنمية ومستقبلها، وإعدادهم بدنياً وثقافياً وروحيا، لما في ذلك ترسيخ ثقافة المحبة والتآخي، ونبذ التطرف والغلو التي تعد عوامل رئيسية لتحصينهم من الأفكار الهدامة والمتطرفة والولاءات الضيقة التي تحاول المساس بالثوابت العقيدية والوطنية والنيل من وحدة المجتمع وأمنه وسلامه واستقراره. وأكد الدكتور مجور على أن الشباب هم أمل هذا الوطن ويعول عليهم كثيرا بالمشاركة الفاعلة في عملية بناءه وتنميته والذود عنه في مختلف الظروف، مشدداً على ما يحضى به البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ الرئيس أهمية بالغة للشباب، لكونه أكد على ضرورة توفير متطلباتهم وتعزيز دورهم في المساهمة الفاعلة في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتزويدهم بالأدوات والوسائل التي من شأنها الارتقاء بواقعهم وتعزيز وحدتهم الوطنية، منوهاً إلى أن المخيمات الصيفية ما هي إلا وسيلة من تلك الوسائل التي تسعى الحكومة من خلالها إلى إشباع حاجات الشباب بالجوانب الدينية والمعرفية والإبداعية وملء وقت فراغهم بالمفيد وإكسابهم مهارات عديدة في مختلف المجالات بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالفائدة، علاوة على تنمية وتعزيز وعيهم الوطني ومفاهيمهم تجاه الثورة والوحدة وقيم الإسلام الحنيف لما من شأنه بناء الشباب الواعي والمحصن والقوي والمتماسك القادر على مواجهة كل أنواع التطرف والانحراف.. وفي ختام كلمته،توجه معالي رئيس الوزراء بالشكر للقائمين على المخيم، وخص بالذكر مؤسسة الصالح الاجتماعية التي قال أنها استطاعت خلال فترة وجيزة من احتلال مكانة مرموقة في عملية التنمية الاجتماعية والعمل الخيري، كما شكر وزارتي الشباب والرياضة والتربية والتعليم، وكل من ساهم في إنجاح هذه الفعالية. وكان الأستاذ علي عبد الرحمن الأكوع- المدير التنفيذي لمؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية- استهل الحفل بكلمة ترحيبية، أشار في مطلعها إلى أن أهمية مشاركة المجتمع المدني بكافة مؤسساته تكمن بتحمل مسئولية النهوض بالوطن وتنمية قدرات أفراده، مشيراً إلى أنه "وتماشياً مع الأهداف العامة لمؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية، والمتمثلة في المساهمة في التخفيف من الفقر، ودعم أنشطة المجتمع التنموية، ورعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، والاهتمام بقضايا المرأة والطفل، والمساهمة برفع المستوى الصحي والاجتماعي والثقافي للمجتمع، فان مؤسسة الصالح تهدف إلى المساهمة في القيام بأعمال ومهام تحديثية في المجتمع، وبحيث تصل برامجها وأنشطتها بالوضوح والشفافية في العمل والتخصص في الأنشطة والفاعلية والانجاز، وان يكون عملها مرتبطا بحاجات المجتمع". وأضاف قائلاً: أنه "ومن واقع الاهتمام والشعور بالمسئولية الموكلة إلينا نحو أبنائنا وبناتنا شباب اليمن ورجال الغد، قامت المؤسسة بتنفيذ المخيم الوطني الحادي عشر تحت شعار (معاً نبني الوطن) بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم". وأكد الأكوع: إن الهدف من إقامة هذا المخيم هو إكساب المشاركين مهارات وخبرات جديدة، وتعميق حب الوطن وغرس قيم المحبة والسلام، وتعزيز قيم ديننا الإسلامي الحنيف، بالإضافة إلى تشجيع المبدعين والموهوبين من الشباب، وصقل إبداعاتهم في المجالات العلمية والثقافية والرياضية والكشفية والفكرية والمهنية. واعتبر المدير التنفيذي لمؤسسة الصالح أن التعامل مع الشباب- من وجهة نظرهم- هو "تأسيس للحاضر وضمان للغد"، موضحاً ذلك بالقول: "فهم من سيقومون بالدفع بعجلة التنمية نحو الأمام، وسيكون لهم الدور البارز في التقدم والتطور في المجتمع. ونحن كمنظمات مجتمع مدني سنحرص على إقامة مثل هذه المخيمات سنوياً وفي محافظات أخرى". وحث الأستاذ علي الأكوع جميع منظمات المجتمع المدني "على إقامة مثل هذه المخيمات وإرساء قواعد المحبة والسلام في ظل راعي الوحدة القائد الرئيس علي عبد الله صالح- حفظه الله- الراعي الكبير والأول لكل أبناء الوطن". واختتم بتقديم الشكر لكل منتسبي مؤسسة الصالح، ووزارتي الشباب والرياضة والتربية والتعليم، وكل من ساهم في إنجاح هذا المخيم الصيفي. أما شباب المخيم، فقد كان لهم من الحفل نصيب، إذ ألقى الطالب أحمد سالم الشمسي- أحد أبناء محافظة عدن المشاركين في المخيم- كلمة الشباب والطلاب المشاركين، مستهلها بالشكر للأخوة الوزراء وأعضاء مجلسي الشورى والنواب، لتشريفهم أبنائهم الشباب ومشاركتهم مخيمهم في هذا الحفل الختامي.. وبلسان فصيح، قال الشمسي: "أنها لحظات لا تنسى، وذكريات ستظل محفورة في الوجدان والذاكرة، ومبعث فخر واعتزاز لجميع المشاركين في هذا المخيم الذي يعد هذا العام متميزا وناجحاً بكل المقاييس، وقد ارتشفنا من روائع سنابله أقصى المعارف، وأتقن المهارات، وحلقت الرؤوس في فضاءات الفن والإبداع، وترسخت في أفكارنا وقناعاتنا بقيم الإخوة والفضيلة وحب الوطن الذي تمتد مساحته من عراقة المجد حتى أعماق قلوبنا وذرى أخلاقنا". وتابع قائلاً: لقد عزز هذا المخيم حقيقة أن تنمية الشباب رهان تطور الوطن وتقدمه، ففي خلال فترة وجيزة لا تتجاوز العشرة أيام كانت طاقات الشباب وإبداعات المشاركين مرتكز إبداع هذه اللوحة الفنية". ووصف البرامج التي تلقوها بأنها مفيدة ومنتجة، معربا باسم المشاركين عن شكره لرئيس الجمهورية على رعايته الكبيرة للشباب، ولمؤسسة الصالح القائمة على تنفيذ المخيم، ووزارتي الشباب والتربية، وكل من ساهم في دعم نشاطهم. وقد شهد الحفل الختامي العديد من الفقرات الفنية التي تألق فيها الشباب بإبداعات متميزة في الإنشاد، التي دشنها الشاب مرادي محمد- أحد المشاركين في المخيم- بأنشودة بعنوان (يا بو حمد).. ثم قدمت الفرقة الشبابية وصلات إنشادية طافت بها ربوع الوطن الحبيب من خلال تعدد الألحان والأطوار الفنية التي تتميز بها كل محافظة عن سواها.. وفيما قدم الشاب علي الخداش فقرة فنية غنائية بالموال الحضرمي، فإن الطالب فارس الفاطمي قدم قصيدة شعبية بعنوان "تاج الصيف"، قال في بعض أبياتها: الفاطمي قال هنوا صيفنا أشرق ... والفضل لك يا علي يا لفارس العملاق بالعلم هذا الشباب قد علمه اتحقق... نحن دروع اليمن وكفها والساق وأنت للصيف هذا الدرع والبيرق... معطي الوطن والمواطن أكبر استحقاق وحدت شعب اليمن من بعد ما اتفرق... تاريخ ما ينحني ولا لغيرك لآق بك قد تتوج ورافض لبسه الأزرق... من بعد ما قد نسي عهد الإمامة الشاق وحده وأنت الموحد من حنق يحنق... مايذكر الأمس إلا كل عاصي عاق قد انتهى كل ماضي ثوبه اتمزق... وبانقصقص أظافر تحفر الأخزاق مهما هدف كل حاقد شعبنا يقلق... وشعبنا مستعد يمزقه مزاق نحن فدا للوطن حراس في خندق... والشعب والجيش كله للفدى مشتاق يعيش أبو أحمد وشكراً له بما حقق... ومستعدين نحطه داخل الاحداق وألف مبروك وحان الوقت نتعانق... فأنت أبو الشعب دوماً لو يضيق من ضاق