وجه رواد الصحافة الالكترونية في اليمن انتقادات لاذعة للدولة، جراء غياب أي دور لها في تشجيع أو تطوير أو دعم الصحافة الالكترونية، وانعدام أي مرجعية استشارية أو فنية أو قانونية رسمية، سواء بوزارة الإعلام أو وزارة الاتصالات؛ في نفس الوقت الذي أكدوا حضوراً إيجابياً لصحافة النت، رغم ضعف الثقافة بها، وصغر نخبتها. وأشاروا إلى انعدام موارد تمويل الصحافة الالكترونية، ورفض القطاع الخاص الإعلان فيها، في نفس الوقت فإن الدعم الذي تقدمه الجهات الباقية يقدم لشراء الولاء السياسي وبأسلوب ابتزازي، مستغربين أن الدولة تخصص الملايين لإنشاء وتمويل مواقع رسمية في الوقت الذي لا تعترف فيه بمواقع الآخرين، مقرين بأهمية إيجاد ميثاق شرف وكيان تنظيمي لصحافيي النت، وبنك معلومات، والبحث عن مصادر تمويلية، وتطوير الخبرات الفنية والمهنية، وحث الجهات الرسمية على القيام بمسئولياتها إزاء الصحافة الالكترونية. جاء ذلك في ندوة (الصحافة الإلكترونية في اليمن.. فنيا ومهنيا) التي نظمتها المؤسسة اليمنية للمعلوماتية عصر أمس السبت، وشارك فيها عدد من رؤساء ومدراء تحرير المواقع الإخبارية اليمنية، وممثلو شركات ومكاتب فنية متخصصة، ومثقفون مهتمون. وخلال الندوة، أستهل الزميل نبيل الصوفي، مدير المجموعة اليمنية للإعلان، محاضرته بالحديث عن أهمية صحافة الانترنت، مشيراً إلى إلى أن موضوع الزمن كان مسقط من وعي الإعلام، إلاّ أنه بفضل الصحافة الالكترونية عرفت الساحة الإعلامية والسياسية بأن الخبر زمن، وأصبح هناك سباق على مدى الدقائق، كما أن صحافة النت حققت نجاحات وأصبح الحديث عنها على لسان الجميع، علاوة على أنها استطاعت الدفاع عن اسم اليمن في محرك البحث "جوجل"، وصار لليمن حضور فيه بغض النظر عن النوع، منوهاً أيضاً إلى أن ظهور الصحافة الالكترونية ساهم في توسيع مساحة استخدام التقنية الالكترونية من خلال مبادرة كثيرين إلى اقتناء أجهزة الكمبيوتر لمتابعة المواقع- بما في ذلك مراسلي وكالات مهمة. وقال أنه على الرغم من أن صحافة النت أصبحت تبحث عن التميز، وتتنافس في تطوير أدائها وخدماتها، إلاّ أن مشكلة اليمن هي أن النخبة صغيرة، علاوة على أن القاريء الحزبي هو الأكثر حضوراً، الأمر الذي تسبب بغياب الدور الاجتماعي لها. وأشار إلى أن هناك مشكلة ذات ثلاثة أبعاد، أولا مشاكل التنظيم الذاتي، فالأوضاع الإدارية ليست على ما يرام كما أن صحفيي النت لا يستقرون باستثناء مسئولي المواقع الأهلية بسبب ضعف الإمكانيات المادية، منوهاً إلى أنه لا يوجد موقع إخباري يسعى لبذل ثلث جهده للبحث عن التمويل، حيث أن الجهد كله يتركز على التحرير.. ولفت إلى أن الإنترنت أفضل وسيلة تدعم الفرد وتمنحه الاعتراف ، في ظل عدم الاعتراف بالجهد الذاتي في اليمن. أما المشكلة الثانية فهي أن نقابة الصحفيين لا تعترف بها، وكذلك الدولة، علاوة على أن القطاع الخاص رؤيته للتحديث ضعيفة.. في نفس الوقت إلى انتقد الحكومة وقال أنك لا تجد أحداً في الحكومة تتخاطب معه، حتى عندما تواجهك مشكلة فنية وتتواصل مع الاتصالات ترد عليك مباشرة لا شيء عندنا، في حين وزارة الإعلام لا تعترف بك، ولا تدعوك لمؤتمرات وندوات، ولا تتذكرك إلاّ بالمنع، وهو أمر يعود للإهمال.. وتساءل عن أدوار وزارات الإعلام، والاتصالات، والتجارة في تطوير الصحافة الالكترونية، فحتى اليوم لم يدع وزير الاتصالات أصحاب المواقع أو نخبة منهم إلى ندوة لمناقشة المشاكل.. وأشار إلى أن هناك صراع بين أصحاب المواقع الإخبارية وبين الحكومية على الرقابة، حيث إن الحكومة نشطة جداً في المراقبة، لكن الإشكالية هو أنه لا يوجد شخص واحد يقول لنا ما هو المطلوب وماذا يحصل، فنحن نريد فريق فني يناقش معنا مسألة الحجب.. وتطرق إلى مشكلة التمويل، وصعوبة الحصول على إعلانات غالباً ما يتخللها ابتزاز للمواقع، كما أن الدعم الذي تدفعه بعض الجهات فهو يدفع لشراء الولاء السياسي ولا بد أن تظل تحت سيطرته.. هذا وقد تخللت الندوة الكثير من المداخلات والنقاشات التي اثرتها.