قال رئيس المؤسسة اليمنية للإعلام إن الصحافة الاليكترونية في اليمن رغم حداثتها والصعوبات التي تعاني منها ومنها التقليدية المسيطرة التي لا تقر بالأدوار والوسائل الجديدة ، غير أنها حققت الشيء الكثير على مستويات السياسة والإعلام . وأضاف نبيل الصوفي في ندوة عن (الصحافة الإلكترونية في اليمن..فنيا ومهنيا) نظمتها المؤسس اليمنية للمعلوماتية إن النجاحات التي حققتها الصحافة الإلكترونية واختبارها للتطور تقنيا وسياسيا رغم إمكاناتها البسيطة تتمثل بحضورها على السنة كل المستويات ومنها رئيس الجمهورية وعلى مستوى البيانات الحكومية والأحزاب، إضافة إلى استطاعتها الدفاع عن اسم اليمن في الساحة الإلكترونية. وبحسب الصوفي فإن قراء المواقع الإخبارية اليمنية يفوق قراء الصحافة المطبوعة رغم انحصارها على النخبة السياسية وكذلك رجال الأعمال وغيرهم وهم نخب صغيرة، مشيرا إلى أن الصحافة الاليكترونية استطاعت أن توجد الاهتمام بعنصر الزمن والآنية في عرض المعلومة الخبرية والتنافس الشديد في هذا المجال، حيث كان هذا العنصر مفقوداً قبل وجود الصحافة الاليكترونية التي لا يزيد عمرها عن خمس سنوات . الصوفي اوضح أن هناك ثلاثة إشكالات رئيسة تعاني منها الصحافة الاليكترونية تتمثل أولا بالمشاكل الذاتية، حيث أنها "تعاني من مشاكل التنظيم الذاتي وأوضاعها الإدارية ليست على مايرام وصحفيها لا يستقرون باستثناء مسئولي المواقع الأهلية ولا يوجد موقع إخباري يسعى لبذل ثلث جهده للبحث عن التمويل"، مؤكد أن "الجهد كله يتركز على التحرير"، مشيرا إلى أن "الإنترنت أفضل وسيلة تدعمك كفرد وتمنحك أن يعترف بالفرد"، في ظل " عدم الاعتراف بالجهد الذاتي في اليمن"، منوها الى إشكالية ووصف مدير المجموعة اليمنية للإعلان المشكلة الثانية التي تواجه الصحافة الإلكترونية ب"المشتركة" والتي وزعها على بعدين، أولها، البعد المتعلق بعدم الاعتراف بحفيي المواقع الالكترونية من قبل نقابة الصحفيين التي قال إنه "يقدر مشكلتهم" ، والبعد الآخر القطاع الخاص كونه القطاع الوحيد القادر على تمويل نشاطاته، منوها الى رؤيته للتحديث والتي قال إنها "صعبة"، منتقدا النظرة التي يبديها رجال الأعمال والشركات تجاه الصحافة الإلكترونية باستثناء مواقع قليله، مشيرا في هذا السياق إلى تجربة (نيوزيمن) الذي يرئس تحريره و قال إنه "راهن كثيرا على الإعلان وحصل عليه " وأضاف " ولكن باستثناء إعلان واحد حصل عليه فإن بقية الإعلانات تأتي عن طريق الإحراج وليس لمعايير موضوعية". وآخر المشكلات التي تواجهها صحافة الإنترنت –بحسب الصوفي -هي مع الحكومة ، واصفا تلك المشكلة ب"الكبيرة جدا"، موضحا في هذا الإطار أن الصحافة الإلكترونية لا تجد من تتحدث وتتخاطب معه سياسيا وحتى فنيا، مشيرا إلى أن "وزارة الإعلام لا تعترف بك إلا حين تمنعك"، منتقدا إياها لعدم دعوتها المواقع الإخبارية في أي فعالية من الفعاليات، مفسرا سبب عدم دعوتها لصحفي المواقع الإخبارية بأنه "جزء من العناد والإهمال". واضاف ان الانترنت وهو أحدث وسيلة تساعد صحاب الكفاءة على التأثير لايزال يعاني من قصور رؤية الحكومة إلا فيما يتعلق بالمراقبة والحجب والمنع. وأقر الصوفي بمشكلات أخرى تعاني منها هذه الصحافة الالكترونية، الى جانب المعلن، أو الدولة، أو القارئ، أو الأحزاب، أو الذاتي منها، منتقدا في ذلك تحولها بين النخب اليمنية والتي وصفها ب"الصغيرة" إلى أداة للصراع، معتبرا أن الصحافة الإلكترونية في اليمن لاتعدوا عن كونها " تجارب جديدة" و"قدرات شخصية". وفي إشارة إلى معاناة المواقع الاليكترونية من التمويل حتى الحزبية قال الصوفي :" إن التمويل الذي تعاني منه المواقع الالكترونية التابعة للاحزاب في السلطة والمعارضة "لاتحصل على تمويل بمثل التمويل والدعم الذي قد تحصل عليه الصحف الورقية التابعة والناطقة باسم هذه الاحزاب". وأضاف " هناك من يقول لك لماذا كذا ولماذا لم تتناول كذا ولن يسألك شخص عن إمكانياتك التي تعمل بها فالقارئ بطبعته ناقداً" ، وعاد الصوفي ليؤكد أن الصحافة الاليكترونية رغم هذه الصعوبات التي تعاني منها استطاعت أن توجد لها حيزاً كبيراً في الانترنت ، داعياً القائمين عليها إلى الاشتباك أكثر مع قضايا المجتمع المباشرة مثل التعليم واستيعاب النقاشات حول القضايا الهامة بدلاً من الانغماس في السياسة ".