قبل فترة قرأت في إحدى المواقع الالكترونية عن زلزال متوقع حدوثه في اليمن وإثيوبيا، ومن المتوقع أن يكون مدمراً "والعياذ بالله" نسأل الله السلامة، المهم كنت احدث أسرتي بما قرأته فسألت ابنتي سؤالاً مؤثراً: "ماما هل سيتكسر دولابي الجديد؟" لا اذكر بماذا أجبناها، ولكني حين قرأت التصعيد الإعلامي والخوف من حرب سادسة في صعدة "لا سمح الله" تخيلت عن ماذا سيسأل أطفال صعدة أمهاتهم حين يسمعون أخبار الحرب؟ ألا يكفيهم ما فقدوا؟ ما رأوا؟ ما سمعوا؟ ما عانوا؟ هل يخشون أن يقتل أبوهم أو أخوهم ، أو حتى ان يقع المنزل بمن فيه عليهم؟ هذا إن بقي لهم منزل أصلا، إن بقيت أم يسألونها ، أو أب أو أخوة في تلك الخرابات التي قد لا نستطيع تخيل مدى الدمار الذي حل بها.. أخي في الوطن ، في الدين في الإنسانية إن كنا نقف عاجزين أمام الكوارث الطبيعية ولا نملك حيالها إلا الدعاء لله الواحد أن يكفينا شرها، فنحن نستطيع أن نفعل أكثر حيال الكوارث التي نكون طرفاً فيها أو من ضحاياها وجميعنا من ضحاياها، أخي القدير إن كنت لا تعاني ولم تعاني من هذه الحرب ، اقتصادياً، وإن كنت لا تدعو الله أول كل شهر حين تتسلم راتبك قائلاً: "الله يطرح فيه البركة" وأنت تعلم إن البركة تعني أن يكفيك عشرة أيام على الأكثر!! فأنت لم تدفع ثمناً في هذه الحرب أو غيرها من الحروب. إن لم يكن لك قريب اعتقل أواخر قتل بسبب هذه الحرب، أو لم يكن لك ابن عم، أو ابن خال، أو حتى جار (جندي) ذهب ليحارب وعاد على نعشه تاركاً وراءه أرملة ويتامى لا يقل حزنهم ومعاناتهم عن حزن أرامل صعدة وأيتامها، فأنت لم تخسر كثيراً في هذه الحرب. إن كان المتسولون والمتسولات من الأطفال والنساء والرجال والشيوخ والعجائز اليمنيين وغير اليمنيين، إن كانوا لا يجرؤون على الاقتراب من موكب سياراتك ليطلوا برؤوسهم وعيونهم الجائعة، ويتحول مشوارك أياً كان سببه إلى حسرة وضيق، وإن كانوا لا يتمكنون من الطرق على باب قصرك أو منزلك ليعذبوك ليلاً ونهاراً، فأنت لا تدري ما فعلت بنا الحروب! وإن كانت عودة هذه الحرب لا تخيفك، وكان لك رأي يخالف قرار رئيس الجمهورية بوقف الحرب والبدء بإعادة إعمار صعدة وإطلاق المعتقلين على ذمة هذه الحرب، أخي في الوطن.. أخي في الدين.. أخي في الإنسانية: فلتقل خيراً أو لتصمت..!!