تعثرت شركة طيران السعيدة للنقل الداخلي مجدداً في الانطلاق، وقررت للمرة الثانية على التوالي تأجيل موعد تدشين رحلاتها من 26 أكتوبر الجاري إلى 13 نوفمبر القادم، بعد أن كانت قد أجلتها من قبل من شهر سبتمبر إلى 26 أكتوبر. مصادر وثيقة الصلة ل"نبأ نيوز" كشفت عن رسالة رسمية وجهتها "السعيدة" أمس الأول الاثنين إلى شركة الخطوط الجوية اليمنية تطالب فيها الأخيرة بمواصلة رحلاتها الداخلية حتى يوم 13 نوفمبر القادم، وذلك على خلفية تأخر وصول طائراتها من شركة "بومباردير" الكندية. وتؤكد المصادر: أن الاتفاق المبرم مع الشركة الكندية كان يقضي بتسليم طيران السعيدة ثلاث طائرات كدفعة أولى من أسطولها المؤلف من ثمان طائرات صغيرة، سعة (72) راكباً، على أن تستلم أولى الطائرات الثلاث نهاية سبتمبر الماضي، غير أن الشركة المذكورة لم تف بالتزاماتها، وأرجأت تسليم الطائرة الأولى إلى أواخر شهر أكتوبر الجاري. وتواجه "طيران السعيدة" مشاكلاً جمة منذ الإعلان عن نفسها، حيث أبرمت الشركة صفقة طائرات (مروحية) مع "بومباردير" الكندية، لكنها تراجعت في نوفمبر 2007م عن الصفقة بعد وقوع ثلاث حوادث لطائرات مروحية من نفس النوع الذي كانت تعتزم شراؤه.. وهو ما اضطرها للدخول في مفاوضات مع الشركة الكندية استمرت ثلاثة أيام، وانتهت بالاتفاق على إبدال الطائرات (المروحية) بطائرات (نفاثة) ومن نفس الشركة أيضاً. وفي 19/ نوفمبر/ 2008م أدلى الناطق الإعلامي لشركة "بومباردير" الكندية بتصريحات صحافية نفى فيها التوقيع على صفقة مؤلفة من (6) طائرات مع "اليمنية" المنبثقة عنها شركة طيران السعيدة، الأمر الذي أثار صخباً إعلامياً شكك بمصداقية "اليمنية"، التي بدورها أخبرت "نبأ نيوز" في حينها أن ذلك النفي جاء على خلفية النظام المحاسبي المعتمد لدى "بومباردير"، والذي يقضي بدفع (20%) من قيمة الصفقة، فيما لم تصل قيمة المبالغ الذي دفعتها "اليمنية" تلك النسبة، ونوهت إلى أن "بومباردير" اعتذرت عما بدر من الناطق الإعلامي من تصريحات. وتفيد مصادر "نبأ نيوز" أن "طيران السعيدة" تعتزم حالياً تدشين مشروعها للنقل الداخلي بأسطول قوامه (طائرة واحدة فقط)، وهو الأمر الذي وصفه مراقبون بأنه "خيبة أمل كبيرة"، معربين عن دهشتهم أن تدعي الشركة بأنها ستقوم برحلات إلى كل من (الغيظة, عدن, سيئون، الحديدة, الريان, سقطرى, وتعز)، في الوقت الذي ما زالت عاجزة عن ضمان وصول حتى الطائرة الواحدة التي تعتزم تشغيلها بحركة مكوكية بين تلك المدن السبعة..! "طيران السعيدة"- التي ما زالت تواجه مشاكلها وعثراتها المتكررة بحملة إعلامية ترويجية جندت لها طابوراً عريضاً من وسائل الإعلام المحلية والخارجية- كانت قد خضعت لمنافسة ساخنة بين شركة "بومباردير" الكندية، وشركة "أمبيري" البرازيلية لتصنيع الطائرات، غير أن القرار حسم لصالح "بومباردير"، لتصنيع أسطول شركة النقل الجوي الداخلي التي تقول أن رأسمالها (80) مليون دولار، بتمويل من المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص التي تمتلك 75% من أسهم الشركة، فيما الحصة الباقية 25% لشركة الخطوط الجوية اليمنية. وقد قامت مؤخراً "شركة الطيار للسفر والسياحة" و"شركة الوطنية للسفر والسياحة" السعوديتين بشراء أسهما من المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص التابعة للبنك الإسلامي للتنمية، التي تمتلك 75 في المائة في الشركة، لتصبح الشركتان شريكتين جديدتين في "طيران السعيدة" حسب الاتفاق الموقع، غير أن نسب الشراكة الجديدة أحيطت بدرجة عالية من التكتم لأسباب غير معروفة. وفي الوقت الذي تتفاوض الهيئة العامة للبريد اليمني والهيئة العامة للتأمينات والمعاشات مع البنك الإسلامي للدخول في الشراكة، فإن بنك التسليف التعاوني الزراعي اليمني فاز بشراكة إستراتيجية للعمل مع الشركة للحجز الآلي ونظام المبيعات. تصريحات كثيرة تتعاقب دون انقطاع تتحدث عن رحلات إقليمية إلى دبي، جيبوتي، أديس أبابا، أسمرة, صلالة, الطائف, ومسقط.. كما تتحدث عن (80) طياراً سيتم تأهيلهم خلال الفترة من تسلم الطائرة الأولى من قبل طيارين أمريكيين، وأن (103) موظفاً سيشغلون الشركة, وسط توقعات بأن تنقل الشركة 300 ألف راكب خلال ال 18شهر الأولى من التشغيل 2008 - 2009, وأن يصل عدد الركاب إلى مليون بحلول 2011م... غير أن كل شيء ظل في سياق حملة إعلامية ترويجية واسعة، أفسدتها حسابات "بومباردير" الكندية، وتأخر وصول الطائرة "اليتيمة" الموعودة!! إقرأ على نبأنيوز أخبار سابقة ذات علاقة: * الصوفي يدشن موقع السعيدة وثقافة شبر مع الدولة في طريقها للزوال * شركتان سعوديتان تدخلان في شراكة جديدة مع طيران السعيدة * بنك التسليف وطيران السعيدة يوقعان اتفاقية شراكة إستراتيجية * (السعيدة) تؤجل التدشين تلبية لرغبة (اليمنية) وأسطولها طائرتان فقط * شركتان كندية وبرازيلية تتنافسان لتصنيع طائرات ل(السعيدة) * تأسيس السعيدة للنقل الجوي الداخلي براسمال 80 مليون دولار * اليمنية تتراجع عن المروحيات وتبدلها بطائرات نفاثة بعد 3 حوادث * اليمنية توقع عقدا لشراء ست طائرات حديثة للنقل الداخلي * 75 % من شركة النقل الجوي الداخلي اليمني لمستثمرين سعوديين