فجر اجتماع عقد اليوم بمحافظة تعز حرباً شرسة على "العشوائيات"، وأسواق القات غير القانونية، ومن يقفون ورائها من أرباب المصالح، كاشفاً النقاب عن التهام جيوب الفاسدين بالمحافظة لأكثر من (500) مليون ريال سنوياً من ضرائب القات التي تزيد عن المليار سنوياً، ليفضي الاجتماع إلى رهان حكومي على إعادة تنظيم الأسواق وإزالة العشوائيات، حتى لو اضطرت الدولة للقتال من أجل التنفيذ. جاء ذلك على هامش الاجتماع الخاص بمناقشة دراسة إعادة تنظيم أسواق تعز التي نفذها مركز البحوث والتطوير التربوي، وعقد اليوم الاثنين بمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز. حمود الصوفي- محافظ محافظة تعز- قال في مستهل حديثة: إن مشاكل العشوائيات في مدينة تعز لن تجد طريقها إلى الحل ما لم تتكاتف كل الجهات المعنية إزاء هذه القضية التي تؤرق سكان المدينة. وانتقد المحافظ الجهات المسئولة عن أسواق تعز التي قال أنها تتلقى توجيهات المحافظة وتعمل بها بشكل مؤقت ثم تعود الفوضى إلى سابق عهدها, كما انتقد الصحفيين الذين "يتناولون قضايا المدينة بشكل مزدوج، فهم تارة يتناولون ظاهرة العشوائيات وتارة أخرى يتناقضون مع أنفسهم ويعتبرون معالجة العشوائيات قطعا لأرزاق الناس"- على حد تعبيره. من جانبه أكد شوقي احمد هائل- رئيس لجنة التخطيط والتنمية بالمجلس المحلي بمحافظة تعز- انه بعد عرض الدراسة الخاصة بتنظيم أسواق القات على المجلس المحلي وإعطائه الصلاحية الكاملة أصبح لديه النية الكاملة للبدء بإعادة تنظيم أسواق المدينة وإزالة العشوائيات وأنه سيقاتل لتنفيذ تلك الخطة الهادفة إلى جعل مدينة تعز مدينة نظيفة خالية من العشوائيات والفوضى. ونوه إلى أن ما تم عرضه اليوم من صور لعشوائيات المدينة لا تعكس الواقع فهناك ما هو أدهى وآمر, وقال: لو جال مسئول حكومي آو رئيس مجلس محلي في شوارع مدينة تعز ورأى تلك العشوائيات اعتقد انه سيلعن نفسه إذا كان يحترم نفسه ويقدر واجبه. وأشار إلى انه بعد أيكال الأمر إلى المجلس المحلي لن يستطيع احد من مدراء المكاتب الحكومية ومدراء المديريات وقادة المعسكرات التدخل في الأسواق ولو حدث ذلك سيحال للتحقيق. وكشف شوقي أن الحملة ستبدأ من السبت القادم في إزالة العشوائيات كمرحلة أولى، يليها إخراج أسواق القات في المرحة القامة, لافتا إلى أن (الموالعة) ستكون لهم أسواق بديلة في مناطق (بئر باشا وعصيفرة والجملة ومفرق الحوبان والذكرة). وحول بعد المسافة بين (الموالعة) وأسواق القات التي ستنقل إلى خارج المدينة أشار إلى أن هناك ستة آلاف دراجة نارية ستقوم بتوصيل القات إلى المنازل في المدينة. وحول ضرائب القات، أكد شوقي أن 50% من ضرائب القات لا يعرف مصيرها حتى اليوم بما يعني إن (500) مليون ريال تذهب في جيوب أصحاب المصالح والمنتفعين من بقاء تلك الأسواق العشوائية, مشيرا إلى أن تلك النسبة المتبقية لن يتم تحصيلها ما لم يتم تنظيم الأسواق. واختتم شوقي حديثة بالدعوة إلى تعاون كافة الجهات المختلفة في المحافظة لما من شانه إيجاد مدينة نظيفة خالية من الفوضى والعشوائيات التي تسبب تعكير صفو الحياة وتخلق أمراضا مختلفة للمواطنين. هذا وكان الاجتماع الموسع الذي حضره حشد من الإعلاميين ومدراء وأعضاء المكاتب الحكومية والمجالس المحلية قد استعرض دراسة مصورة لمظاهر العشوائيات المقلقة في مدينة تعز قدمها الدكتور عبد الله الذيفاني من جامعة تعز، فيما تم إثراء الاجتماع بالعديد من المداخلات الهامة التي أجمعت على ضرورة التعاون الكامل مع خطوة إعادة تنظيم أسواق القات في المدينة. جدير بالذكر إن حملة إزالة العشوائيات وإخراج أسواق القات من داخل مدينة تعز تخللتها في المراحل السابقة أعمال عنف، وسقطت فيها ضحايا من المواطنين ورجال الأمن، الأمر الذي سبب انتكاسة للخطوة السابقة وأدى إلى عودة مظاهر العشوائية بشكل خطير فيما زادت أسواق القات في المدينة لتصبح بعد حملة إخراج الأسواق أكثر من 33 سوقا تنتشر في كل حارة ومدخل وشارع في المدينة.