دعا باحثون ومختصون، شاركوا في حلقة نقاشية نظمتها مؤسسة العفيف الثقافية، إلى العمل على إنشاء المكتبات في جميع السجون اليمنية على غرار مكتبة السجن المركزي، ورفدها بالكتب والمواد القرائية الحديثة، التي تساعد السجناء على تخطي مشاكلهم التي يعانون منها. كما دعوا إلى العمل على توفير الأجهزة الحديثة لمواكبة التطورات، وتوظيف المتخصصين في مجال المكتبات، وعلم المعلومات، وإنشاء قسم خاص في المكتبة للمرضى، والمتخلفين عقلياً. وكشف باحثون- شاركوا في الحلقة النقاشية حول (مكتبات السجون- مكتبة السجن المركزي أنموذجاً)، التي تأتي في إطار برنامج مؤسسة العفيف (مؤسسات المعلومات في اليمن- المكتبات النوعية)- بأن أول مكتبة أنشئت في سجن كانت في بريطانيا، في العام 1877م، وكان إنشاؤها نتيجة حركات إصلاحية قامت بالمطالبة بإصلاح السجون. وأشار الأستاذ سمير السفياني- أمين مكتبة العفيف الثقافية- إلى أن عملية تحويل السجون من أماكن للعقاب إلى أماكن للإصلاح تطلب كثيراً من الوقت، الذي جعلها تكون أكثر قابلية للإصلاح، وأفرز نزلاء حققوا مبتغاهم، وقدموا نماذجاً رائعة.. واستعرض ما تحتويه مكتبات السجون من مواد عامة، لمساندة برامجها الثقافية، وبعض الموضوعات القانونية.. وإنشاء مكتبة في السجون جاءت لتمثل منفذ لهروب السجين المؤقت من واقعه، وهمومه إلى التسلية والتجديد، وتطرق في ورقته إلى أهداف هذه المكتبات.. من جانبه قال الباحث محمد علي سعيد- ممثل قسم المكتبات وعلم المعلومات بجامعة صنعاء- في ورقته التي تطرق فيها لمكتبة السجن المركزي: أن إنشاء مكتبة في السجن المركزي بصنعاء كان نتيجة للتوجهات الحديثة التي أبرزتها الحياة الحديثة في اليمن، وكانت هذه المكتبة واحدة من كثير مكتبات تم إنشاؤها في أغلب المؤسسات المعلوماتية، والإصلاحية، والاجتماعية، مشيراً إلى أنه تم إنشاء هذه المكتبة في العام 1998م، بقدرات متواضعة من الأثاث والتجهيزات الأولية لإقامة هذه المكتبة، وتم دعمها بعدد من الرفوف الخاصة بالكتب، وعدد مناسب من المقاعد والطاولات.. ومبنى المكتبة مستقل وأضاف بأنها تحتوي على مجموعة من الكتب، والمراجع، وبعض الموسوعات، أما بالنسبة للعاملين فيها، فمازال يعمل فيها موظف وحيد، تم تدريبه في المجالات المكتبية، والإدارية، وفي كيفية التعامل مع السجناء.. وتقدم المكتبة مجموعة من الخدمات المتمثلة بالإعارة الداخلية، داخل مبنى المكتبة، إلى جانب إلقاء المحاضرات، والندوات.. هذا وقد اثرى الدكتور أحمد الجرموزي- رئيس مركز الإرشاد النفسي بجامعة صنعاء- إلى جانب مجموعة من المهتمين والباحثين الحلقة النقاشية بعدد من المداخلات.