نقول اليوم وقبل قدوم يوم 13 يناير والتي يبدو لي إن الجميع قد جهز نفسه لهذه المناسبة "السعيدة"على قلوب كل اليمنيين.. ولا أخفيكم قولا بان حكومتنا أيضا هي الأخرى قد جهزت لهذا اليوم، ومضاف إليهم أصحاب الحراك بالتأكيد لهم تجهيزاتهم.. ما هي؟ لا ندري سندري في حينه.. نحن شئنا أم أبينا أصبح لدينا عدم الثقة بالآخر أمر مناطقي، فأي كاتب "شمالي" هو بالمطلق عميل للنظام وما يصدر عنه ليس إلا توجيه من السلطة.. وأي كاتب جنوبي أيضا عميل لا يصدر عنه إلاّ بأوامر من "الحسني"، وهكذا دواليك، فقد وصلنا إلى حوارات "طرشانية"- الموضوع في وادي والحوارات في وادي آخر، والموضوع مجرد عنوان وكلمات مصفوفة لا أقل ولا أكثر. نقول لندع ما مضى ولا نطلب صلحا أو مهادنة إطلاقا، بل مجرد لحظات للتصفح ومناقشه المواضيع بانفتاح لأننا لو وصولنا إلى لغة البندقية لا سمح الله فلن نعرف أي حوار غير- يا قاتل يا مقتول- وهنا ستكون طامة اليمن الكبرى لأنه لن يستطيع الرئيس أو الحسني أو غيره فرض رأيه وشروطه، بل سيكون للرصاص رأياً آخراً، والعالم سيكون له أيضا رأياً آخراً. إذا ما تكلمنا باسم الحكومة اليمنية فإننا نصف الأوضاع بأنها نرجسية، وان كل شي تمام وعال العال، ومش ناقصنا أي شي يذكر غير الحمد والشكر للرئيس والدولة.. وإذا ما عرجنا على المعارضة ربي سلم مناضلين من العيار الثقيل، ومن أكثر الناس إخلاصا للحقوق المدنية ومحاربة الفساد.. وإذا تكلمنا عن أصحاب العراك أصحاب علم وفضيلة ومن ناشري الإسلام، والحسني رمزا من رموز البطولات عندما حاربت اليمنالهند في معركتها المشهورة التي انتصرت بها طبعا القوات اليمنية على نضيرتها الهندية في كشمير!!! سيرد علي البعض وهؤلاء لا يهمهم اليمن أو اليمنيين إطلاقا بقدر ما يهمهم أن يظل المشروع قائم- لاني بنايم ولاني بصاحي- لكننا في أزمة حقيقية تحتاج من كل الشرفاء أن ينبذوا روح الكراهية، وان يناقشوا بعقول الممكن وليس المستحيل.. الجنوبيون جزء من كيان اليمن ولابد أن يكون لهم مصالح في الوحدة، والشماليين لابد أن تحترم مصالحهم في الوحدة.. هكذا يستقيم الحال مع الإصرار على إن باب الإصلاح يظل مفتوحاً.. وفقدان الأمل مهلكة.. لم تكن اليمن بتواريخها السابقة في الشمال والجنوب منطقه يحلو بها رغد العيش.. ربما إننا اليوم لا نبعد كثيرا عن رغد العيش إن أحسنا صنعاً في إصلاحها وليس في محاوله زجها في حروب لا يملك أحدا أي تاريخ محدد: متى؟ وكيف سينهيها؟ وان كان يملك بكل تأكيد حفظ تاريخ إشعالها.. وعلى الدنيا السلام!!