غداً تمر ذكرى 13 يناير الأليمة على وطننا اليمني بشماله وجنوبه فقد صار الجسد واحداً، والألم واحداً، "ولو كره الكافرون". تمر علينا هذه الذكرى الأليمة والوطن يمر بمرحلة دقيقة وأزمة خطيرة، لا بد لنا من الاعتراف بوجودها وإن اختلفنا مع مثيريها حول طبيعة حلها. وتواجه السلطة في هذه الأزمة عدة حلول سواء كانت شاملة أم (ترقيعية) مؤقتة، ومن الحلول المطروحة لتخفيف الحد من الأزمة هو عودة أحد القادة المتواجدين في الخارج، وأقصد هنا: علي سالم البيض، وحيدر أبوبكر العطاس، وعلي ناصر محمد. وعلى الرغم من رؤيتي لمثل هذا الحل أنه حل ترقيعي مؤقت لا يفيد في حل الأزمة جذرياً، واقتناعي الكامل أن هذا الحل يكرس الانفصال بشكل أكبر، إلا أن كثيراً ممن تداولت معهم الموضوع سواء من الحزب الحاكم أو المعارضة أو حتى من المستقلين، مؤيدون لهذا الحل. وبغض النظر عن رأيي الشخصي، فلا أظن أن أحداً يحفل به أو يهتم، فلننظر سوية ما هي مساوئ ومساوئ عودة كل من القادة المذكورين، وأتمنى من القراء الأعزاء أن لا يأخذوا الأمر بصفة شخصية فهذه آراء العبد لله الخاصة، ولكل قارئ مطلق الحرية وكامل الحق أن يكتب رأيه في هؤلاء القادة ضمن التعليقات على هذا المقال. علي سالم البيض: ما زلت على رأيي الذي أعلنته مراراً أن الأستاذ علي سالم البيض هو شريك في الوحدة ولا يجوز لكائن من كان (شطب) هذه الحقيقة التاريخية المثبتة ب(قص) صورة علي سالم البيض من صورة رفع العلم، وهذه الحقيقة التاريخية تجعل– من وجهة نظري- الأستاذ علي سالم البيض من أكثر الناس حقاً بالعودة إلى أرض اليمن معززاً مكرماً، شريطة إعلان إيمانه الكامل بالوحدة، ويمكنه العودة إلى العمل السياسي الذي قد يوصله يوماً إلى كرسي الحكم. أما مساوئ الأستاذ علي سالم البيض فهي ما تم تداوله في الإعلام، وتم نسبه حتى إلى أبنائه من أنه يعاني من حالة نفسية، وأتمنى أن يكون هذا الكلام مجرد (كلام جرايد). حيدر أبوبكر العطاس: لا شك أن الأستاذ حيدر شخصية إدارية من الطراز الرفيع، متحدث لبق، سياسي داهية، لكن سيئته الكبرى التي لا أقبلها شخصياً هي (انفصاليته) التي يصعب عليه تغطيتها بطبقة رقيقة من (الوحدوية)، فمن المعروف أن العطاس هو مهندس الانفصال أو هو كما قال الدكتور الإرياني (إنفصالي حتى العظم). علي ناصر محمد: من الواضح أن علي ناصر محمد بتصريحاته التي يثير فيها ردود الأفعال المتباينة سواء من السلطة أو من المعارضة، يحاول أن يجد لنفسه نصيباً من الكعكة التي سيتم إعادة تقسيمها، وهو رجل قيادي قوي الشخصية، إلا أن سيئته الأبرز هي الأحقاد التي ما زالت إلى اليوم لم تسقط بالتقادم. إن السلطة بحاجة إلى (جوكر) تستطيع وضعه في أي خانة فمن جهة تريده ذا قدرة على (لجم) الحراك وتهدئته، ومن جهة أخرى فهي لا تريد (زعيماً) يتجاوز الدور المرسوم له، فمن هو هذا الجوكر؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام. ملاحظة: بعد كتابة المقال خطر ببالي خاطر لا أعرف إن كان دار بخلد المؤيدين لفكرة عودة أحد القادة، وهو: (لماذا لا يعودون جميعاً؟!) هل هذا ممكن؟