عقدت قيادات الحراك الانفصالي أمس الأحد اجتماعاً "طارئاً" بمديرية الشعيب من محافظة الضالع، أقرت خلاله القيادات المشاركة تدابيراً عاجلة، على خلفية تلقيها معلومات تكشف عن تطورات سياسية جديدة على ساحتى الحزب الحاكم واللقاء المشترك.. وأفادت مصادر "نبأ نيوز" القريبة من بعض قيادات الحراك: أن الاجتماع عقد برئاسة حسن باعوم- بعد أقل من يوم من خروجه من مستشفى الشعيب التي أجرى فيها يوم السبت عملية جراحية صغيرة لإزالة ورم عضلي.. وقد كرس الاجتماع لتدارس معلومات كشفت عن إمكانية حدوث توافق بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك في غضون الأيام القليلة القادمة، بعد أن رصدت مصادرها تحركات سياسية تدور خلف الكواليس لتسوية الخلاف بين الجانبين، وأن أطرافاً دولية تشارك في تلك التحركات، وتمارس ضغوطاً، رجحت أنها ستفضي إلى صفقة تسويات واتفاق بين الحاكم والمشترك. وأضافت المصادر: أن القيادات المجتمعة أقرت خطة تحرك عاجلة تحسباً لحدوث أمر كهذا، مؤكدة أن هناك مخاوف كبيرة لدى تلك القيادات من إمكانية استغلال السلطة لحالة الصلح بينها وبين المشترك، لمحاصرة الحراك، وشن حملة اعتقالات لعناصرها الناشطة، أو التمادي في استخدام العنف ضد فعالياتها.. في إشارة غير مباشرة إلى الحماية التي توفرها أحزاب المشترك لتكويناتها الانفصالية، من خلال البيانات والمهرجانات التضامنية مع من يتم اعتقالهم، واستنكار أي منع لأنشطتها السياسية. ولفتت إلى أن الدعوة إلى الاجتماع تم حصرها على قيادات جنوبية محددة، بينهم الدكتور ناصر الخبجي، والنائب صلاح الشنفرة، والدكتور عبده المعطري، ويحيى غالب الشعيبي، وشلال علي شايع؛ فيما تم إقصاء وتجاهل العميد ناصر النوبة، وبقية قيادات الحراك الانفصالي في محافظتي أبين وعدن تحديداً. ووصفت المصادر هذا الاجتماع بأنه "قصم ظهر النضال السلمي الجنوبي"- على حد تعبيرها- مرجعة رأيها إلى أنه كرس خارطة الخلافات التاريخية بين ما كان يسمى ب"الزمرة" و"الطغمة"، عشية انفجار الأحداث في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي بعدن في 13 يناير 1986م، مؤكدة أن المشاركين في الاجتماع الأخير يمثلون جناح حيدر أبو بكر العطاس "الطغمة"، فيما جميع الذين تم إقصائهم وتجاهل دعوتهم يمثلون جناح علي ناصر محمد "الزمرة".. مصادر جنوبية في أبين من أنصار العميد النوبة- الذي يعد أول من فتح ملفات القضية الجنوبية من خلال جمعية المتقاعدين العسكريين- شككت بالنوايا التي دفعت إلى "الاجتماع الطارئ" بالشعيب، واستبعدت فكرة تقارب المؤتمر واللقاء المشترك، واعتبرت الاجتماع بمثابة خطوة استباقية من قبل حسن باعوم والآخرين لفرض وصايتهم على الساحة الجنوبية. واتهمت باعوم ب"اللعب"، وأنه "يجهل المناورة السياسية، وكل شيء عنده وليد اللحظة وليس مبني على أساس"، واستغربت أن تقوم تلك القيادات بالتسريب لبعض وسائل الإعلام بأنها عقدت اجتماع الشعيب من أجل تعزيز وحدة صفوف الجنوب، في الوقت الذي "حصرت المشاركة فيه على شلة صغيرة معروفة، وهمشت القيادات الفعلية التي تقود النضال السلمي منذ اليوم الأول- في إشارة إلى النوبة"، ووصفت ما حدث بأنه "أكبر استفزاز ومؤامرة لتفتيت الجنوب"..! هذا وبدا واضحاً أن ثمة قلق كبير لدى العميد النوبة وأنصاره من تطورات الأحداث في الجنوب، ومن اجتماع الشعيب، ولمست "نبأ نيوز" هواجس قلق لديهم من أن يكونوا هم هدف ذلك الاجتماع. وفيما تدور هذه الأحداث على الساحة الداخلية فإن ثمة أحداث صاخبة على الصعيد الخارجي، ستقوم "نبأ نيوز" بنشر تقرير مفصل عنها في وقت لاحق.