كشفت مصادر "نبأ نيوز" في العاصمة البريطانية لندن عن تحركات واسعة باشرتها حديثاً التنظيمات الانفصالية في الخارج لتأليب أبناء المحافظات اليمنية "الشمالية" على نظام صنعاء، مستخدمة الورقة "المذهبية" كرهان تعوض به تقهقر الحراك في المحافظات الجنوبية، وتعول عليه في تفتيت وحدة الصف الوطني اليمني، وضرب استقرار اليمن، بجرها إلى محارق الفتنة المذهبية. وأكدت المصادر: أن خلايا تابعة لتنظيم "تاج" باشرت منذ فترة غير بعيدة حصر المغتربين اليمنيين من أبناء المحافظات اليمنية "الشمالية" في مختلف المدن البريطانية، وشرعت بالتواصل معهم، وتعبئتهم ضد النظام، مركزة على القضايا المذهبية من خلال استعراض أحداث صعدة، وتأويل أحداثها باتهام النظام بالتحالف مع "السلفية" و"الوهابية السعودية" لضرب "الشيعة والزيدية". وأشارت إلى أن التنظيمات الانفصالية "الجنوبية" تعمل على إذكاء العصبية المذهبية في أوساط الجاليات في إطار تنسيقاتها مع تنظيم الحوثي، ضمن المشروع الكونفيدرالي المطروح لتقسيم اليمن إلى ثلاثة مقاطعات، والذي كانت "نبأ نيوز" أول من كشف عنه منذ قبل ما يزيد عن عام، وعلى النحو التالي: الأولى: علمانية (جنوبية)، وعاصمتها عدن، وتقوم على أساس حق الجنوبيين في استعادة ارثهم الشطري لما قبل وحدة 22 مايو 1990م. الثانية: شيعية (شمالية)، وعاصمتها صعدة- وتقوم على أساس حق استعادة دولة الأئمة التي كانت قائمة قبل ثورة 26 سبتمبر 1962. الثالثة: سنية (وسطى)، وعاصمتها صنعاء، يحكمها الإسلاميون "الشوافع"، وفق اعتبارات كينونتها التاريخية، وخارطتها الإقليمية. وفي الوقت الذي تقوم تلك الجماعات بأنشطة تعبوية واسعة، تؤكد مصادر "نبأ نيوز" في لندن الغياب المطلق لأي أنشطة إعلامية تعبوية من قبل الجهات الرسمية اليمنية، ومراكزها الإعلامية في الخارج، لمناهضة ما يطرح من "تضليل"، وأنه لأول مرة تشهد ساحة الاغتراب اليمني في بريطانيا توقفاً كاملاً لجميع الفعاليات والأنشطة التي اعتادت تنفيذها سنوياً.. كما أن فروع الحزب الحاكم في الخارج مقفلة، ولم تعد تمثل أكثر من مصادر للريع السنوي للقائمين عليها. وتشير المصادر إلى أن هذا التطور في آلية عمل التنظيمات "الجنوبية" في الخارج، ورهانها على استقطاب من داومت على وصفهم ب"الشماليين"، و"الدحابشة"، و"المحتلين"، يأتي على خلفية التمزق الشديد الذي يعيشه "الحراك الانفصالي" بشكل عام، والذي انشق على نفسه إلى عشرات التكوينات، فيما تجلت للعيان حرباً ضروساً بين "الزمرة" و"الطغمة"، تخندق كل طرف فيها خلف عدد من المواقع الالكترونية، ليصب جم غضبه ولعناته على الطرف الآخر، ويكيل له اتهامات "التخوين والعمالة والتآمر والمناطقية" وغيرها، الأمر الذي دفع "تاج" لمحاولة ترجيح نفوذ "الطغمة"- جناح حيد أبو بكر العطاس- باللعب بورقة استقطاب "الشماليين" رغم أنها تطلق عليهم ألقاباً تقصد بها الدونية والهمجية. وفي تطور آخر على الصعيد الداخلي، أكدت مصادر "نبأ نيوز" في محافظة لحج: أن أحزاب اللقاء المشترك ترعى حالياً مبادرات لتوحيد تكوينات "الحراك الانفصالي"، وإصلاح ذات البين بين قياداتها المتناحرة. وأشارت إلى أن أولى ثمرات تلك المبادرات تجسدت عصر أمس الجمعة بمهرجان جماهيري في "ردفان"، ثم اجتماع مغلق في المساء بمنطقة "حبيل الجبر" جمع- لأول مرة منذ أكثر من عام- حسن باعوم مع ناصر النوبة، والشنفره والخبجي، والمعطري مع شلال علي شايع، إلى جانب آخرين مثل علي منصر ومحمد طماح، وقاسم الداعري.. وتمخض الاجتماع عن تشكيل لجنة حوار مؤلفة من (20) شخصاً، على طريق التحضير للمؤتمر العام لهيئات الحراك الجنوبي- الذي سبق أن نشرت "نبأ نيوز" خبراً عنه.