الدعوة التي أطلقها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لإيجاد مرجعية بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية اعتقد أنها فاجأت الكثير في الداخل والخارج الفلسطيني ولاقت معارضة واسعة من قبل الفصائل والقوى الفلسطينية بما فيهم حلفاء حماس في النضال والمقاومة أبرزهم حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وهذه الدعوة اعتقد إنها في التوقيت والمضمون دعوة متسرعة ويمكن تصنيفها فقط ضمن القرارات أو التصورات السياسية الخاطئة لحركة حماس وكان بالأحرى وفي هذا التوقيت الحساس للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية الدعوة إلى جمع الكلمة ورص الصفوف لمواجهه العدوان والصلف الصهيوني لان مثل هكذا دعوات قد تفرق أكثر مما تجمع والساحة الفلسطينية في أمس الحاجة كما أسلفنا لجمع الكلمة وإنهاء الانقسام الحاصل بين الضفة والقطاع وتعزيز الوحدة الوطنية وجمع القوى السياسية وقوى المقاومة تحت مظلة واحدة هي المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية... صحيح إن منظمة التحرير الفلسطينية تعيش اليوم في وضع بائس بفعل تعطيل ميثاقها وأدواتها النضالية التي عرفت بها منذ إنشائها ولكن هذا لا يبرر الدعوة لإلغائها خاصة وهي المنظمة الوحيدة التي يعترف بها العالم اجمع وأصبحت ذات ثقل سياسي لا يستهان به، ثم إن تاريخ المنظمة ملئ بالمواقف والأفعال النضالية التي لا يمكن نكرانها والشرفاء المنتمين لهذه المنظمة الكبيرة يمثلون الأغلبية داخلها بصرف النظر عن الجناح الانهزامي الذي يمثله عباس وبطانته الفاسدة لان هؤلاء وبشهادة الكثير داخل المنظمة سيطروا على الوضع داخل المنظمة وعطلوا كل الدعوات الوطنية لإصلاحها من الداخل لأسباب معروفة للجميع.. والدعوة التي ينبغي على الجميع بما فيهم حركة حماس طرحها هي تفعيل المنظمة وإعادة الاعتبار لميثاقها ولتاريخها النضالي المشرف وضم حركتا حماس والجهاد إليها فإذا لاقت هذه الدعوة تجاوب من قبل قيادة حركة فتح الحالية برئاسة عباس خاصة بعد محرقة غزة وما أحدثه العدوان الاسرائيلي والصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية من متغيرات داخلية وخارجية عندها ستكون الفائدة عامة ولصالح القضية ولصالح الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. أما إذا استمر هذا الجناح المسيطر على المنظمة وعلى حركة فتح في المماطلة والارتهان لضغوط الأنظمة المعادية للقضية الفلسطينية عندها تترك المنظمة لأصحابها إلى أن يفيقوا من غفلتهم وينظروا إلى مصلحة قضيتهم وشعبهم والى أن يحدث ذلك يمكن الدعوة حينها إلى إنشاء منظمة جديدة تمثل كافة قوى وفصائل المقاومة الفلسطينية إلى جانب منظمة التحرير الحالية ليعمل الجانبان وفق برنامجهما السياسي والنضالي، وفي ذلك فقط فليتنافس المتنافسون، والحكم في الأخير للشعب الفلسطيني خاصة عندما تجرى انتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة. وبذلك يؤسس لتعددية سياسية فلسطينية حقيقية تتعايش فيما بينها وتتفق في نقاط الالتقاء وتعذر بعضها البعض في نقاط الاختلاف على ان يحترم كلا الأخر في طرقة الخاصة وأدواته السياسية النضالية التي لا تفرط بالثوابت الوطنية الفلسطينية المعروفة للجميع على أن يحتكم الجميع أيضا للإرادة الشعبية التي يمثلها الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج معا إلى ان تسترد كل الحقوق المغتصبة وتقوم دولة فلسطينية حقيقية عاصمتها القدس الشريف.