قال الدكتور عبد اللطيف المنيفي- مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بتعز- أن مؤسسته ستضطر آسفة لقطع المياه عن العابثين بمياه المدينة، وستقوم ببيع عداداتهم مع المجاري للمحتاجين لها، مبيناً أن كثيراً من المواطنين بمدينة تعز يتصرفون بطريقة غير حضارية في التعامل مع قضية هامة كالماء، وأنهم عندما يصلهم الماء من قبل المؤسسة يقومون بتنظيف منازلهم إلى الشوارع، كما إن معظمهم لم يقوموا بإصلاح الخزانات والعوامات التابعة لمنازلهم، مما يؤدي إلى هدر كثير من المياه إلى الشوارع، كاشفاً النقاب عن تلاعبات كثيرة بهذا الشأن. وحذر مدير مياه تعز -في تصريح خاص ل"نبأ نيوز"- من الأضرار الصحية والبيئية الخطيرة الناتجة عن تسرب المياه إلى الشوارع التي عادة ما تكون مليئة بالأتربة والغبار وبعض المواد التي هي مصدر غذاء للطفيليات والأوبئة، منوها إلى أن قضية تسرب المياه من بعض المنازل إلى الشوارع هي ظاهرة خاصة بأبناء مدينة تعز، بالرغم من أنهم الأكثر وعياً وتمدناً مقارنة بغيرهم من أبناء المدن الأخرى. ووصف تلك الظاهرة بالمسيئة للمدينة وأبنائها كونها تخلق منظرا غير حضاريا علاوة على إن موضوع تسرب الماء في الشوارع تستفز الناس الذين ليس لديهم مياه وقتذاك. ودعا المنيفي العقلاء في الأعلام والصحافة إلى كشف هذه الظواهر السلبية عند الموطنين فيما يخص موضوع إهدار الثروة مائية التي قال أنها تؤسس في المقام الأول لظواهر غير صحية وحضارية ليست موجودة في كثير من المحافظات. وقال: نشعر بحسرة عندما نرى المياه تتسرب في الشوارع، فالمواطن لا يدرك كم ينفق على المياه وكم هو الجهد المبذول لتوصيلها إلى منزله، فاللتر الواحد المكعب أصبح يكلف الدولة أكثر من 250 ريال بينما يباع للمواطن بحدود 60 ريال في الحد الأدنى. وأكد: انه تم أشعار من اسماهم بالعابثين بالمياه مررا وتكرارا وتم فصل العدادات عن كثير منهم ومع ذلك فان بعضهم لم يتجاوب مع المؤسسة، فيما قام البعض الأخر بشراء المياه من مصادر أخرى، وهناك الكثير يقومون بسرقة المياه من خلال الجيران أو من خلال التوصيلات. كما دعا المواطنين إلى التبليغ عن تسربات مياه المجاري لأنها تشكل خطورة على الصحة العامة والممتلكات والمنشآت. وحول سؤال يتعلق بانقطاع المياه عن بعض الحارات لمدد تزيد عن شهر كامل قال مدير مياه تعز: هناك أسباب تتعلق بذلك منها نقص في مصادر المياه فخلال الأشهر الماضية في حقل الحوبان والحوجلة، مثلا كان يصل الماء إلى أكثر من 300 متر مكعب في الساعة بينما اليوم لا يتجاوز ال150 متر مكعب في الساعة وهذا يعطي مؤشر عن نقص مناسيب المياه في هذه الحقول. وكشف المنيفي عن إشكالات إدارية في مؤسسته تتمثل في إدارة الشبكة والتوزيع، وقال: إن المؤسسة حاليا بصدد وضع الجميع أمام الإشكالات الفنية التي صاحبت عمل تنفيذ وتصميم شبكة مياه تعز الجديدة، موضحا إن المؤسسة تواجه صعوبة في تشغيلها، مشيرا إلى إن مؤسسته ستضع الجميع أمام هذه الإشكالات الفنية التي حدثت في اجتماع مجلس الإدارة خلال الأسبوع القادم. وأكد: إن المؤسسة اتخذت إجراءات إدارية بحق الموزعين بعدما تبين لها وجود تلاعب من قبلهم وتمت إحالتهم للتحقيق، واصفا إياهم بالمخربين لتعاملهم مع المواطنين بدون عادلة. وجدد الدعوة للمواطنين أن يكونوا ايجابيين ويساعدوا المؤسسة في فضح هؤلاء المخربين، فالمواطن- على حد تعبيره- هو المجهر الرئيس لعمل المؤسسة ويدونه ستكون غير قادرة على إرساء ي قواعد نظامية ضد أي مسيء في أي حالة من الحالات. وفيما يخص الآبار المجاورة لسد العامرية التي يقال أنها ملوثة، قال: أن هناك ردم تم بأمر من نيابة المخالفات بعد توجيه المحافظ بذلك، وبعد الردم الأول قام المواطنين بإعادة حفرها من جديد، ولكن المؤسسة أبلغت الجهات المختصة على ما حدث، وقامت برفع شكوى إلى نيابة المخالفات بغرض ردم و استجواب هؤلاء المواطنين، محذرا المواطنين من خطورة هذه المياه الملوثة التي تحتوي على مواد كيميائية سامة متراكمة تسبب أمراض السرطان والكبد وأمراض أخرى كثيرة.