دعا سعادة سفير اليمنببيروت الأستاذ فيصل أمين أبو راس جميع العواصم العربية إلى الارتقاء الى مستوى طموحات الأجيال العربية، وتجاوز الحدود السياسية في هذا العالم الذي لا مكان فيه إلا للكيانات والتجمعات الكبيرة، داعياً إلى مزيد من السياحة وقليل من السياسة. جاء ذلك في كلمة ألقاها في حفل اختتام الأسبوع اليمني للسياحة والتراث الذي نظمته أكاديمية الضيافة العالمية جامعة "سي اند اي" بالتعاون مع المنظمة العربية للسياحة، وبرعاية وزير السياحة ايلي ماروني، واختتم فعالياته أمس الجمعة. واستهل سعادة السفير كلمته قائلاً: "أهلا بكم إلى اليمن مهد السامية الى بلاد سام بن نوح والى مصنع العرب ومهد العروبة كما يسمونها، والتي أمدت الجزيرة العربية بالقبائل قبل الإسلام بأمد طويل والى بلاد الشام قبل الاسلام وبعده والى شمال إفريقيا والتي التقت مع قبائل اخرى هناك، وانطلقت معها حاملة مشاعل الإسلام الى حدود فرنسا والصين والى مناطق من أوروبا والمعمورة.." وأضاف: "تشكل السياحة بالنسبة لليمن ولبنان وكثير من بلداننا العربية قطاعا كبيرا وركيزة هامة من ركائز الاقتصاد والحفاظ على البيئة والتراث..كما انها تظهر الصورة الحضارية لمجتمعنا العربي والإسلامي وتمد الجسور بيننا وبين الشعوب والأمم الاخرى وتعمق أواصر الصداقة والألفة والمحبة بيننا وبين المجتمعات الأخرى وتبرز سلوك ومعالم مجتمعاتنا الحضارية". وتابع: "ان الاسبوع اليمني للسياحة والتراث الذي اقيم هنا في لبنان ونحتفل باختتامه هذا المساء ونظمته مشكورة اكاديمية الضيافة العالمية جامعة "سي اند اي" بالتعاون مع المنظمة العربية للسياحة وبرعاية كريمة من معالي وزير السياحة الاستاذ ايلي ماروني، كان في مثابة عودة الى فجر التاريخ لنلتقي العرافة والاصالة على ارض لبنان الحضارة والتاريخ والثقافة والادب والجمال". وقال: "لا بد لي ونحن على عتبات إسدال الستار على هذه الفاعلية التراثية الثقافية والفنية ان أتوجه ومن بيروت العروبة، بدعوة يمنية خالصة إلى جميع العواصم العربية من اجل اللقاء لنرتقي ولنكون على مستوى طموحات وآمال الأجيال العربية، وقد وحدنا التاريخ وجمعتنا الجغرافيا واللغة والثقافة والتراث، وان نضع الحدود السياسية المعاصرة في إطارها في عالم لا مكان فيه إلا للكيانات والتجمعات الكبيرة، فإلى مزيد من السياحة وقليل من السياسة.." وأعرب أبو راس عن شكره لجميع الاخوان والاخوات اللبنانيينواليمنيين الذين قطعوا المسافات من صنعاء وعملوا الساعات الطوال هنا في بيروت وفي صور وبعلبك وعرضوا اروع الرقصات والايقاعات التراثية الحماسية وقدموا اشهى الطبخات والمؤكلات.. الحفل الذي بدأ بالنشيدين الوطنيين، حضره كل من وزير الدولة لشؤون السياحة والآثار في الجمهورية العراقية الدكتور قحطان الجبوري، ورئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد الفهيد، والامير خالد بن منصور ال سعود، و مفتي صور القاضي الشيخ محمد صلاح دالي بلطة، المدير العام لوزارة السياحة السيدة ندى السردوك، عميد كلية السياحة في الجامعة اللبنانية الدكتور كمال حماد، نائب في البرلمان اليمني الشيخ مذحج الأحمر، وسفراء عرب وأجانب وممثلي الهيئات الدبلوماسية والأجهزة الأمنية والبلديات والنقابات والاحزاب وشخصيات تربوية وإعلامية وأعضاء مجلس اكاديمية الضيافة والإدارية في الجامعة. وفي بدايته، ألقت رئيسة أكاديمية الضيافة العالمية الدكتورة ريما النابلسي كلمة اعتبرت فيها "ان الهدف من الاسبوع اليمني للسياحة والتراث تسليط الضوء على أهمية السياحة بين الدول العربية وكعامل لتبادل الثقافات وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع الحيوي وكما ان التدريب العملي مهم وركن لمعرفة السلوكيات والوعي الثقافي للحضارات". الدكتور النابلسي وألقى رئيس جامعة ال"سي اند اي" ورئيس قسم التدريب والتطوير في المنطقة العربية للسياحة الدكتور امجد النابلسي كلمة قال فيها: "تنفيذا لمقررات القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت 2009 والتي شددت على أهمية التدريب والتأهيل للموارد البشرية في القطاع السياحي والفندقي كعامل رئيسي في نمو القطاع الاقتصادي لكل بلد عربي وبناء على الاتفاقية الموقعة بين المنظمة العربية للسياحة وأكاديمية الضيافة العالمية جامعة ال"سي اند اي" والتي أصبحنا بموجبها الشريك الاستراتيجي للمنظمة في المشروع الاقليمي في الوطن العربي اعتمدت الأكاديمية كمكتب رئيسي إقليمي لإدارة المشروع. بدأت فعاليات الأسبوع اليمني بمعرض سياحي تراثي شمل عدة نشاطات تراثية وفنية عكست عظمة حضارة اليمن وتاريخه من خلال معرض للصور وعروض فولكلورية ومعرض للماكولات والمشروبات التراثية الممزوجة بالمطيبات وقد نجحت البعثة اليمنية في عكس الصورة بوضوح". الفهيد بدوره، اكد الدكتور الفهيد انه في "ان الدورة القادمة سيستضيف اليمن لاجتماع مجلس وزراء السياحة العربية وتتراس الدورة، وقدم الشكر لوزير السياحة ايلي ماروني الذي "يبذل قصارى جهده في النهوض بالسياحة اللبنانية والعربية، ولقد لمست من الوزير ماروني كل التعاون التي جعلتنا نرسم الخريطة السياحة اللبنانية والعربية عامة ولقيت منه كل التجاوب والتعاون. القطاع السياحي لن ياتي الا بالتعاون هذه الصناعة هي صناعة معقدة تحتاج الى اشخاص من امثال الوزير ماروني وزملائه وزراء السياحة العرب لكي نحقق لهذه الصناعة ما تحقق لها في السابق. هذه الصناعة من اكبر الصناعات التي تولد فرص العمل ومن هذا المنطلق تم الاتفاق مع اكاديمية الضيافة العالمية للسياحة لكي نعمم على جميع الدول العربية فروعا لها، لكي تسهم مساهمة فاعلة في التنمية والتدريب لابناء هذه المنطقة، بناء على قرارات القمة العربية التي انعقدت في الكويت، والتي اكدوا فيها ملوك ورؤساء الدول العربية الدعم التاهيلي والتدريبي وكلفت المنظمة العربية للسياحة والتي نفخر بهذا التكليف، والذي سنعمل سويا نحن والاكاديمية على تطبيقها في القريب". وختم بالترحيب بالوزير العراقي الذي يحل ضيفا على لبنان، واكد للوزير العراقي ب "اننا عازمين على دعم العراق في المجال السياحي وان نضع معه خططا واستراتيجية لنهوض هذه الصناعة في العراق". الوزير ماروني اما، الوزير ماروني، فقال: "كنا في اليمن من حوالي الشهرين شاهدنا التاريخ بعمقه والحضارة التي عمرها الاف السنين والضيافة والناس المتقاربين مع اللبنانيين عائليا، نفس العائلات التي هي موجودة في جبل لبنان هي موجودة في اليمن، من تلك اللحظة اعتبرنا اننا نحن واليمن دولة واحدة.الاسبوع اليمنياللبناني لاكاديمية الضيافة العالمية مناسبة لجمع الشمل واليوم اجتمع، نرى فيه وزير السياحة العراقي ورئيس المنظمة العربية التي اصر ان ياخذنا الشهر المقبل الى العراق وسوف نلبي الدعوة للوقوف الى جانب العراق الجريح الحبيب، واليوم معنا سفراء كل الدول العربية ونحن في حاجة الى رؤية دائمة لصناعة السياحة. فالسياحة ما عادت في وطننا العربي نزهة بل اصبحت صناعة حياة. السياحة قد تكون سياحة في الطبيعة، وهذا ما يحتاجه الانسان ليبقى وقد تكون سياحة بيئية وهذا ما يحتاجه الانسان ليشفى، وقد تكون سياحة دينية وهذا ما يحتاجه الانسان ليثبت ايمانه، ونحن نبقى ونستمر بالايمان، وقد تكون السياحة ثقافية وهذا ما يميزنا ويدل على تطور فكرنا وعلى تقدمنا الحضاري السياحة في الحياة، وفي بلداننا يجب ان تسود هي، فالسياسة تفرق والسياحة تجمع كما نحن في حاجة الى سياحة دائمة". اضاف: "نحن نريد ان نعيش من اجل اوطاننا هكذا يجب ان تكون مسيرتنا وان نحافظ على السياحة وندعمها ونحبها لان البترول سينضب والمعادن ستنتهي وحدها السياحة ستبقى وتجذب كل الكون والعالم الى منطقتنا الصغيرة. ويجب ان يكون لدينا سلة سياحية عربية متكاملة تمتد من لبنان ومصر وسوريا وفلسطين وتونس والمغرب واليمنوالعراق وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة، لاننا في حاجة لكي نتعرف الى بعضنا البعض. لبنان جامع الشمل ويلم الصفوف. هذا دوره رسالة عيش مشترك، رسالة مميزة لهذا الشرق، فلنحبه وندعمه حتى تظل ساحاته واكاديمياته وقراه ومدنه، ساحة تلاقي لكل العرب لكي نبقى وتبقى العروبة ويبقى لبنان". الجبوري ثم، القى الوزير الجبوري كلمة شكر وبارك فيها الاسبوع الثقافي اليمنيولبيروت التي جمعتنا جميعا اخوتا فيها اخوة عرب". وتقدم بالشكر للوزير ماروني على الدعوة الكريمة للحضور الى "لبنان والالتقاء بالسادة مسؤولي وزارة السياحة في لبنان والالتقاء والتحاور مع منظمة السياحة العربية لفرض دعم العراق الذي يسعى الى دعم كل الوزارات في الدول العربية". وفي الختام، اقيمت عروض فولكلورية فنية يمنية.