دعا سلطان العتواني- رئيس تكتل اللقاء المشترك- الحزب الحاكم الى وضع القضية الجنوبية في اطار حوار وطني شامل يبحث عن الحلول والمعالجات، منبهاً ومحذراً إياه من خطورة المعالجات الجزئية والمساومات التي لا تستهدف حل المشاكل وانما تهدئها وترحلها، علاوة على رفع المظاهر المسلحة، والكف عن اعمال العنف وثقافة الكراهية والمناطقية والجهوية والمذهبية التي تهيء الوطن اليوم نحو الاندفاع الى اعمال غير مسؤولة. وحمّل السلطة والحزب الحاكم مسؤولية الحفاظ على خطاب وحل وطني سياسي واجتماعي ينشر التسامح والتصالح ويحمي مصالح الجميع المتوازنة وتحقيق الشراكة الوطنية بين ابناء الوطن جميعا، كون هذه المسئولية مسئولية الدولة والحكم وليست مسئولية من يعيشون تحت واقع المظالم والاختلالات والابتزاز والفقر والفاقه الحرمان. جاء ذلك في كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء باسم اللقاء المشترك على هامش افتتاح أعمال الدورة الثانية من المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام. وقال العتواني: ان احزاب الللقاء المشترك ومن موقع ايمانها وقناعتها بالشاركة الوطنية ترى ان أمام الوطن تحديات جسام وامام النظام السياسي مخاطر لابد وان نقف عليها ونعالجها نخاطب بعضنا بشأنها بلغة صريحة وواضحة. ودعا المؤتمر، انطلاقا من واجبه الدستوري والوطني، الى الوقوف بمسؤولية وصدق مع النفس امام ما يشهده الوطن من أزمات لم يعد هناك مجالاً لانكارها او نتجاهلها او التعامل معها وكانها سحابة صيف سرعان ما ستذهب او انها مشكلات عابرة، مؤكداً دعم اللقاء المشترك وتأييده لكل دعوة حوار صادقة للوقوف على هذه الازمات والتعاطي معها في الاطار الوطني والدستوري. وقال أيضاً: اننا نرى ان عليكم كحزب حاكم مسئولية المحافظة على الحقوق والحريات العامة وصيانتها والابتعاد عن كل القرارات العشوائية والمرتجلة واستبعاد لغة العنف والتخويف والتهديد في قاموس المعالجات للمشكلات الوطنية فلقد ثبت في الماضي القريب والبعيد ان كل هذه المسلكيات لم تحل مشكلة ولم تداوي ازمة بل انها على العكس ضاعفت المشاكل والازمات وحولتها الى كوارث وطنية. وأضاف: ان جزءا واسعا من الوطن كان الى وقت قريب محتقن بالمظالم والمعانات والمشكلات الامنية والادارية ومخلفات حرب صيف 1994 والصراعات السياسية السابقة وحين لم يتم النظر الى ذلك الوضع والانتباه له؛ ها هو اليوم يغلي بالمظاهرات والاحتجاجات التي يقوم بها البعض مستغلا ما وصلت اليه الازمة في المحافظات الجنوبيةالشرقية وما ترتب على المعالجات الخاطئة والصمت السياسي تجاه المطالبات بالحقوق من تداعيات خطيرة. وأكد وقوف اللقاء المشترك الى جانب كل مطلب مشروع ووطني ودستوري لابناء المحافظات الجنوبية، وأيضاً ضد كل عمل لا يستهدف حل الازمة ومعالجاتها من أي طرف جاء هذا العمل. كما تطرق إلى ما ولدته حرب صعدة من آثار ضارة بالحقوق والحريات كمثلها من الصراعات والحروب السابقة، داعياً إلى عمل وطني عاجل وجاد للمصلحة العامة، وازالة تلك الاثار والمخلفات ومعالجة الجراحات قبل فوات الاوان فكل حرب ستنتج اختها وكل صراع سيخلف صراعات اخرى ومن حق شعبنا علينا ان نوفر له حياة يتوقف فيها دوران العنف والمواجهات. وتابع العتواني: ان بلادنا باوضاعها الاقتصادية المتردية والقصور الشامل في مستوى الخدمات العامة التي تقدم للمواطن في الصحة والتعليم والامن والوظائف والاجور والمياه والكهرباء كلها تفرض علينا ان نتخذ وضعا من الاستعداد والطوارئ امام ما يفرضه هذا الوضع من مخاطر تهدد نسيج المجتمع وشعوره بالامن والانتماء الى وطن لابد ان يكفل له هذه الاحتياجات. وقال مؤكداً: ان واجبنا اليوم في السلطة والمعارضة تجسيد معنى الشراكة في الدفاع عن الوطن من كل جانحة او كارثة تهدد الجميع ولا نستثني احدا وندعوكم في الحزب الحاكم الى ان تفرقوا بين حقوقكم في المنافسة السياسية مع المعارضة وبين واجباتكم في ادارة الدولة وتدبير شئون المواطنين جميعا بمختلف انتماءتهم وتكويناتهم وهذه هي اول قواعد بناء الشراكة والثقة الوطنية.