لقد "كان" البيض شريك في صنع الوحدة اليمنية، وهذة حقيقة لا يمكن أن ينكرها أحد إلا من ينكر أن إبليس كان من الملائكة قبل أن يستكبر ويصيبة الغرور. فالسيد علي سالم البيض أصابة الغرور ثم أبلس من الوحدة اليمنية المباركة التي شارك في صنعها، فتلقى صفعة من الشعب اليمني عند طرده مذموما مدحورا. ويبدو أنه لم يأسف ويندم على فعلته التي فعلها وكان من الصاغرين.. فما منعك يا بيض من الرجوع وإنتهاز الفرصة بالإعتذار وطلب المغفرة من أسر الشهداء، ثم العودة للحياة السياسية مرة أخرى؟ لكن على ما يبدو أنه يعاني من جهله المطبق ولا يعي ما يدور من حوله، وهذا سيقودة إلى مرض عضال يتغلل في شخصيتة التي تعاني من الإنفصام. لذلك، لم يكن ظهورة الثاني بعد خمسة عشر عاما ليجدد دعوتة لللإنفصال مستغربا لدى الشعب اليمني لأنه قد عايش وتجرع أحداث صيف 1994م. فصوت الهرم الإنفصالي أو غيرة من الأصوات الناعقة والداعية للتشطير المقيت لن تؤثر أو تثني إرادة شعب اليمن الأبي المغوار ولن تغير الإرادة الإلهية فقد وجدت الوحدة وتحققت بفضله سبحانة وتعالى برغم كل الصعوبات والتحديات عند إعلانها في 22 مايو 1990م. اليوم وبعد مرور تسعة عشر عاما على إعلان الوحدة اليمنية المباركة، ظهرت أصوات شاذة تحاول النيل من تضحية شهدائنا الأبرار وجهود أبنائها الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل المجد والحرية والتقدم والإزدهار. عندما نتحدث عن الوحدة فإننا نتحدث عن شعيرة من شعائر الإسلام، وبالمقابل عندما نسمع دعوات الإنفصال فإننا نواجة أشخاص متمردين على دينهم الحنيف يعرفهم الشعب ويعرف فكرهم ومعتقداتهم التي تبيع الوطن من أجل تحقيق مصالح شخصية دنيئة. فلا غرابة من ذلك، فهؤلاء منافقون متواجدون في كل زمان ومكان حيث يعملون على تفريق أبناء الوطن الواحد وتشطيرهم مما يخدم مخططات الإستعمار العالمي الجديد في المنطقة العربية. فهم خونة، خانوا الله ورسولة والمؤمنين، موسومين بالخيانة العظمى، والتي تعني عدم الولاء للدولة والعمل ضد مصالحها، وتقوم أركانها على التعاون والإتصال بجهات خارجية وأجنبية بهدف زعزعة الأمن والإستقرار في البلاد. اليمن بلد الحكمة والإيمان يقودة أناس أحرار شرفاء في كل من المعارضة والسلطة برغم وجود بعض الإخفاقات عند الطرفين، فلا أحد كامل، فالكمال لله تعالى وحدة وله المثل الأعلى، وهذة الإخفاقات قد سببت أزمة وعبء في المعيشة على كاهل المواطن، وهي نتيجة تأثر البلد في ظل الأزمة العالمية التي تعاني منها جميع دول العالم. وبالحكمة يستطيع الإخوة في يمن الإيمان والحكمة حل مشاكلهم دون المساس بالوحدة تلك الجوهرة الغالية التي نمتلكها جميعا والتي هي ملك الأجيال من بعدنا. وهنا لابد من الإشارة إلى أن كل يمني يملك صك تمليك بالوحدة وما علي عبد الله صالح أو علي سالم البيض أو غيرهم إلا مواطنين لهم نفس الملكية وكون أحدهم قد باع أو تنازل عن حقة فهذا لا يعني أن البقية سيبيعوا أو يتنازلوا عن حقهم لأن الوحدة شراكة قائمة على الإتفاق لا يمكن لأحد كائن من كان أن يرفضها بتمردة أو يبيعها متى شاء. فعلى الجميع العمل على حل كل ما يواجهونة من مشاكل بالعقل والحكمة محتكمين إلى كتاب الله وسنة رسولة وأحكام الدستور الذي بنيت على أساسة تلك الشراكة الفاضلة. علينا جميعا التفريق بين العقبات التي تواجهنا وتركيز جهودنا على حلها وليس على الوحدة التي لا ذنب لها فيما نقوم به من إخفاقات، فالوحدة لم تأتي بالأزمة المالية العالمية، ولم تكن السبب في هبوط أسعار النفط، وبالتأكيد ليست السبب في التضخم في سوق العمل. الوحدة ذنبها الوحيد أنها جمعت الأخ بأخية، والولد بأبية، واقتلعت البراميل الروسية التي كانت تفصل بين الأسرة الواحدة، وأغلقت ملفات الأمن السياسي واللجنة المركزية وسارت بخطى متسارعة نحو التعددية وحرية التعبير التي افتقدناها قرونا. أخيرا وليس أخراً، أليس من الإنصاف والحكمة أن يُجمع كل أطياف الشعب اليمني والعلماء والكتاب على كلمة سواء تحت شعار "الوحدة خط أحمر لا يجوز تجاوزة"؟ وهنا ليس المقصود كتاب الحراك فقد أختاروا طريقهم، ولكن المقصود أولئك الذين ما زالوا يحملون حب الوطن والوحدة المباركة. فأقول لهم أكشفوا عن الفساد كيفما شئتم؛ إنتقدوا الوضع بشتى الطرق؛ طالبوا بالتغيير الإيجابي بشتى الوسائل السلمية، فهذا واجب علينا جميعا، ولكن في إطار الحفاظ على الوحدة المباركة التي بها نرضي الله ورسولة ونرضي أجيالنا القادمة.. وبالوحدة نظل شمعة مضيئة في ظلام الأمة العربية الكالح السواد. [email protected]