شدني ما نشرته نبأنيوز بعنوان "اتحاد نساء اليمن يتبنى مشروعآ لمكافحة القات بتمويل ياباني"، فبالتأكيد يحلم البعض أن يجد يمناً بلا قات، ويسعى الكثير لمحاربة ظاهرة تفشي تناول القات بين شرائح عريضة من المجتمع اليمني رجالآ ونساء على السواء، كما أن ظاهرة تناول أو تعاطي أو مضغ القات انتشرت كثيرا بين صفوف الشباب من الطلبة والطالبات في المدارس أو الجامعات تحت مبررات عديدة منها القدرة على التركيز أو الفهم أو التنبية أو غيرها. ورغم كل ما قد يذكره مناصرو هذه الشجرة من ايجابيات أو ما سيطرحه مناهضوها من سلبيات فليس هذا أو ذاك ما أريد الحديث عنه، حيث أن الخبر يشير الى أن المشروع الذي سيقوم بتنفيذه اتحاد نساء اليمن بالشراكة مع البنك الدولي وبتمويل الحكومة اليابانية يستهدف الشباب في المدارس والمجتمع المحلي لرفع الوعي حول الأضرار النفسية والصحية والاجتماعية والاقتصادية من جرّاء تناول القات وسيتم تشكيل مجموعات تسمى (مواطنة صالحة). ان فئات الشباب والطلبة بالتأكيد هم أهم شرائح المجتمع وهم مستقبلنا الواعد ووجه بلدنا المشرق وما أود طرحه هو أليس من الغرابة أن يتبنى اتحاد نساء اليمن مثل هذا المشروع وبلدنا والحمد لله زاخرة بمنظمات المجتمع المدني التي تجاوز عددها الآلاف الكثيرة ، أليس من بين هذا الكم الهائل من المنظمات من يحمل على عاتقة قضايا الشباب وأقرب تلك المنظمات للذكر اتحاد شباب اليمن واتحاد الطلبة في الجامعات!؟ قد يقول قائل أن معظم المنظمات في بلدنا بات همها الأكبر اللهث وراء التمويل لتنفيذ مشاريع لا نجد لمعظمها بصمات ظاهرة أو مردودات ايجابية على المجتمع وما يظهر منها سوى التغيير الواضح في المستوى المعيشي وهيئة القائمين عليها، ولكن ذلك لا يعني أن يتحمل اتحاد نساء اليمن أو يبادر الى تبني أو تنفيذ مثل هذه المشاريع فهناك قضايا أخرى كثيرة ومتشعبة للفئة التي يحمل الاتحاد اسمها ((النساء)). وهل يعني تبني الاتحاد لمثل هذا المشروع أنه قد حقق المكاسب التامة للمرأة اليمنية والمدرجة ضمن خططة واهدافة واهتماماته، وان كان العكس، ألم يكن الأحرى بالاتحاد كسب التمويل لتنفيذ مشاريع للنساء فهناك قضايا كثيرة منها عدم وجود أنشطة نسوية متعددة وفاعلة/ الأمية المنتشرة بين أوساط النساء/ قضايا المرأة الريفية/ الأوضاع القانونية للمرأة/ التمييز ضد النساء/ رعاية الأمومة والطفولة/ التمكين الاقتصادي للمرأة/ تعزيز قدرات النساء العاملات/ احتياج النساء لمشاريع اجتماعية متنوعة.. فلماذا لا يعمل الاتحاد في تخصصة ويسعى لتحقيق أهدافة المرسومة !!! وهل ياترى البنك الدولي والحكومة اليابانية لا يعيان مهام الاتحادات النسائية الاّ اذا كان المعنى في بطن ((المموّل)) والمقصود كما جاء في بعض التقارير أن الحرب ضد القات المقصود بها الحرب ضد الارهاب!!!!!! ولاتعليق.