قرأت بل تجرعت ما كتبه (المتوكل) حول (السيناريو) المفترض للترشيحات الرئاسية، وسبب سخطي على ما قال ليس سخطاً (مؤتمرياً) فأنا لست منتمياً إليه، لكن سخطي على ما قرأت –كمواطن- يتلخص في نقاطٍ ثلاث. أولاً: من منطلق (المتوكل) ومن يشاركه (المصلحة) من اللقاء المشترك، وهنا نحتاج إلى استطراد بسيط، فلا يمكن أن يجتمع شمل من يمثلهم اللقاء المشترك من مختلف الأطياف إلا (المصلحة) فقط، ولا شيء غيرها، المهم أنه من منطلق (المتوكل) و(اللقاء) لا أجد أي تفسير منطقي لما قاله (المتوكل) في مقالته إلا التخبط الأعمى، فلو كان الرئيس بالسوء الذي تتحدث عنه أقلامهم، ولو كان رصيدهم في الشارع كما يذكرون لماذا اللجوء إلى (جس النبض)، وما يستشف من كلام (المتوكل) أنه لا يعرف حتى اليوم (من سيواجه في الإنتخابات؟) وهذا يصيبه ومن معه بحيرة شديدة. ثانياً: إن التحليل الوارد في مقال (المتوكل) ومقال سابق للصحفي (منير الماوري) يطال شخصيات لها احترامها، وبالتالي لا يجوز بأي حال من الأحوال مسها بسوء من قبل شخصيات نكن لها أيضاً الاحترام، وهذا يجعلني كمواطن لا مع هذا ولا مع ذاك بين خيارين لا ثالث لهما، فإما أن أقتنع بكلام (المتوكل والماوري) وعندها أفقد احترامي للشخصيات التي مسوها بالسوء، وإما أن أظل على احترامي لتلك الشخصيات، واعتبر الكلام عنها جاء من (فاسقين) لم نتبين بعد صحة كلامهما، فطبيعة الأمور تحتم عليّ اختيار الخيار الثاني. ثالثاً: إن ما ورد في السيناريو المذكور –ويا للدهشة- ليس بالسوء الذي يحاول البعض تصويره، فليس فيه مخالفة للقانون، ولا فيه انتهاك لقواعد الديمقراطية، ولا مخالفة للدستور، وأكثر ما يمكن أن ينعت به هذا السيناريو هو: (لعبة سياسية ذكية)!! فلا تحاول أيها (المتوكل) أن تستغبي الشعب، فالعصر لم يعد العصر، ووعي الجماهير في ظل الجمهورية قد اختلف كثيراً، ولو تم تنفيذ السيناريو –كما تتوقع- فالناس، عبرك، أو عبر غيرك، أو حتى بفطرتها وذكائها الذي قد يتجاوز الحد الذي تتخيله، ستدرك اللعبة، وسترشح من تراه مناسباً، وهذه هي قواعد الديمقراطية!! يا أيها (المتوكل)، توكل على الله وحده، لا على غيره، وبدلاً من سب الظلام أوقد شمعتك، لنرى نورك، ولا تنسى قبل هذا وذاك أن (تعقل)، عملاً بقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إعقلها وتوكل). [email protected]