أعترف أن عنوان المقال قد يكون مستفزاً، لكنني آمل أن أوضح وجهة نظري، ليقتنع بها من اقتنع، ويستخف بها من استخف، ولكل إنسان رأيه. بدءاً، أقول وبكل وضوح، لست مؤتمرياً، لأن العادة جرت أن كل من يهاجم المعارضة مؤتمريٌّ حتى تثبت براءته، وأوضح منذ البداية، أن الدفاع عن أخطاء المؤتمر الشعبي مهمة تحتاج إلى توم كروز في سلسلة أفلام "المهمة المستحيلة"، فلن أدخل في نقاش عقيم من هذا النوع، إلا أن الخطأ لا يعالج بخطأ أبداً مهما كانت المبررات، فلا يعني سخط الناس من أخطاء المؤتمر أن يستجيروا من الرمضاءِ بالنارِ. أما سبب كتابتي لهذه المقالة في هذا الوقت هو مقالٌ للأخ علي الصراري، بعنوان ((سذاجة واستغفال))، وهذا العنوان –حسب الكاتب- نعتٌ أطلقه د. الإرياني على أحزاب اللقاء المشترك، فما أن قرأت المقال حتى اقتنعت بشدة بهذا الوصف. فالكاتب على علوّ منصبه، بدأ مقاله بفكرة أن "علاقات د. الإرياني ولباقته، وإتقانه التحدث باللغة الإنجليزية، أهلته جميعاً لدورٍ مهم لمنع الضربة العسكرية الأمريكية لليمن"، فهل هذه الفكرة "سذاجة" من الكاتب، أم هي "استغفالٌ" للقارئ؟ إذا صحت هذه الحادثة –منع الضربة العسكرية الأمريكية لليمن- فهي لأسباب أكثر بكثير من مجرد "إتقان اللغة"، "و"اللباقة"، فنحن في عهد الثورة لا عهد الإمامة البائد، وهناك الآلاف من متحدثي اللغة الإنجليزية. هل حصول كاتب المقال على منحة لدراسة اللغة الإنجليزية تؤهله أن "يمنع ضربة عسكرية أمريكية لليمن"، أم أنه يعاني من مشكلة في "اللباقة"؟ من المستفز فعلاً "تسطيح" الأمور بهذا الشكل المهين للقارئ، فنحن –الشعب- لم نشفَ بعد من أمراض الإعلام المؤتمري، حتى يأتينا إسهال المعارضة. إن المعارضة شديدة الشبه بالرجل الوقور مهيب الطلعة ذي القصة المشهورة مع أبي حنيفة، إذ يحكى أن أبا حنيفة أصابه ألمٌ في ساقه، فكان يمدها أمام تلامذته، وفي يومٍ من الأيام، دخل وانضم إلى تلامذته، رجلٌ وقور، مهيب الطلعة، فاستحيا منه أبو حنيفة، وأنزل رجله، فلما تكلم الرجل، بان جهله، وظهرت بلادته، فقال أبو حنيفة مقولته المشهورة: ((والآن يمد أبو حنيفة رجله ولا يبالي)). وهذا هو حال المعارضة التي كلما تكلمت بان جهلها، و"سذاجتها"، و"استغفالها" للناس، فاصمتوا ف"ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين". [email protected]