أعاد أحد المواقع المجهولة النسب نشر مقال للكاتب الكويتي سعد عزيز السعيدي وهذه لو علم المتابعون تعتبر نقطة لصالح الرئيس صالح إذ لم يجد من يعارضه إلا موضوعاً مرت عليه ثلاث سنوات لينشروه لأنهم لم يستطيعوا أن يجدوا ما يهاجمونه به، وهم بهذا يطبقون المثل القائل: (إذا فقر اليهودي ذكر دين أبوه)!! النقطة الثانية التي لم يتنبه لها القائمون على الموقع- أو أنهم قصدوه- وهو أن المقال لم يتعرض للرئيس وإنما للشعب اليمني شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، فقد قال الكاتب في نهاية مقاله: (عجباً لهكذا شعوب بمثل اولئك الرؤساء، فإما أن الرئيس لا يفقه شيئاً ولا شك في أنها طامة أو أن الشعب متخلف ويتم الضحك عليه وهو كما يبدو ما كفانا سيادته عناء إثباته. يبدو أننا أمة تحكم من قبل أميين .. أم ما رأيكم, ورحم الله من قال »يا أمة ضحكت من جهلها الأمم«!!) هنا نحن أمام احتمالين لا ثالث لهما، الأول أن القائمين على الموقع حاولوا الإساءة إلى الرئيس فأساءوا لنا جميعا بدون قصد وعندها نرجو منهم مراجعة موقفهم، والتعامل مع هذا الأمر بروح وطنية تثبت لنا أنهم ما يزالون يكنون في نفوسهم شيئاً للوطن، أما الاحتمال الثاني فهو أنهم يعلمون علم اليقين أن الكاتب أساء للشعب اليمني كاملاً وهم لا يكترثون لذلك عملاً (ببلدياتهم) الذي قتل أباه وأمه ليذهب مع رحلة للأيتام!! وفي الواقع أن هناك احتمالاً ثالثاً لكنه (خارج نطاق اختصاصي) ومفاده أن من أعاد نشر المقال يريد دق الإسفين بين البلدين والشعبين، إلا أن هذا الاحتمال لا أستطيع أنا العبد لله أن أبدي فيه رأياً وهو متروك للمختصين في البلدين حتى يتحروا الأمر. أرجو من جميع اليمنيين عند تصفية حساباتهم السياسية في ما بينهم أن لا يرشقوا الشعب بحجارتهم، وليكونوا على قدر المسؤولية سواء من جهة السلطة أو من جهة المعارضة، وأن لا يتركوا الفرصة (للي يسوى واللي ما يسواش) أن يتكلموا عنا بسوء، من رويبضة الكويت إلى مسيلمتها. ولا شك أن الأخ العزيز المحترم سعد كان يرى اليمن بعين السخط وينظر إلى الكويت بعين الرضا فتمثل قول المتنبي: (وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا)، فلو أنه استبدل الكويتباليمن في مقالته لما اختلف الأمر كثيراً إلا في نقاط بسيطة لا تغير من الأمر الشيء الكثير. فقد ذكر أن الرئيس صالح حكم 28 سنة بينما حكم آل الصباح منذ عام 1752 أي أن الشعب اليمني يلوح له الضوء في نهاية النفق، أما الشعب الكويتي المسكين فقد حكم عليه بالمؤبد!! وهنا أعيد الكرة إلى ملعب الأستاذ الكبير سعد السعيدي وأسأله نفس السؤال: هل الشعب الكويتي متخلف؟ ويتم الضحك عليه؟ وهو كما يبدو ما كفانا (الصباحيون) عناء إثباته؟! ومن خلال مراجعتي للإنترنت وجدت ردوداً من بعض الأخوة اليمنيين التي استاء منها بعض الكويتيين، وكان منهم الأستاذ القدير خالد العنزي الذي كتب مقالاً بعنوان: (سعد الكويت وسعادين اليمن) ومن الواضح السخرية والإساءة في العنوان، وإن كنت أرد له بمثلها لأقول في الكويت (سعدان)، الأستاذ سعد السعيدي، والأمير سعد الصباح!! وأقتبس من مقال الأستاذ خالد: (من المؤسف أن بعض من رد على الزميل سعد السعيدي لا يعرف الفرق بين المقالة الصحفية والبيان الحكومي الرسمي، فلا الزميل السعيدي ناطق رسمي باسم الحكومة الكويتية ولا هو نصب نفسه متحدثاً باسم الشعب الكويتي، وببساطة فكل ما في الأمر أن الرأي حق مصان في كويتنا وفي صحافتنا) وأرد الكرة مرة أخرى إلى ملعب الأستاذ خالد لأقول له أنني لست ناطقاً رسمياً باسم الحكومة اليمنية، ولا أنصب نفسي متحدثاً باسم الشعب الكويتي، والرأي في صحافتنا اليمنية مصان جداً. [email protected]