أكدت مصادر "نبأ نيوز" في الولاياتالمتحدة انشقاق انفصاليي الخارج من أبناء محافظة أبين عن بقية التنظيمات الانفصالية في الخارج، وإعلانهم ببيان رسمي تشكيل تنظيمهم الخاص، وتسمية لجانه، فيما بدأت تحركات واسعة على مستوى الولاياتالأمريكية الأخرى، والمملكة المتحدة للانسلاخ من جميع التكوينات التي قدمت ولائها ل"علي سالم البيض". وأفادت المصادر: إن التطور الجديد يأتي في أعقاب سلسلة اتهامات وجهها أبناء أبين، وعدد أقل من أبناء شبوة للتنظيمات القائمة في الخارج بممارسة سياسة تهميش إقصائية مناطقية ضدهم، واحتكار مراكز صنع القرار لأبناء المناطق الأخرى- وفي مقدمتها "يافع"- مرجعة ذلك إلى ظهور "البيض"، وتأثيره على القائمين على هذه التنظيمات. كما اتهمت "البيض" بالوقوف وراء عدم اختيار السفير أحمد الحسني- الأمين العام للتجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج"- لخلافة "الحالمي" على رئاسة "تاج"، بدلاً من عوض كرامة راشد، الذي لا يعد من "قيادات الوزن الثقيل"، مرجعة ما حدث إلى أسباب مناطقية لكون الحسني من أبناء أبين، في إشارة إلى الخلافات التاريخية بين ما كان يسمى ب"الطغمة" بقيادة علي سالم البيض، و"الزمرة" بقيادة علي ناصر محمد- وهو التصنيف الذي شاع بين أبناء الجنوب في أعقاب أحداث 13 يناير 1986م، التي انقسمت محافظات الجنوب خلالها إلى جبهتين، وجرى الاقتتال خلالها على أساس مناطقي، وذبح الناس فيها على بطاقاتهم الشخصية. وبحسب مصادر "نبأ نيوز"، فإن هذا الانشقاق سبقته مقدمات كانت تنبيء بحدوثه- وأشارت لها "نبأ نيوز" في خبر سابق- حيث أن غازي علي أحمد، عضواللجنة التنفيذية ل(تاج)، وأحد المؤسسين الأوائل لها في أمريكا، رفض تقديم استقالته للرئيس المؤقت "عوض كرامة"، وإنما قدمها للسفير الحسني، تأكيداً لعدم اعترافه بالرئاسة الجديدة ل"تاج"، وتأكيداً أيضاً لحق الحسني في الرئاسة.
وفيما تعصف موجة الانشقاق الجديدة بتنظيمات إنفصاليي الخارج، تؤكد مصادر "نبأ نيوز" أن قيادات "تاج" في الولاياتالمتحدة قابلت ذلك بحملة إعلامية مضادة، أنكرت على المنشقين من أبناء أبين تمثيلهم للجنوبيين، وشككت بما أوردوه في بيانهم، واتهمتهم بالتآمر على الجنوب.
(25) شخصية من التنظيمات الانفصالية الموالية ل"البيض"- غالبيتهم العظمى يمثلون "تاج"- بينهم ابو مختار اليافعي، حسين عبد الله بجاش، عوض باريوم، وائل صالح عبيُد، قاسم سعيد الشعيبي، وآخرون.. أصدروا يوم 4/7/2009م بياناً طالبوا فيه المنشقين بكشف أسماء كافة الذين حضروا الاجتماع لمعرفة "اكتمال نصاب الاجتماع"، وتساءلوا: (ما هو الهدف من تلك التعينات باجتماعات سرية غير معلنة والبعيدة عن الانظار، ومن وراء الكواليس؟ وما هو البرنامج والمشروع السياسي للقيادة التي تم تعينها؟ وماهي الاسباب الجوهرية التي يتعمدها البعض اقصاء أبناء المحافظات الجنوبية الاخرى من تلك الاجتماعات السرية، والمحصورة على بعض النفر؟ وهل سنستمر في عزل الجنوبيين الذين ينتمون للمحافظات الجنوبية الاخرى بغض النظر عن اعدادهم المحدودة؟)،. واتهموا التنظيم المنشق بأنه (تجره شهوات الذات المريضة، ومن يتم تسيرهم عبر الريمونت كنترول في تعطيل العمل الوطني لأبناء الجنوب وخلق البلبلة وتعميق فجوة الخلافات التي تجاوزها أبناء الجنوب)، مؤكدين تمسكهم بمن وصفوه ب"رئيسهم الشرعي علي سالم البيض"! وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" في الولاياتالمتحدة، والمملكة المتحدة، أن عاصفة انشقاقات عاتية تجتاح تنظيمات الخارج الانفصالية هذه الأيام، وإن أكبر من سيطولهم دمار العاصفة هو (تاج) التي انقلبت على مؤسسها، واستولى عليها تيار جديد متشدد، ومشدود لحسابات الماضي بقوة، ويحاول ترويض مختلف التوجهات لقيادة "البيض"، ولمشروع (الجنوب العربي)، في الوقت الذي تقف تيارات أخرى عديدة في مواجهة هذا المشروع، وتعتبره من صناعة الاستعمار البريطاني، وتروج لمشروع العودة لدولة ما قبل الوحدة (جمهورية اليمن الديمقراطية). وفي ظل هذه الخلافات، تؤكد مصادر "نبأ نيوز": أن قلقاً كبيراً ساد أوساط "تاج" حول مصير التظاهرة التي من المقرر أن يقيمها الانفصاليون في الولاياتالمتحدة يوم السابع من يوليو أمام مبنى الأممالمتحدة والبيت الأبيض، وأن هناك مخاوف من قيام التنظيمات الأخرى (المنشقة) من إرباك التظاهرة، والتقدم أيضاً بمطالب مستقلة قد تتقاطع مع ما هو مقرر تقديمه، فتفسد كل شيء.. وأكدت: أن "تاج" اضطرت للتواصل مع عناصر انفصالية في دول الخليج العربي، وتطوعت لتمويل سفرهم إلى الولاياتالمتحدة للمشاركة في التظاهرة؛ وأن هناك حوالي (40) عنصراً من الانفصاليين المقيمين في الخليج سيشاركون في تظاهرة الولاياتالمتحدة، ليبدو الحشد كبيراً، ولاسقاط رهانات التيارات الانفصالية الأخرى التي تصر على المشاركة ببرنامجها الخاص وأعلامها الخاصة أيضاً..! وتأتي هذه التطورات مؤكدة لما سبق أن نشرته "نبأ نيوز" حول تداعيات تهميش السفير الحسني من رئاسة "تاج"، والممارسات العنصرية التي تنامت مؤخراً من قبل أنصار "طغمة" علي سالم البيض بحق "الجنوبيين" المصنفين تحت اسم "الزمرة"، باعتبار أن علي ناصر محمد يقف بعيداً عن مسرح اللعبة الجنوبية، وبالتالي فإن الكرة أصبحت في ملعب "الطغمة"، ومن حقها أن تقذف بها إلى قدمي من تشاء..!