اعتقد إن الكثيرين سيقولون وما شأن السياحة بالقات، أما الموالعة والمولعيات أصحاب الكيف فاني اسمعهم يقولون خلو القات في حاله أو ايش قد معنا؟ على العموم احاول دوما في قرارة نفسي أن أكون رأي موضوعي عن القات، فحين ابحث عن مزاياه لكي لا أكون متحاملة عليه فأنني أجده مصدر رزق للعديد من الناس على اختلاف أنواعهم وتدرجاتهم من (العامل إلى صاحب المزرعة إلى المقوتي إلى التاجر)، حلقه غير مفرغة من المستفيدين نظرا لجدواه الربحية لدى العاملون عليه لقوة الطلب عليه مقارنة بالمحاصيل الأخرى بالاضافه إلى عبارة أصبحنا نقنع أنفسنا بها وهي القات ولا المخدرات والخمور.. كما انه يرغم شريحة كبيره من الشباب علىالاستكانه والمكوث في مكان واحد لمده طويلة قد تمتد الى4او5 ساعات في ضل البطالة المنتشرة فهو مفيد وقد يمنع العديد من الجرائم هذه المزايا قد تختفي إذا ما أوجدنا الحلول والبدائل اما نظرتي الواقعية للقات فهو المهلك والمدمر للوقت وللأرض وللعمر والجسم والمال قد تحدث الكثيرون عن القات وإضراره على المجتمع ولكن اعتقد أننا لم نوضح بعد علاقة القات بالسياحة وهنا مربط الفرس، ولكي نجيب من أخره– كما يقولون سنتساءل: هل اثر القات على السياحة؟؟ للاجابه عن هذا السؤال سأجعلكم تشاركوني ذكرياتي لأيام الطفولة حينما كانت منطقتي وهي زراعيه مائة بالمائة كانت جميعها مزروعة بالمحاصيل المتنوعة حسب الموسم فإذا كان الموسم ذره فذره، وان كان حبحب أو شمام أو خضروات كانت الأرض معطاءة وجميله وكانت مزار لأهالي المنطقة من النساء والرجال والأطفال سواء للعمل أو التنزه بين الأراضي أو حتى لجمع المحصول لم يكن دخول أي ارض زراعيه محرما لأي كائن كان طالما ليس سارقا أما ألان وبعد إن احتلها الغول وهجم على أرضها القات فقد تحولت تلك المنطقة إلى منطقه محاصره قد تكون أشبه بالمعسكر حتى انه يصعب المرور بين الأراضي المزروعة لحرص المزارعين على استثمار كل شبر بالقات. أما المزارعين فلم يعودوا مزارعين ترتسم على وجوههم الطيبة والبساطة بل أصبحوا كقطاع الطرق فأصبح محرم على النساء والأطفال الدخول إلى هذه الأراضي، بل صار عيبا نظرا لان زراعة الأرض بالقات استوجب جلب عمال من خارج المنطقة الذي بطبيعة الحال يفرض فرضا باتا حرمان النساء من زيارة الأرض ثم ماذا قد تفعله النساء بين محاصيل القات. والشئ الأكثر أهمية إن هذه الشجرة محت أي فرصة للسائح سواء كان مواطنا أو زائرا للاستمتاع بالطبيعة والأشجار فكل البقاع أصبحت محضوره ومن جهه أخرى نظرا لطبيعة تعاطي القات من ضرورة تجمع الرجال والمكوث في مكان واحد على نفش الوتيرة فيكل يوم بل ومدى الحياة لا تترك المجال للمواطن أن يفكر في السياحة فلو كان غير مربوط بالقات لفكر وخطط في كيفية الاستمتاع بالوقت مع العائلة التي قد تود الخروج هنا وهناك لكنها لا تستطع لعدم توفر العائل وهو الأب. وبالتالي القات اوجد ضعف شديد في مستوى السياحة الداخلية على مدار السنة أيضا نتيجة لارتباط الناس بالقات أصبح همهم وشغلهم الشاغل من بداية النهار وحتى نهايته فلو إن القات غير موجود كان أكيد سيعمل الناس على ملء فراغهم (والحاجة أم الاختراع) بأي شيء مفيد كالرياضة والنوادي التقافية والمهرجانات والمسابقات كسباق الدراجات للكبار والصغار. تخيلوا لو إن هذا حدث حتى ولو على مستوى الحارات والشوارع ان يتم تنظيم مهرجانات ومسابقات دورية رياضية وترفيهية وثقافيه ماذا سكون خراج ذلك.. اكيد اكيد العديد من الاكتشافات والإبداعات سيكون الجو والوضع العام ممتع قد يشجع الآخرين اكثر على زيارتنا قد يخرجون بانطباع جميل، قد يقولون شعب مرح يحب الحياة، شعب يستحق الزيارة.. فبرغم ما تستقبله بلادنا من سواح من شتى بقاع المعمورة لثراها بالتراث والتنوع البيئي الا ان شعبها نصف عمره ضايع يبين القات وملحقاته نحن الشعب الوحيد الذي الانجليزية شبه معدومة فيه لأننا لسنا فاضيين لنتعلم تحت بند (نشتي نخزن) في حين إن من فوائد السياحة امتزاج الثقافات بين الشعوب.. أي امتزاج وأي تقدم سيحدث وأكثرنا لا يعرف سوى "يس" و"نو"..!! في إحدى التحقيقات قرأت إن السائح اضطر للخروج من المطعم لعدم استطاعته التفاهم مع النادل.. هذه كارثة! كم عدد السياح الذين قرروا عدم تكرار الزيارة لعدم قدرته على التفاهم مع هذا الشعب صاحب الإرث الكبير والعمق التاريخي، وكله بسبب القات..!؟ أيضا المنظر العام للشخص اليمني عند تناول القات، وما يمارسه من سلوكيات قد تصل إلى حد القذارة من رمي للأوراق والتحدث وأفواههم مملوءة بالقات حتى أنها تميل من موقعها الصحيح فكلا يحمل في وجهه بالونه مملوءة قات.. كم شعرنا بالحرج حين شاهدنا مناظر المخزنين على التلفاز في إحدى القنوات الفضائية التي تحدثت عن القات لدى اليمنيين..! لا املك إلا إن أقول: أبدع من أضاف حرف اللام ليصبح "القاتل"، لأنه يقتل كل جميل ومنها السياحة.. هل عرفنا الان علاقة القات بالسياحة؟؟ وهل انتم معي؟؟