رد الحزب الاشتراكي اليمني الصاع بصاعين لإنفصاليي الخارج، ووجه ضربة قاصمة لظهر المراهنين على إسقاطه من داخل الحانات الأوروبية، بتدشين عقد مؤتمراته الفرعية بمحافظ الضالع، في تظاهرة وحدوية غير مسبوقة، هتف فيها المشاركون: (حزبك باقي يا فتاح، حزب العامل والفلاح)، موجهين بهتافهم رسالة فصيحة لدعاة (الجنوب العربي)، بأن الحزب لن يفرط بنضاله الوحدوي، ولا تأريخه، ولا هويته اليمنية، وريادته الجنوبية.. وها هو يقول: "أنا هنا.. فهل من منازل"!؟ ويأتي تدشين الحزب الاشتراكي لمؤتمراته بالضالع صباح الثلاثاء، بعد حملة تحريضية قادها أمينه العام السابق علي سالم البيض، لمقاطعة هذه المؤتمرات، وفي ظل حرب تعبوية شرسة تقودها "تاج" من لندن ضد الحزب، شن خلالها أمينها العام أحمد الحسني هجوماً تجريمياً للاشتراكي، وتوعد باجتثاثه من الجنوب، معتبراً أن الجنوب "عربي" وليس "يمني". الحزب الاشتراكي آثر الرد بطريقته الخاصة، حيث دشن مؤتمراته الفرعية بالضالع بدءً من مديرية دمت- التي تم إلحاقها بالضالع بعد الوحدة- تأكيداً لإيمانه بالوحدة، فيما كانت مكبرات الصوت تردد نشيد الفنان أيوب طارش (ليس منا أبداً من مزقا..)، ورفع علم الجمهورية اليمنية في واجهة القاعة التي لم تكل من ترديد الزوامل الشعبية. فيما حمل الشاعر "السبيع" رسالة الحزب برفض الوصاية الخارجية، عندما أنشد قصيدته مخاطباً بالقول: "ما با تسمى اسم ثاني كما لك الخصم اراد".. "يا الحاسدين الشواني من خارجه لن يقاد"..! وبحسب شبكة أخبار الجنوب فقد شارك في المؤتمر اعضاء وقيادات الحزب الاشتراكي بمديرية دمت، وبحضور ضيوف من عدة سكرتاريات حزبية: الرضمة، وقعطبة، وجبن، ومريس، وإب الشرقية، ويريم، وكذلك بحضور قيادات واعضاء من اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني وهم: محمد غالب احمد عضو المكتب السياسي رئيس دائرة العلاقات الخارجية، ومحمد بن محمد المقالح مندوب الامانة العامة نائب رئيس الدائرة الاعلامية بالحزب، وأعضاء لجنة مركزية هم: عبد الحميد طالب، وعبد الولي المقداد، واحمد ناشر، وقاسم الذرحاني، ومحمد سعيد الجماعي، ومسعد الحدي. ومن قيادات دمت الاستاذ / ناجي عمر العداشي عضو اللجنة المركزية، وما نع الحاج الاشرف. كما حضر من تجمع الاصلاح كلا من حسين القادري عضو محلي دمت، ومرزوق الماطري عضو محلي دمت. كما حضر عدد من قيادات المؤتمر الشعبي العام . محمد غالب أحمد، افتتح المؤتمر بكلمة حيا فيها نضال ابناء مديرية دمت، ودعى الحزب واعضاءه الى الالتحام بالجماهير، وحذر من محاولات الالتفاف على الحزب وتاريخه الطويل. وأكد قائلاً: "أطمئنكم ان الحزب في مؤتمره السادس سيكون محلقا بجناحيه الشمالي والجنوبي ولا خوف اطلاقا على الوحدة"، مذكرا بان "الشهيد ناجي محسن الحلقبي من ابناء مديرية دمت كان يقود حملة للذود عن عدن وهو شمالي، في حين كان المهاجمون للاستيلاء عليها جنوبيون، لذلك اؤكد ان الوحدة لا خوف عليها، ولن تخيفنا أو تؤثر فينا المزايدات". ثم القى سكرتير اول لمنظمة الحزب بدمت الاستاذ/ ناجي عمر العداشي عضو اللجنة المركزية كلمة، ذكر فيها بشهداء الحزب الاشتراكي على طريق الوحدة والديمقراطية، وترحم على ارواحهم، ودعى ابناء دمت الى التوحد والعمل يدا واحدة من اجل تعويض المنطقة عما فاتها من خدمات اساسية، وطالب السلطة بالوفاء بقرار اعلان دمت محمية سياحية. وقال: سنظل اأوفياء مخلصين لقيم 26 سبتمبر و14 اكتوبر وال 22 من مايو العظيم، الذي كان الحزب وبكل فخر شريكا في صنعه مع المؤتمر الشعبي العام، والذي يشكل فجراً جديداً في تاريخ اليمن المعاصر. وانتقد في ختام كلمته ما يحدث من ظلم وفساد وضياع للحقوق ومصادرة للحريات، وقال: "سنظل جنودا اوفياء لهذا الوطن، ومع كل الخيرين في كل الاحزاب، ولتبقى الوحدة اليمنية الى الابد". اما الاخ احمد ناشر- عضو اللجنة المركزية- فقد اعلن رسميا تدشين مؤتمرات الحزب الاشتراكي في محافظة الضالع ابتداء بدمت، ودعى اعضاء الحزب الى تقديم الافضل، والانفتاح على الاخرين، وخوض معترك الحياة في كل مكان وحيث يتواجد الناس يجب ان يتواجد الحزب وعضوه، وان يكون العضو وفياً ناكراً للذات، وحيّا نضال الحزب وكفاحه. الاستاذ محمد المقالح، القى كلمة نقل في مستهلها تحيات الامين العام الدكتور ياسين سعيد نعمان لابناء الضالع، ووصف حرب 94م بالظالمة، واشاد بتضحيات ابناء المنطقة الوسطى وكفاحهم الذي توج بيوم 22 مايو المجيد، واشار الى ان هناك اهمال لهذه المنطقة من حيث المشاريع والخدمات وخاصة في مديرية دمت. وطالب المقالح بان لا يستمر عقاب ابناء هذه المنطقة طويلا ، وقال: ان السلطة لن تلتفت اليكم الا اذا اسمعتموها صوتكم، ووقفتم صفاً واحداً في قضايا التنمية والخدمات الاساسية، معلناً في الوقت نفسه ادانة الحزب لجريمة الحبيلين، وخطف وقتل الاجانب في صعدة، وطالب بمزيد من الجهود الامنية. هذا وقد القيت عددا من القصائد الشعرية المعبرة لعدد من الشعراء منهم الشاعر السبيع، والشاعر ابو ملهم صالح الصيادي، عبرت جميعها عن المناسبة، واكدت على الوحدة وحمايتها من أي خائن او مرتزق او عميل. وقد بدى الاشتراكيون في هذه المناسبة متلهفين لاشتراكيتهم، وكأنها كانت مسلوبة أو مخطوفة منهم وقد أعادوها. وهو الأمر الذي تجلى في الحماس الشديد في القاء الزوامل، وترديد الهتافات. وعلق أحد الحاضرين بانهم اليوم شعروا بانهم اشتراكيون، بجلباب اشتراكي، بعد ان تعودوا على جلباب غيرهم من خلال المشترك، حيث صودرت شعاراتهم التي طالما هتفوا بها، واعتزوا بها طوال عقود، وصودر علمهم الذي اعتبروه الملهم الثوري لهم عندما سيطر الاصلاح من خلال المشترك على الكثير من فعالياتهم، وكان يظهر في كل فعالية وكأنه الحاضر الوحيد متناسيا تاريخ الحزب الاشتراكي ونضاله.