- الهند/ الخضر صالح بن تينة الكازمي - قبل عدة أشهر نزل الى مدينة بونا الملحق العماني الاستاذ خالد، والذي لا يتجاوز ال35 من عمره لحضور حفل تخرج الطلاب العمانيين من جامعة "سمبايسس"، وكان بصحبته الملحق اليمني د/ باعيسى، وقد صرح للطلاب بأنه أتى مرافقاً فقط، وبدعوة من الملحق العماني، وعلى نفقة الاستاذ خالد- أي (مكسي محشي)- لأنه فقير ولا توجد عنده امكانية للنزول. وتفقد أحوال الطلاب اليمنيين، ورفض ان يلتقي بأي طالب يمني، ولكن بعد اصرار بعض الطلاب، ممن فوجئوا بوجوده، وافق على لقاء القلة المتواجدة منهم في قاعة على حساب جامعة سمبايسس، ولمدة نصف ساعة فقط ، لان القاعة كانت مجانية تقديرآ من الشعب الهندي لعدم وجود زلط يدفعه الملحق لكي يستأجر القاعة.. ولهذا تدخل موظف هندي واخبرهم ان النصف ساعة المجانية انتهت، واذا ارادوا الاستمرار يجب ان يدفع الملحق إيجار، فخرج الجميع مندهشآ وبحسرة يمني معتاد على هكذا مواقف. المفارقه في الأمر انني أُخبرت ان في المالية فاتورة رفعت من الملحق الثقافي بقيمة 6000 دولار تكاليف نزول لتفقد أحوال الطلاب، ولكي أكون صادقاً (فهذه المعلومة لست متأكد منها ولكني أترك هذا الامر للسلطة الرابعهة 'نبأ نيوز'، فهم خير من سيكشف عن ذلك). لقد سببت لي 'نبأ نيوز' الكثير من المشاكل مع الملحقية الثقافية لنشرها مواضيع حساسة تسببت في إصدار قرار ساري تنفيذه قريبآ بإلغاء الملحقية في الهند، لأن ضررها على الطلاب كان أكبر وبكثير من 1% من نفعها، ولهذا لقد فعلت 'نبأ نيوز' ما لم يفعله زعبور. عندما انتخبت الناطق الرسمي بأسم اساتذه جامعة عدن المبعتثين لدى دولة الهند زاد غضب الملحق فهو لم ينسى ما فعلت به "نبأ نيوز"، لذلك اتهمني بأني لا أصلح أن أكون مربي أجيال لأن ألفاظي غير لأئقة- طبعاً- كانت ردة فعله لسبب بسيط وهو انني اخبرته بأنه انسان متغلب لا يحترم كلمته، فهو إذا أعطى كلمة لا يحترمها، او اذا وعد أخلف اترك هذا الأمر للقراء المحترمين من طلاب الهند ولطاقم الملحقية والسفارة لكي ينصفوني وبمصداقية اذا خالفت الحقيقه في شيء). لقد نسي الملحق النسيج الأجتماعي لليمن، وتبنى الأسلوب الامريكي، فأصبح يصف دولة اليمن بأنهم "شوية عساكر وقبائل"، ونسي إننا جزء من هؤلاء "العسكر والقبائل" هذا على مستوى مفهمومنا السطحي.. أما إذا المعنى ضمني ويقصد به أن "العسكر والقبائل" هم من يتحكموا في البلاد وخيراته، فياليته ينصفنا- نحن معشر الطلاب- لإدراكه هذه الحقيقه. عندما ذهبنا إلى دلهي لكي نكرم الميت وندفنه لم نجد حتى جثثهم، ربما قد أحرقوا على الطريقة الهندوسية..!! وبالمصادفة التقينا بالشاب العماني خالد- ملحق عمان- وجلسنا معه فتره كنا نتمنى ان تطول.. اخبرنا بان له مكتب وسكرتيرة فقط وليست بناية مستأجرة بآلاف الدولارات، ولا يوجد لديه طاقم ضخم كالذي عندنا، ربما لأن ظروف عمان الشقيقة لا تسمح بذلك..! مهمته فقط تقتصر على تختيم شهادات الطلاب ومتابعة شئوون دراستهم، أما الجوانب المالية فهو لم يستلم حتى دولار واحد ولأي طالب عماني، لأن فلوس الطلاب تحول من عمان لكل طالب الى حسابه مباشرة، وكذلك الحال مع بقية الطلاب العرب (عمان الشقيقة وبقية البلدان العربيه غلطانيين طبعآ لأنهم لا يعرفون ان الفساد المالي موجود عند الطلاب، لذلك يجب محاربته، وكان الاجدر بهم ان يستفيدوا من خبرات ومؤهلات اليمن في هذا الجانب، ولكن هذا شأنهم)! لقد جن جنون الملحق لأنه سيعود لليمن بخفي حنين، واتهمني في انسانيتي برسالة موبايل منه احتفظ بها لحينها، وبهذا وضع نفسه في موقف لا يحسد عليه، وسيجتمع قبائل "باكازم" للنظر في أمره، وسيرى ردة فعلهم، وحتماً أنا إنسان اكاديمي ولكنني يمني ولي قبيلة تغير عليّ لأني جزء منها وممثلها الوحيد في الهند. سؤال أسأله للملحق: من هو عدوك، أنا أم "نبأ نيوز"، أم طلاب اليمن!؟ ومن هو صديقك هل هو الوزير، أم الوزير الوسيط، أو "الجرين كارد" الامريكي؟ اتصلت طالبة يمنية على الملحق الموقر، وأخبرته أن منحتها تأخرت وهي بحاجة فلوس تتصرف منها.. فماذا تفعل؟ إجابته بكل أسف: "روحي ابترعي لك"! هذا رد انسان في سن جدها وليس أبوها.. عموماً العتب على الطلاب الذين سمعوا بهذا وتناقلوه فقط، ولم يبلغوا السفير بهذا، ولكني أقسم بالله العظيم انة سينكر كل ما قال، ويقول ما قلت هذا، فهي عادته.. في الأخير، وقبل ان اختم، وقد يطول غيابي لا أنسى ان أشكر شخص السفير مصطفى النعمان لإنسانيته وأسلوبه الراقي في التعامل، فهو نعم السفير، وإننا معشر الطلاب نتأسف على رحيل من يمثل كل خير لنا، وأدوا الأمانه أمثال الأخ نبيل الميسري، وسالم احمد قاسم، ومحسن حيدره علي، وجعفر ومحمد الشيبه- هؤلا كانوا طاقم في السفارة والقنصلية ومكتب اليمنية، وقد طبعت اخلاقهم قبل صورهم في قلوب كل طالب في الهند، ولم نسمع أن طالب قد وقع في ضائقة أو مشكلة إلا وكانوا أقرب إليه من أهله.. فتحية لهم نوجها عبر 'نبأ نيوز'، فتأكدوا إننا لم ولن ننساكم ابداً لأنكم كنتم اليمن بالنسبة لنا، واتمنى ان من حل محلكم يكون اليمن... ( سيدي لقد حسبت إن أنا أطلعتك على هذا لابد ان يكون أصلاحآ له. ولكني الآن اصبحت أخشى ما فعلت أنت وقلت بعد أن فات الأوان، أنك تحمي هذه الأفعال وتستثيرها بموافقتك. فإذا كان الأمر كذلك لن ينجو الخطأ من اللوم، ولا الاصلاح يتقاعس، رغبة مني في الحفاظ على حكم سليم، مما قد يسبب لك في التنفيذ إساءة تعاب علي، لولا أن الضرورة ستبدي ان هذا هو سبيل السداد) ... شكسبير- "الملك لير". [email protected]