كارثة بيئية محققة، تنذر بعواقب صحية وخيمة على المواطنين, وتقف وراء طابور الأوبئة التي تتناوب على قتل المواطن اليمني، لذلك وجدنا التجار والباعة والمتسوقون في سوق الجملة بتعز في غاية الاستياء جراء استمرار الوضع الكارثي للسوق، الذي يغرق في أوحال قذرة ناتجة عن مياه الامطار الساقطة من الجبل الذي يطل عليه السوق، والمحملة باكوام هائلة من النفايات وألوان القمامة. وبالرغم من الأهمية البالغة للسوق الذي يقدم خدماته للمدينة وضواحيها منذ عشرين عاما، إلا ان غياب وعي السلطات المحلية، وعدم اكتراثها بغير جبي الضرائب، وضع ثلث سكان اليمن (تعداد سكان محافظة تعز) أمام مشكلة بيئية وصحية كبيرة جراء تجاور الخضروات والفواكه جنبا إلى جنب مع البلاليع والنفايات- وعلى مرأى الجهات الرسمية، التي لا يضاهيها أحد في بجاحة التصريحات..! "نبأ نيوز" زارت السوق، وصورت المشهد للرأي العام، ولصناع القرار، والتقت بعدد من التجار والباعة والمواطنين، وإليكم ما قالوا: مشكلة مزمنة يقول فيصل قائد احمد - تاجر - ان مشكلة سوق الجملة بتعز مشكلة مزمنة تتفاقم مع مرور السنوات خاصة مع سقوط الأمطار , مؤكدا ان المتضرر الوحيد هو المواطن الذي يأتي هنا لشراء حاجياته من الخضروات والفواكه والمنتجات الأخرىز
فيما عصام الشميري- متسوق - يؤكد ان الوضع الماساوي الذي عليه السوق منذ سنوات لم يشعر السلطة المحلية بالخجل ولم يدفع بالادارة البيئية المختصة الى القيام بواجبها وكأن الامر لا يعني احد في المدينة، لا مسئولين ولا مواطنين..
وأضاف: فالمخلفات الختلطة بالمجاري والقمامة تهدد صحة المواطن الذي يتناول الخضروات والفواكه يوميا من هذا السوق , محملا المسئولية على السلطة المحلية فالحل لا يخرج عن ايجاد تصريف لمياه الامطار القادمة من الجبل . أما على محمد عثمان – بائع - فيلقي باللائمة على متعهدي السوق الذين يفرضون رسوما على كل سيارة تخرج من السوق بواقع 200 ريال ومع ذلك لا نجد خدمات متكاملة ولا مجاري ولا تصريفات لمياه الأمطار مما يعني بقاء السوق تحت رحمة السيول المتساقطة بفعل الأمطار الى اجل غير مسمى , رافضا ان يوجه مناشدته للسلطة المحلية التي قال انها تتعامل مع الوضع الكارثي المزمن باذن من طين واخرى من عجين .
اين المشكلة وما الحل ؟ وفيما بدا أن الوضع مزريا بعد سقوط الأمطار خاصة في الشهر الكريم حيث يزداد تبضع المواطنين من السوق سواء كانوا تجارا او متسوقين، كان لزاما علينا أن نسأل مسئولي السوق لمعرفة أين تكمن المشكلة وما الحل المناسب حيالها..
- صالح داود محمد الخولاني – احد شركاء السوق الستة نفى أن تكون المشكلة لدى ادراته، موضحا انها تقدمت بشكاوى كثيرة منذ سنوات طويلة ولكن لا حياة لمن تنادي, محملا المسئولية الجهات المختصة التي لم تجد حلا للمشكلة وذلك بان تقوم بعمل تصريفات لمياه الأمطار المتساقطة باتجاه السوق حفاظا على مصلحة المواطن والمستهلك.
اما حمود الفقيه - احد المسئولين في إدارة السوق- فيؤكد: أن هذه المشكلة حلها بيد الجهات المختصة فهي المعنية بدرجة أساسية بعمل حلول لتصريف مياه الأمطار , منوها الى إن المشكلة يعاني منها الجميع سواء كانوا شركاء السوق او الباعة او المواطنين ..
وقال: ان ادارة السوق تقوم بنقل المخلفات والأتربة يوميا بواسطة الشيولات والسيارات، وهذا يكلفها مبلغ 150 ألف ريال في حين هو واجب البلدية , لافتا إلى أن إدارة السوق قامت مع ذلك بجهود جبارة في إصلاح وضع السوق، حيث نفذت مشروع كهرباء بمبلغ 2 مليون ريال، ناهيك عن عمل التصريفات والخدمات العامة الأخرى كالمجاري والحمامات العامة..
وناشد الجهات المختصة بوضع تصريف عاجل لمياه الأمطار القادمة من الجبل الذي يطل على السوق الاشهر والاكبر في المدينة والذي يعمل فيه نحو 600 بائع وعامل..