يعد سوق الجملة بتعز هو الأشهر من بين أسواق المدينة لارتباطه بتلبية احتياجات المواطنين وأصحاب البقالات من الخضروات والفواكه وغير ذلك, وعلى الرغم من الأهمية البالغة التي يكتسبها السوق باعتباره الممون الوحيد للمدينة وضواحيها فإن قصوراً واضحاً في جوانب تقديم الخدمات المتكاملة له أدى إلى بروز مشكلة صحية وبيئية قد تنذر بعواقب وخيمة إذا لم يتم تدارك الأمر من قبل الجهات المختصة وتتمثل تلك بعدم وجود تصريفات لمياه الأمطار الساقطة من الجبل الذي يعلوه، الأمر الذي أدى إلى تجمع تلك السيول مع مخلفاتها إلى وسط السوق، وخلق مشكلة صحية ناتجة عن تلوث الخضروات والفواكه التي تتجاور جنباً إلى جنب مع البلاليع والنفايات ومياه المجاري وتصريف مياه الأمطار. صحيفة "رأي" استشعاراً منها بفداحة المشكلة زارت السوق والتقت عدداً من المواطنين والباعة المتضررين إضافة إلى مسئولي السوق، وذلك بغية طرح المشكلة على الجهات المعنية من إيجاد حلول ممكنة لها حفاظاً على المصلحة العامة وكانت الحصيلة الآتية: أحمد البخاري يؤكد هادي محمد مهيوب - بائع - في البداية، أن مشكلة سوق الجملة تتجدد مع سقوط الأمطار ولم يجد أحد لها حلاً إلى اليوم, ويقول مهيوب " إن الحل لمشكلة تصريف مياه الأمطار القادمة إلى السوق هي بيد السلطة المحلية كون المتضرر الوحيد هو المواطن الذي يأتي هنا لشراء حاجياته من الخضروات والفواكه والمنتجات الأخرى أو يشتريها من البقالات التي تأخذ احتياجاتها من السوق نفسه. وأضاف: نحن ندفع 100 ريال على(العرصة) لإدارة السوق يومياً ولكن لم نجد أي حل للمشكلة التي نعاني منها نحن كثيراً فما بالك بالمواطن. وضع لا يسر أحداً أما حمود أحمد حسن، مواطن، قدم إلى السوق للشراء، فقال: إن هذا الوضع المزري بعد سقوط الأمطار وتحول السوق إلى مستنقع من المياه والمجاري والمخلفات لا يسر أحداً في السوق أو الجهات المختصة التي تتفرج دون عمل حل، ناهيك عن الأضرار المباشرة لهذه المخلفات والمجاري على صحة المواطن الذي يتناول الخضروات والفواكه والتي مصدرها الوحيد هذا السوق, مستغرباً أن تبقى المشكلة طيلة هذا الوقت وكان الأمر لا يعني أحداً في السلطة المحلية. الحل بيد البلدية ويرى عارف عبد الله ، أن الحل بيد البلدية التي أجرت السوق لبعض المستثمرين مبدياً دهشته من عدم إيجاد حل لهذه المشكلة رغم كل هذه السنوات التي مرت عليها, وتساءل: أين إدارة البيئة والصحة , ولماذا لا يقومون بإيجاد حل لتصريف مياه الأمطار القادمة من الجبل, ويؤكد هذا الرأي زميله خالد أحمد ناجي، مناشداً المجلس المحلي والأشغال سرعة عمل حل للسوق خاصة أن المشكلة معروفة وحلها بتصريف مياه الأمطار حسب رأي خالد . سوق تحت رحمة السيول في حين يقول على محمد عثمان: إن كل سيارة تخرج من السوق تدفع رسوماً تبلغ 200 ريال ومع ذلك فالسوق بلا خدمات متكاملة وبلا مجاري ولا تصريفات لمياه الأمطار مما يؤدي إلى بقاء السوق تحت رحمة السيول المتساقطة بفعل الأمطار من الجبل الكائن تحته السوق, مناشداً السلطة المحلية التدخل العاجل لإنهاء المشكلة. أين المشكلة وما الحل ؟ وفيما بدا أن الوضع لا يطاق بعد سقوط الأمطار، حيث لا شبر في السوق يمكنك المرور عليه بفعل الوحل الذي ملأ كافة أرجاء السوق كان لزاماً علينا أن نسأل القائمين على السوق لمعرفة أين تكمن المشكلة وما الحل المناسب حيالها.. صالح داود محمد الخولاني، احد شركاء السوق الستة، نفى أن تكون المشكلة لدى إدارة السوق، موضحاً أن إدارة السوق عملت الذي تقدر عليه من خدمات ومصارف للمياه ومجاري وحمامات عامة ولكن الكرة هي في ملعب السلطة المحلية التي تقدر على إيجاد حل لتصريف مياه الأمطار بحيث لا تتساقط باتجاه السوق, وقال الخولاني: نحن وجهنا شكاوى واستغاثات منذ سنوات طويلة ولكن لا حياة لمن تنادي, منوهاً إلى أن المشكلة ناجمة عن عدم وجود تصريفات لمياه الأمطار المتساقطة من الجبل الذي يقع السوق أسفله, ولذلك والكلام لا يزال للخولاني فالحل بسيط جداً، ويتمثل بعمل تصريفات لمياه الأمطار المتساقطة باتجاه السوق؛ حفاظاً على مصلحة المواطن والمستهلك. وتابع: على الجهات المختصة عمل المجاري وتصريفات الأمطار وعلينا الباقي . شكونا كثيراً ولا استجابة من جانبه يؤكد أيضاً الأخ حمود الفقيه،أحد المسئولين في إدارة السوق، أن هذه المشكلة حلها بيد الجهات المختصة، فهي المعنية بدرجة أساسية بعمل حلول لتصريف مياه الأمطار التي تغرق السوق في الوحل والأتربة, موضحاً أن المشكلة يعاني منها الجميع بمن فيهم شركاء السوق الذين يقومون بنقل المخلفات والأتربة يومياً بواسطة الشايولات والسيارات وهذا يكلف مبلغ 150 ألف ريال, وأضاف أن المشكلة ليست في تبليط السوق، فهو أساساً مسفلت من زمان، ولكن المشكلة في منع تساقط السيول من الجبل التي تحمل معها الأتربة والمخلفات إلى داخل السوق, منوهاً إلى أن إدارة السوق قدمت شكاوى عديدة بهذا الخصوص، ولكن لا استجابة تذكر حتى اليوم , لافتاً إلى أن إدارة السوق قامت بجهود جبارة في إصلاح وضع السوق فقد نفذت مشروع كهرباء بمبلغ 2 مليون ريال، إضافة إلى مشروع نظافة يومي ب150 ألف ريال شهرياً، ناهيك عن عمل التصريفات والخدمات العامة الأخرى كالمجاري، والحمامات العامة, مختتماً حديثه بمناشدة الجهات المختصة بوضع تصريف عاجل لمياه الأمطار القادمة من الجبل الذي يعتلي السوق الذي يخدم سكان المدينة وضواحيها ويعمل فيه نحو 600 بائع وعامل.