تشهد القاهرة حتى نهاية أغسطس الحالي معرضاً للفنان المصري طاهر عبد العظيم تحت عنوان "رؤية تشكيلية للسيرة النبوية الشريفة"، يصور خلاله الفنان أجزاء من السيرة النبوية الشريفة في جدارية ضخمة تزخم بالتفاصيل والألوان، بدءا من عام الفيل والذى فشلت فيه محاولات ابرهة ملك الحبشة فى اقتحام الكعبة الشريفة، حتى نزول الوحى على نبى الاسلام محمد عليه السلام. و تقدم لوحة السيرة النبوية عملا تشكيليا فى حد ذاته ممتعا للكبار والصغار بواسطة تكوينات تشكيلية، استمر العمل عليها حوالى عامين، بحث خلالهما صاحبها فى مجالات التاريخ والدين والثقافة. و قد اعتبر مفتى الديار المصريةالذي حضر الافتتاح ، ان المعرض نواة صالحة لتوجيه الفن الى خدمة السيرة النبوية الشريفة، من خلال الاعمال الفنية المنضبطة بالشرع على حد قوله. و قد تحدث الفنان عن معرضة بقوله : كانت الفكرة للبدء فى هذا المشروع عندما سمعت عن الرسوم المسيئة ومحاولة تشوية صورة الرسول (ص) أنفعلت بالموضوع كفنان مسلم، لم تستطع العولمة وما يقال عن الفضاء الإنسانى الذى يعمل فيه الفنان أن يجعلانى أغض الطرف عن المسألة أو أعتبرها من قبيل حرية التعبير، وسألت نفسى هل إهانة الرموز الدينية هى حقا من قبيل حرية التعبير والأبداع؟! كان ضروريا الرد على الرسوم المسيئة ، وبالنسبة لأصحاب الدعوة للحوار بين الحضارات هل هناك طريقة أكثر تحضرا من الرد بنفس الأسلوب؟ لم يكن هناك أبلغ من الرد بسيرة الرسول الأعظم الذى حاولوا الإساءة إليه، النبى محمد (ص) الذى حمل شعلة التنوير فى أكثر العصور إظلاما ورفع راية الحوار ونبذ التعصب فى أكثر أوقات التاريخ تطرفا وعنصرية وعندما أدافع عن الرسول فأنا لا أنطلق من نظرة تعصبية ولا أرد على التعصب بتعصب ولكن من نظرة رحبة تريد الخير للعالم بأعتبار أن هذه السيرة كانت ملهمة دائما لكثيرين، والبعض من العقلاء فى العالم تعامل مع الرسول (ص) بإعتباره صاحب فكر من طراز لا يتكرر فى تاريخ البشرية.