محافظ البنك يأسف لأعمال التخريب ضد بعض البنوك ويؤكد استمرار الإجراءات الحازمة    صراع على التحقيق في شحنة معدات الطائرات المسيّرة في المنطقة الحرة.. من يدير المشهد الأمني في عدن..؟!    إبليس العليمي يشعل الفتنة بين الحضارم.. انفجار سياسي قادم    مشروع "المستشفى التعليمي لكلية طب عدن".. بين طموح الإنجاز ومحاولات الإفشال    انتقالي الضالع ينظم محاضرات توعوية لطلاب المخيم الصيفي بالمحافظة    فريق من مجلس المستشارين يطّلع على عمل مركز الطوارئ التوليدية وعدد من المراكز الصحية بأبين    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    تقرير خاص : عودة الرئيس الزُبيدي إلى عدن تُحرّك المياه الراكدة: حراك سياسي واقتصادي لافت    الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تدعو لتشديد الرقابة على الأسواق    الاتحاد الآسيوي يعلن موعد سحب قرعة التصفيات التأهيلية لكأس آسيا الناشئين    التعليم العالي تعلن بدء تحويل مستحقات الطلاب المبتعثين في الخارج    في آخر أعماله القذرة.. معين عبدالملك يطلب من الهند حصر بيع القمح لهائل سعيد    همج العساكر يعربدون.. هل بقي شيء من عدن لم يُمسّ، لم يُسرق، لم يُدنس؟    حركة أمل: الحكومة اللبنانية تخالف بيانها الوزاري وجلسة الغد فرصة للتصحيح    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    وفاة امرأة وإصابة طفلة بصاعقة رعدية في الجميمة بحجة    خطوة في طريق التعافي الاقتصادي    ضمت 85 مشاركة.. دائرة المرأة في الإصلاح تختتم دورة "التفكير الاستراتيجي"    خبير في الطقس يتوقع موجة أمطار جديدة تشمل اغلب المحافظات اليمنية    رايتس رادار تدين حملات الاختطافات الحوثية في إب وتطالب بالإفراج عن المختطفين    أما الدولة وسلطتها.. أو هائل سعيد وبلاطجته هم الدولة    مافيا "هائل سعيد".. ليسوا تجار بل هم لوبي سياسي قذر    قتلة وجلادي أمن مأرب يزهقون حياة طفل يتيم عمره 13 عاما    المواجهة مع هائل سعيد.. آخر معارك الوحدة اليمنية اللعينة    غزة: 20 شهيداً إثر انقلاب شاحنة محملة بالغذاء تعرضت لقصف صهيوني    ذا كرديل تكشف عن الحرب الإلكترونية الأميركية الإسرائيلية على اليمن    تخرج 374 مستفيدًا ومستفيدة من مشروع التمكين الاقتصادي بمحافظتي تعز ولحج    رئيس هيئة مستشفى ذمار يعلن تجهيز 11 غرفة عمليات وعناية مركزة    خبير نفطي يكشف معلومات جديدة عن ظهور الغاز في بني حشيش ويحذر    الأبجدية الحضرمية.. ديمومة الهوية    زيدان يقترب من العودة للتدريب    اجتماع طارئ وقرارات مهمة لاتحاد السلة    هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُنتج نكاتا مضحكة؟    اعتراف صهيوني: اليمن بدّد هيبة أمريكا في البحر    طيران اليمنية لا تعترف بالريال اليمني كعملة رسمية    رسميّا.. حرمان الهلال من سوبر 2026    كأس آسيا.. الأردن تكسب الهند والعراق يخسر أمام نيوزيلندا    لاعب برشلونة يوافق على تجديد عقده    سفير إسرائيلي سابق يطالب ماكرون بفرض عقوبات فورية على إسرائيل وعزلها جغرافيًا    من ضمّني لن أتركه وحده.. وكلمة السامعي بلاغ رسمي قبل السقوط!    أسبانيا تُفكك شبكة تهريب مهاجرين يمنيين إلى بريطانيا وكندا باستخدام جوازات مزوّرة    انتشال جثث 86 مهاجرًا وإنقاذ 42 في حادثة غرق قبالة سواحل أبين    لا تليق بها الفاصلة    ستبقى "سلطان" الحقيقة وفارسها..    أياكس الهولندي يتعاقد مع المغربي عبدالله وزان حتى 2028    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    فعالية احتفالية بذكرى المولد النبوي بذمار    أيادي العسكر القذرة تطال سينما بلقيس بالهدم ليلا (صور)    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    الحديدة: فريق طبي يقوم بعمل معجزة لاعادة جمجمة تهشمت للحياة .. صور    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    تضهر على كتفك اعراض صامته..... اخطر انواع السرطان    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    توظيف الخطاب الديني.. وفقه الواقع..!!    الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل    مرض الفشل الكلوي (15)    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلفيو اليمن يدينون حركة حماس في أحداث رفح
نشر في نبأ نيوز يوم 31 - 08 - 2009

دان علماء الدعوة السلفية في اليمن الإجراءات التي اتخذتها حركة حماس في مواجهة إعلان جماعة " أنصار جند الله" الإمارة الإسلامية بمدينة رفح في قطاع غزة يومي الجمعة والسبت 14 – 15 آب/ أغسطس الجاري، حيث قتلت الشرطة زعيم الجماعة الدكتور عبد اللطيف موسى الملقب بأبي نور المقدسي خلال المواجهات التي راح ضحيتها العشرات من الطرفين بين قتيل وجريح.
وجاء في بيان للجماعات السلفية في اليمن - تلقت "نبأ نيوز" نسخة منه:"إن ما حصل من الإخوة في حركة حماس في تعاملهم مع الشيخ عبد اللطيف موسى وجماعته كان تصرفاً خاطئاً لا يُبرر شرعاً ولا عقلاً ومجانباً لسبيل الحكمة في معالجة الأخطاء وفتح ثغرة للطعن على الحركة وتشويه صورتها الجهادية ومسيرتها النضالية المشرقة وإساءة لمشاعر إخوانهم السلفيين الذين هم عمق استراتيجي لهم في أنحاء العالم".
وأضاف البيان الذي وقع عليه أكثر من 60 شخصية من قيادات الجماعات السلفية في اليمن، إنه "بناءً على معرفتنا لواقع ما جرى هنالك من خلال الرصد والتتبع والذي ظهر لنا من خلاله أن جملة ما حدث كان على خلاف ما صوره الإخوة في حماس عبر وسائل الإعلام وعبر بيانهم الصادر عنهم في يوم الأحد 25/ شعبان 1430ه الموافق 16/ 8/2009"، وانتقد البيان تداعيات أحداث رفح، "وما تبع ذلك من اعتقالات وإغلاق لمؤسسات سلفية"، معتبراً ذلك بأنه "أمر يندى له الجبين وتتفطر له الأكباد وتأسى له المشاعر ولا يُسر به إلا أعداء الإسلام".
ورغم أن بيان سلفيي اليمن اعتبر "مطلب الشيخ عبد اللطيف ومن معه بتطبيق الشريعة مطلب حق ويبقى التطبيق منوطاً بالقدرة والاستطاعة"، إلا أنه رأى بأن "إعلانهم للإمارة الإسلامية كان خطاً محضاً لا داعي له".
وفيما أكد البيان "إدانة حل أي خلاف بمثل تلك الطريقة التي اتخذها الإخوة في حماس"، فإنه شدد في الوقت ذاته على "إدانة حمل السلاح لفرض أي رأي بالقوة من أي طرف كان".
وفي هذا السياق طالب الموقعون على البيان جميع الأطراف في فلسطين بالإنصاف والعدل مع مخالفيهم، معتبرين بأن "ما برر به بعض مسئولي حركة حماس لوسائل الإعلام وتبنته قناة الأقصى التابعة للحركة وما جاء في بيانهم من حملة تشويه ضد إخوانهم بأنهم حركة تكفيرية واتهامهم بالعمالة لأعداء الإسلام خروج عن منهج العدل والإنصاف ودعوى تفتقر إلى دليل في حق إخوانهم ورفقاء دربهم".
وأضاف البيان: "كان الأجدر والأليق بإخواننا أن يترفعوا عن هذه اللغة النابية التي كثيراً ما يُتهمون بها من قبل أعدائهم، والواجب التزام العدل والقول بالحق ولو على أنفسهم"، وتابع:"ولو سُلم جدلاً بصحة تلك التهم فإنها لا تُبرر أبداً التعامل مع مخالفيهم بتلك الطريقة التي تسيء إلى المشروع الإسلامي والتي لم تعرف من قبل سلوكاً للحركة مع ألد أعدائها المخالفين لها في المبدأ والوجهة".
ودعا قادة الجماعات السلفية اليمنية "حركة حماس إلى تصحيح المسار ومراجعة الأخطاء وتقبل النصح بصدر رحب"، كما أهابوا بأبناء الحركة التي قالوا "إنهم ما زالوا يدينون لها بواجب النصرة والنصيحة (....) بأن يصححوا المسار وأن يتحلوا بروح المسئولية والحكمة والتروي ولزوم منهج الوسطية والاعتدال مع مخالفيهم وأن يضربوا المثل الأعلى في التعامل الراقي وتعميق جذور الأخوة الإيمانية واحتواء الآخر والعفو والتسامح وسعة الصدر كما كان منهج القائدين المجاهدين الشهيدين الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي..".
وناشد سلفيو اليمن حركة حماس "بسرعة الإفراج عن جميع المعتقلين من إخوانهم على خلفيات هذه الحادثة، وفتح جميع مؤسساتهم التي أغلقوها، ورفع القيود عن عملها، وأن تنأى بنفسها عن اتباع سبيل الظالمين في قمع واضطهاد مخالفيهم لاسيما والحركة أكثر من عانى و لا تزال تعاني من هذا الأسلوب، وعليهم أن يسلكوا مع إخوانهم المسلك نفسه الذي سلكوه مع سائر الفصائل الفلسطينية الأخرى من الجلوس على طاولة الحوار، وأن يقبلوا بوجود إخوانهم كما قبلوا بالأطراف الأخرى، لأن معركتهم الأساس مع اليهود وليس مع بعضهم البعض".
بيان علماء الدعوة السلفية باليمن عن أحداث رفح بغزة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فامتثالاً منا لقوله الله تعالى: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }، ولقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه) (رواه البخاري ومسلم ) نقول:
إن ما شهده العالم وسمع به من أحداث دامية مؤسفة يومي الجمعة والسبت الموافق 23-24 شعبان لسنة 1430ه بجامع شيخ الإسلام ابن تيمية في مدينة رفح من أرض الرباط وثغر الجهاد(غزة فلسطين) بين الأخوة الأشقاء ورفقاء درب الجهاد والذي ذهب ضحيته العشرات من القتلى والجرحى وعلى رأسهم الشيخ الداعية عبد اللطيف موسى رحمه الله ومن قتل معه وما تبع ذلك من اعتقالات وإغلاق لمؤسسات سلفية، لأمر يندى له الجبين وتتفطر له الأكباد وتأسى له المشاعر ولا يُسر به إلا أعداء الإسلام.
وبناءً على معرفتنا لواقع ما جرى هنالك من خلال الرصد والتتبع والذي ظهر لنا من خلاله أن جملة ما حدث كان على خلاف ما صوره الإخوة في حماس عبر وسائل الإعلام وعبر بيانهم الصادر عنهم في يوم الأحد 25/ شعبان 1430ه الموافق 16/ 8/2009 م وقياماً منا بواجب النصح وحرصاً منا على رأب الصدع واجتماع الكلمة وقطع مداخل الأعداء لإفساد ذات البين وتفادياً لتكرار ما حدث من الأخطاء في التعامل مع المخالف في الرأي نبين الآتي :
أولاً : لقد تقرر في شريعتنا الإسلامية الغراء عصمة الدم المسلم وحرمة إراقته والتعدي عليه سواءً باللجوء إلي خيار المواجهة بالسلاح أو بأي أسلوب آخر مهما احتدم الخلاف بين الإخوة المختلفين وتفاقمت أسبابه وقد عظم الله شأن الدماء كما في قوله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً ) ( رواه البخاري). وإن ما حصل من الإخوة في حركة حماس في تعاملهم مع الشيخ عبد اللطيف موسى وجماعته كان تصرفاً خاطئاً لا يُبرر شرعاً ولا عقلاً ومجانباً لسبيل الحكمة في معالجة الأخطاء وفتح ثغرة للطعن على الحركة وتشويه صورتها الجهادية ومسيرتها النضالية المشرقة وإساءة لمشاعر إخوانهم السلفيين الذين هم عمق استراتيجي لهم في أنحاء العالم وسند لمشروعهم الجهادي وقضيتهم العادلة في السراء والضراء.
ثانياً : إن من أوجب الواجبات تحكيم شريعة الله في كل شؤون حياتنا ورد أي أمر تنوزع فيه إلى الله والرسول لقوله تعالى: {... فَإِنَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }وقوله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } وقوله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }، ومن المقطوع به أن طرفي الخلاف معنيان بهذا النصح ولا يزال فيهما من يغلب الحوار على صوت القتل والدماء ولغة العقل على لغة العنف والسلاح ومن المعلوم أن الصائل لا يلجأ إلى قتله ما دامت هناك وسائل ممكنة لدفعه بها كما أن المرتد لا يقام عليه الحد حتى يستتاب ثلاثة أيام فكيف بمن هو أخ لنا في الدين وإن خالفنا في رأي أو فهم أو اجتهاد. ولا ينس الإخوة في حركة حماس أن المقصود الأعظم من الجهاد الذي سلكوا دربه خلال الأعوام الماضية هو تحكيم شرع الله في الأرض، وإقامة الدين له وحده قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ }.
ومطلب الشيخ عبد اللطيف ومن معه بتطبيق الشريعة مطلب حق ويبقى التطبيق منوطاً بالقدرة والاستطاعة وإن كنا نرى أن إعلانهم للإمارة الإسلامية كان خطاً محضاً لا داعي له.
ثالثاً : كما ندين حل أي خلاف بمثل تلك الطريقة التي اتخذها الإخوة في حماس فإننا ندين في الوقت نفسه حمل السلاح لفرض أي رأي بالقوة من أي طرف كان والواجب على الجميع أن يظلوا صفاً واحداً أمام عدوهم المتربص بهم والحريص على تمزيق صفهم قال تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }.
ونذكر الجميع بوقوفهم بين يدي الله تعالى، والمسارعة إلى التوبة والندم عما بدر منهم، والتحلل من المظالم التي بسببها يتسلط علينا الأعداء، وتسقط الهيبة وتتفرق الأمة إلى شيع وأحزاب.
رابعاً:يجب اتباع سبيل العدل والإنصاف في القول والفعل مع الموافق والمخالف، قال تعالى:{ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }.
وقد حرم الإسلام كل صور البغي والتعدي والظلم والاستطالة في عرض المسلم، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصحابه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي و قطيعة الرحم) (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة ) .
وإن من حق المسلم على أخيه وإن اختلف معه أن يحفظ حرمته ولا يستطيل عليه بيد أو لسان.
وإن ما برر به بعض مسئولي حركة حماس لوسائل الإعلام وتبنته قناة الأقصى التابعة للحركة وما جاء في بيانهم من حملة تشويه ضد إخوانهم بأنهم حركة تكفيرية واتهامهم بالعمالة لأعداء الإسلام خروج عن منهج العدل والإنصاف ودعوى تفتقر إلى دليل في حق إخوانهم ورفقاء دربهم، قال عليه الصلاة والسلام: (مَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ : أَسْكَنَهُ اللهُ رِدْغةَ الْخَبَال حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ وليس بخارج) رواه أبو داود والطبرانى والحاكم.
وكان الأجدر والأليق بإخواننا أن يترفعوا عن هذه اللغة النابية التي كثيراً ما يُتهمون بها من قبل أعدائهم، والواجب التزام العدل والقول بالحق ولو على أنفسهم.
ولو سُلم جدلاً بصحة تلك التهم فإنها لا تُبرر أبداً التعامل مع مخالفيهم بتلك الطريقة التي تسيء إلى المشروع الإسلامي والتي لم تعرف من قبل سلوكاً للحركة مع ألد أعدائها المخالفين لها في المبدأ والوجهة .
خامساً : ندعو إخواننا ( حماس ) إلى تصحيح المسار ومراجعة الأخطاء وتقبل النصح بصدر رحب لاسيما وأن ذكر خطأ العاملين لا يغض من قدرهم بل هو منهج رباني ومسلك نبوي وقد قال ربنا متحدثاً عن أخطاء بعض الصحابة ومسدداً لدربهم: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } ولذا نهيب بأبناء هذه الحركة المجاهدة التي ما نزال ندين لها بواجب النصرة والنصيحة ونبدي إعجابنا الشديد بمواقفها البطولية ومسابقتها الجهادية وبلائها الحسن في مقارعة اليهود أن يصححوا المسار وأن يتحلوا بروح المسئولية والحكمة والتروي ولزوم منهج الوسطية والاعتدال مع مخالفيهم وأن يضربوا المثل الأعلى في التعامل الراقي وتعميق جذور الأخوة الإيمانية واحتواء الآخر والعفو والتسامح وسعة الصدر كما كان منهج القائدين المجاهدين الشهيدين الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته.
سادساً : كما أننا نناشد حركة حماس بسرعة الإفراج عن جميع المعتقلين من إخوانهم على خلفيات هذه الحادثة، وفتح جميع مؤسساتهم التي أغلقوها، ورفع القيود عن عملها، وأن تنأى بنفسها عن اتباع سبيل الظالمين في قمع واضطهاد مخالفيهم لاسيما والحركة أكثر من عانى و لا تزال تعاني من هذا الأسلوب، وعليهم أن يسلكوا مع إخوانهم المسلك نفسه الذي سلكوه مع سائر الفصائل الفلسطينية الأخرى من الجلوس على طاولة الحوار، وأن يقبلوا بوجود إخوانهم كما قبلوا بالأطراف الأخرى، لأن معركتهم الأساس مع اليهود وليس مع بعضهم البعض .
سابعاً : كما نوصي الإخوة في الطرف الآخر بالتحلي بالحكمة والأناة وتغليب المصلحة العامة للأمة وعدم التهور والاستعجال كما يجب عليهم الرجوع إلى أهل العلم والخبرة لاسيما في مثل هذا النوازل، ونحذرهم من ردود الأفعال في معالجة الخطأ بالخطأ مخافة أن يجروا إلى شقاق أكبر ويشتغلوا بأنفسهم عن مجاهدة عدوهم، فالأذى يقابل بالصبر والتقوى قال تعالى:{.. وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ }
سائلين الله تعالى أن يحفظنا وجميع إخواننا من كيد الشيطان ونزغاته، وأن يجمع الكلمة ويوحد الصف ويصلح الشأن وألا يشمت بنا عدواً ولا حاسداً
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
صادر عن علماء الدعوة السلفية باليمن
بتأريخ السبت 8 رمضان 1430 الموافق 29 آب/ أغسطس 2009م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.