الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    عناصر الانتقالي تقتحم مخبزا خيريا وتختطف موظفا في العاصمة الموقتة عدن    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. جرف وهدم عشرات المنازل في صنعاء    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    18 محافظة على موعد مع الأمطار خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للأرصاد والإنذار المبكر    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    خطر يتهدد مستقبل اليمن: تصاعد «مخيف» لمؤشرات الأطفال خارج المدرسة    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    اسباب اعتقال ميليشيا الحوثي للناشط "العراسي" وصلتهم باتفاقية سرية للتبادل التجاري مع إسرائيل    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اعتراف أمريكي جريء يفضح المسرحية: هذا ما يجري بيننا وبين الحوثيين!!    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التشاؤم والاكتئاب يرفعان من الإصابة بأمراض شرايين القلب
نشر في نبأ نيوز يوم 15 - 03 - 2006

فيما يعتبر مزيداً من التأكيد على أن هناك دوراً ومكانة للقلب فيما يخص الروح والنفس، يؤكد الباحثون الهولنديون على أن التفاؤل يقلل بنسبة كبيرة من إصابة الإنسان بأمراض شرايين القلب، ويلمح الباحثون من كندا الى أن الممثلين والممثلات السينمائيين الفائزين بجوائز الأوسكار أطول أعماراً من منافسيهم، وفي نفس الشأن يضيف العلماء من ولاية كارولينا الشمالية أن تناول مرضى القلب، أدوية لمعالجة الاكتئاب يرفع من نسبة تدهور حالة الشرايين لديهم، وتؤكد دراسات أخرى على دور النكد الأسري في تدهور حالة القلب لدى النساء.
ونشرت مجلة مدونات الطب الباطني في عدد أواخر فبراير الماضي، نتائج دراسة الدكتور إيرك غلتي من مؤسسة الصحة العقلية وزملائه من غيره من المراكز في هولندا، والتي تابع الباحثون فيها لمدة 15 سنة حالة القلب لدى الذكور ممن تتراوح أعمارهم ما بين 64 و 84 سنة الذين لم يكونوا يعانون من أمراض شرايين القلب أو السرطان. ووجد الباحثون هو أن من كانوا ينظرون بصفة مستمرة الى الجوانب المشرقة في الحياة ولديهم توقعات ذات طابع إيجابي نحوها، هم أقل عرضة بنسبة 55% في الإصابة بأمراض شرايين القلب مقارنة بالأشخاص المتشائمين ممن هم في نفس سنهم، الأمر الذي دفع الدكتور غلتي الى القول بأنه بناء على النتيجة الحالية والنتائج السابقة للدراسات الأخرى حول هذا الأمر، فإن من الواجب إضافة تدني درجة نظرة التفاؤل الشخصي الى قائمة عوامل الخطورة المستقلة للإصابة بأمراض شرايين القلب لدى كبار السن. وأضاف إن من السهل تحديد وجود التفاؤل لدى الإنسان، والتفاؤل بحد ذاته من خصائصه أنه صفة ثابتة لدى المرء أيضاً.
وعلل وصف الدكتور غلتي الحاجة الى الدراسة التي أجراها، بأنه سبقت ملاحظة كثير من الدراسات الطبية أن الذين تبدو عليهم ملامح البهجة من مرضى القلب هم أقل عرضة للمعاناة من مضاعفات المرض وتداعياته وخصوصاً احتمالات الوفاة نتيجة له، لكن التفاؤل من المحتمل أن يُنظر إليه بعموميات على أنه عامل يرفع من حسن تصرف المرء عموماً ويدفعه الى تتبع طرق نمط الحياة الصحية فيكون بهذا الاعتبار عاملاً إيجابياً مؤثراً بشكل غير مباشر. والذي حاول فعله في دراسته هو فصل تأثير عوامل الخطورة الأخرى والصفات الاجتماعية لدى الأشخاص الذين تابعهم والتي تتحسن أو تسوء حالة القلب على حسب مستوى التفاؤل لديهم، أي أنه تناول بالدراسة موضوع تأثير التفاؤل بشكل مستقل.
* تأثير التفاؤل
* الدراسة بدأت عام 1985 وشملت 545 شخصاً، توفي منهم 70% خلال 15 سنة من المتابعة، ونصف الوفيات كانت بسبب أمراض القلب. ووجد الباحثون أن تدنى روح التفاؤل لدى المرء يرفع من معدل الإصابة بأمراض الشرايين، وتحديداً فإن المتفائلين منهم أقل عرضة للإصابة بأمراض الشرايين بنسبة 55%! وطرح الباحثون جوانب يمكن دراستها مستقبلاً لتعليل التأثير العضوي الفسيولوجي للتفاؤل، كعلاقته بعوامل جينية وراثية أو هرمونات الجسم أو الجهاز العصبي اللاإرادي أو عملية الالتهابات المزمنة أو اضطرابات نبضات القلب أو نشاط الصفائح الدموية وغيرها من الآليات المرضية للقلب.
ولعل من الطريف وبمناسبة توزيع جوائز الأوسكار السينمائية هذا الأسبوع هو ما ذكرته نشرة هارفارد هذا الشهر حول طول عمر من يفوزون بالجائزة مقارنة بمن تم ترشيحهم لها دون الفوز بها، بناء على نتائج دراسة قام بها الدكتور دونالد ريديلمير من مركز العلوم الصحية التابع لكلية صينيبروك النسائية بتورونتو في كندا، وذلك ضمن بحثه الإحصائي حول الربط فيما بين الحالة الاجتماعية من جهة وبين الصحة وطول العمر من جهة أخرى. وعلل الباحثون الأمر بأن الفائزين يجدون فرص عمل أفضل، ويتم تقديرهم بشكل أوضح ويتقاضون أجوراً أعلى على أعمالهم. وتحديداً وجدوا أن الممثلين والممثلات والمخرجين يعيشون مدة أطول بمعدل أربع سنوات من منافسيهم، بينما الكتاب السينمائيون الفائزون يعيشون أقل بمعد حوالي 3 سنوات ربما بسبب عدم استفادتهم العالية من الفوز بالجائزة وتدني تأثيرها على حياتهم وشهرتهم ودخلهم.
* الاكتئاب وأدويته
* الى هذا، أضاف العلماء من مركز الأبحاث الطبية في جامعة ديوك بمدينة ديورهام في ولاية كارولينا الشمالية الأميركية بأن مرضى شرايين القلب ممن يتناولون أدوية علاج الاكتئاب الشائعة ربما هم عرضة لارتفاع احتمال الوفاة بمرض القلب بنسبة تصل الى 55%! الأمر الذي ينظر اليه المراقبون الطبيون بأنه نتيجة مدهشة ومثيرة للنقاش وتزيد تعقيداً العلاقة الشائكة في واقع الحال بين الاكتئاب من جهة وبين الإصابة بأمراض شرايين القلب وتداعياتها من جهة أخرى. والدراسات السابقة أكدت مراراً أن وجود الاكتئاب لدى إنسان ما يرفع من احتمالات الإصابة بأمراض شرايين القلب، والدراسة الجديدة تطرح أن معالجة الاكتئاب بالأدوية الشائعة أيضاً تزيد الطين بلة كما يقولون. هذا الأمر الذي ربما يفرض إعادة النظر في علاج الاكتئاب لدى الناس عموماً أو على أقل تقدير لدى مرضى القلب خصوصاً بالأدوية على حسب تعبير باحثي جامعة ديوك. وتعلق الدكتورة لانا واتكن الباحثة الرئيسة في الدراسة التي ألقت نتائجها في الرابع من هذا الشهر ضمن فعاليات اللقاء السنوي للمجمع الأميركي للأمراض العضوية النفسية في مدينة دنفر بولاية كلورادو الأميركية، قائلة إن النتائج المفاجئة لهذه الدراسة التي أكدت على أن أدوية معالجة الاكتئاب عامل خطورة مستقل على مرضى شرايين القلب تضيف في واقع الحال دعماً للدور الواعد الذي ربما ستلعبه الوسائل غير الدوائية في معالجة الاكتئاب كالرياضة مثلاً، وذلك كحل بديل في سبيل تخفيف نسبة الوفيات لدى المكتئبين من بين مرضى شرايين القلب. كما أنها تنبه أطباء القلب على ضرورة المتابعة الدقيقة لمرضاهم الذين يتناولون علاجات دوائية للاكتئاب، وفوق هذا وذاك توجيه نظر مرضى القلب لأهمية البعد عن مسببات الاكتئاب أصلاً. وأضافت الباحثة مزيداً من الإيضاح للأمر بقولها إن دهشتنا من النتائج مردها أن الأنواع الحديثة من أدوية الاكتئاب والتي تعمل كمثبطة لإعادة أخذ خلايا الدماغ مادة سيروتونين serotonin اُعتبرت آمنة بشكل عام طبياً، لكننا حينما دققنا النظر وأخذنا في الاعتبار تأثير عوامل خطورة عدة لدى المرضى فإننا أيضاً وجدنا دوراً مستقلاً سلبياً لأدوية الاكتئاب هذه على مرضى الشرايين، وهو ما يجعلنا نعتقد أن ثمة جوانب حولها غير مفهومة بالكامل لنا.
والحقيقة هي أن مما يلاحظه أطباء القلب أن بالرغم من تنامي الوعي بأن للاكتئاب دورا ضارا على مرضاهم وخصوصاً الوفيات بينهم وأن زوال الاكتئاب يقلل من نسبة الوفيات بمقدار كبير بينهم، إلا أن معالجة من يطلب من هؤلاء ذلك بأدوية الاكتئاب المعروفة لم يقلل بشكل واضح من نسبة الوفيات لدى المرضى.
وشملت الدراسة حوالي ألف شخص مريض بالقلب ممن أجريت لهم قسطرة شرايين القلب، وكان حوالي 20% منهم يتقلون علاجاً دوائياً للاكتئاب، تشكل أدوية السيروتينين المتقدمة حوالي 70% منها. وبمتابعة استمرت ثلاث سنوات حصلت الوفاة لدى 22% من مرضى القلب والاكتئاب، مقارنة بحوالي 12% من مرضى شرايين القلب دون أن يكون لديهم اكتئاب، وبنتيجة أدق كان الاكتئاب عاملاً أدى الى رفع نسبة الوفيات بين مرضى الشرايين بنسبة 55%، ولم يكن هناك فرق بين من يستخدمون الأدوية الحديثة ومن يستخدمون الأدوية القديمة لمعالجة الاكتئاب.
الدراسة مهمة جداً، وتطرح موضوع الاكتئاب والقلب مرة أخرى على طاولة البحث والنقاش، فالأمر لم ينته بتقرير نتائج الدراسات السابقة أن من الضروري معالجة الاكتئاب بالأدوية لدى مرضى شرايين القلب، لأن هذه العبارة قاصرة بدليل هذه الدراسة. لأننا لا نعلم حتى اليوم الآلية العضوية الفسيولوجية لتأثير الاكتئاب على الشرايين القلبية وأمراضها، كما أننا لا نعلم تحديداً لماذا الوفيات بالذات ترتفع لديهم حتى حينما يتم تناول العلاج المخفف من الأعراض الظاهرة للاكتئاب.
وكان الباحثون من كلية الطب في جامعة بيتسبيرغ الأميركية قد سلطوا الضوء في نفس المؤتمر على تأثير انخفاض معدل مادة سيروتينين على بنية الشرايين في الجسم وإصابتها بمرض تصلب الشرايين، خاصة تلك التي في الدماغ أو القلب، مما يفتح أفقاً أوسع في استراتيجيات الوقاية من الجلطات القلبية أو الدماغية على حد وصف الباحثين.
ويوضح الدكتور ماثيو ميلدون الأمر بدقة قائلا: برغم أن العديد من عوامل خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب والدماغ قد تم البحث فيها، إلا أنه لا توجد دراسات تحاول فهم آليات اضطرابات الدماغ لدى من يتخذون قرارات خاطئة في عنايتهم بصحتهم ولديهم عوامل خطورة الإصابة بأمراض الشرايين. فحينما تمت دراسة نشاط مادة سيراتونين لدى حوالي 250 شخصا ممن تتراوح أعمارهم ما بين 30 و 55 سنة وليس لديهم أي شكوى من القلب أو الدماغ، تبين أن من ينخفض لديه نشاط مادة سيروتينين ترتفع احتمالات زيادة سمك شرايين الرقبة، مما يعكس حالة من التصلب فيها. ونحتاج بعد هذا على حد قول الدكتور ميلدون الى مزيد من الدراسات التي تكشف العلاقة بين نشاط نظام سيروتينين في الدماغ وبين عوامل خطورة الإصابة بأمراض الشرايين.
ومن المعروف وما دلت عليه الدراسات السابقة أن مادة سيروتينين تعمل على إرسال إشارات بين خلايا الدماغ تنظم عملها، وبالتالي تلعب دوراً مهماً في ترتيب البيت الداخلي للدماغ من جوانب عدة أهمها المزاج وشهية الأكل وحتى تأثير الدماغ على ضغط الدم. كما أن الدراسات السابقة أيضاً وجدت أن من لا يمارسون الرياضة أو من لديهم زيادة في الوزن أو لديهم ارتفاع في ضغط الدم أو اضطرابات في نسبة سكر أو كولسترول الدم تحديداً هم أيضاً لديهم تدن في مستوى نشاط مادة سيروتينين في الجسم.
إن الحقيقة التي يجب أن يتنبه اليها الأطباء هي أن الاكتئاب لو نظرنا إليه بشكل عام ظاهري لوجدناه تدن وتراجع في نشاط النفس، وانغلاق على الذات يمنع من الإقبال على الحياة وأنشطتها الطبيعية، لكن الواقع أن مناعة النفس تقل ضد مؤثرات الحياة المحيطة بالإنسان أو أن هناك اضطرابات فسيولوجية معقدة و مبهمة حتى اليوم تؤثر على النفس وتؤثر أيضاً على القلب. وحمل هذا الأمر في طياته إشارات الى أن ثمة علاقة بين الاكتئاب واضطرابات جهاز مناعة الجسم أو مقاومة الجسم لتأثير الأنسولين أو حصول السمنة أو ارتفاع ضغط الدم أو زيادة الإقبال على التدخين أو تناول الكحول أو قلة ممارسة النشاط البدني وغيرها من العوامل العضوية. ولذا فإن من غير المقبول اليوم وخصوصاً بعد الدراسات الكثيرة التي ربطت بشكل قوي جداً بين صحة النفس وصحة القلب، أقول من غير المقبول في الطب الحديث لا من المرضى ولا من الأطباء فصل الارتباط القوي بينهما من نواح عدة أهمها ارتباط مسببات أمراض الشرايين، وتدهور أو تحسن حالها وعلاجاتها بالحالة النفسية للمريض، والذي يستلزم ابتدأ أن تتم متابعة الحالة النفسية للكثير من مرضى شرايين القلب، ليس لأنهم مرضى نفسيون، بل للتخفيف من عبء مرض القلب على أنفسهم والارتباط الخفي بين القلب والنفس، ولرفع حالتهم المعنوية للإقبال على الحياة وبالتالي العلاج وسلوك أنشطة نمط الحياة الصحية من الرياضة والإقلاع عن التدخين والمحافظة على الوزن واختيار النافع والمفيد من الطعام.
* تناول أوميغا 3 يرفع من المزاج و يحسن «الإيجابية» لدى الإنسان طرح الباحثون من جامعة بيتسبيرغ في مؤتمر دينفر المتقدم نتائج دراسة تؤكد على أن تناول الزيوت ذات المحتوى العالي من الأحماض الدهنية العديدة غير المشبعة من نوع أوميغا 3 يرفع بالنتيجة من مستوى المزاج والشخصية والتصرفات. وفي دراسة صغيرة شملت أكثر من 100 شخص تبين أن من لديهم مستوى متدن من أوميغا 3 هم أيضاً يعانون بدرجات متوسطة من أعراض الاكتئاب وسلبية في النظرة الى الحياة من حولهم ومجرياتها كما أنهم أكثر حدة في الطباع والرفض، بخلاف من ترتفع لديهم نسبة هذه النوع من الدهون، إذْ أنهم أكثر إشراقاً في النظرة الى الحياة وأكثر تقبلاً للآخرين.
وعلقت الدكتورة ساره كونكلين من برنامج طب سلوكيات القلب والأوعية الدموية التابع لقسم النفسية في كلية الطب بجامعة بيتسبيرغ بأن العديد من الدراسات السابقة قد أشارت الى أن تدني مستوى أوميغا 3 أمر ملحوظ لدى مرضى الاكتئاب أو اضطرابات الشخصية ذات القطبين وانفصام الشخصية وإدمان المخدرات واضطرابات قلة التركيز، لكن بحث الأمر لدى الأشخاص السليمين من هذه الأمراض العصبية لم ينل اهتماماً كافياً، ولا تأثير ذلك على جوانب أخرى في صحتهم، عبر معرفة نتائج تناول مصادر أوميغا 3 الغذائية كالأسماك أو حبوب زيت السمك على المزاج مثلاً. ومن المعروف أن إرشادات الهيئات الطبية العالمية كرابطة القلب الأميركية تؤكد على ضرورة أن يتناول الناس وجبات الأسماك الغنية بأوميغا 3 مرتين أسبوعياً، وهو ما أكدت فائدته الدراسات المستفيضة على صحة الشرايين وتقليل الإصابة بالنوبات القلبية وتقليل ظهور اضطرابات نبض القلب وخفض الكولسترول الخفيف الضار على الجسم وخفض مقدار ضغط الدم وغيرها من الفوائد القلبية.
* نوع الممارسة الجنسية وتأثر القلب والنفس ضمن الدراسات الطبية المتعمقة والدقيقة في فهم آليات أنشطة الجسم وتأثيرها على القلب والدماغ، نشرت في العديد الأخير من مجلة علم أحياء الطب النفسي دراسة للدكتور ستيوارت برودي من جامعة بيزلي في بريطانيا حول تأثير ممارسة النشاط الجنسي قبل مواجهة حالات من الضغط النفسي على مقدار نبض القلب وضغط الدم. وشملت الدراسة الصغيرة 24 امرأة و 22 رجلا، وتابعت تأثير أنواع من الممارسات الجنسية خلال أسبوع يسبق التعرض لنوع من الضغط النفسي كإلقاء خطبة أو محاضرة أو إجابة على أسئلة حسابية معقدة في حضور جمهور أو غيرها.
وتبين بالنتيجة أن من مارسوا الجنس بالصفة الطبيعية مع الشريك بدت عليهم علامات أقل للتأثر بوضع الضغط النفسي، فكان مقدار ضغط الدم ومعدل النبض ونتائج اختبارات قياس الضغط النفسي الأخرى أقل لديهم مقارنة بمن مارسوا بشكل مستقل أو مع الشريك عملية الاستمناء. وكان تأثير الضغط النفسي على القلب أوضح لدى من لم يمارسوا مطلقاً أي نشاط جنسي.
وعزا الباحثون السبب بإجراء تحاليل الدم الى ارتفاع إفراز الجسم لهرمون أوكسيتيسون الذي تفرزه في الجسم الغدة النخامية في الدماغ، لأن التأثير المهدئ للممارسة الجنسية على ارتفاع قدرة مواجهة الضغط النفسي استمر أسبوعاً، وليس مؤقتاً بسبب بلوغ هزة الجماع فقط.
من جانب آخر أوضح الدكتور برودي والدكتور تيلمان كيرغر من زيورخ بسويسرا في نفس المجلة العلمية جانباً آخر من التأثيرات الهرمونية الآنية للجماع، وهو محاولة لتعليل عدم قدرة عضو الرجل على معاودة الانتصاب بعد الجماع مباشرة، وتتطلب الأمر مدة زمنية، وعلاقة كل هذا بالرضا والراحة النفسية في الجماع دون الاستمناء. الذي وجده الباحثون هو أن إفراز الجسم بعد الجماع الطبيعي، لدى الرجل و لدى المرأة هرمون برولاكتين أو هرمون الحليب بكمية تتجاوز 400% من نسبته الطبيعية في الدم مقارنة بما يفرزه الجسم حال الاستمناء وحده عند مشاهدة الأفلام الإباحية على حد وصف الباحثين. وهذا الارتفاع الطبيعي في نسبة الهرمون يؤثر من جهتين، الأولى عدم القدرة على تحقيق الانتصاب، وزيادة الإحساس النفسي بالراحة والرضا لأنه يضاد ويقاوم في المفعول ارتفاع مركب دوبامين الذي يفرز أيضاً في الدماغ أثناء الجماع أو الإثارة الجنسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.