أفادت مصادر أمنية أن قوات الأمن اليمنية في محافظة مأرب، شرق العاصمة صنعاء، تلاحق حالياً عديدا من المطلوبين أمنياً من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في المحافظة بعد توارد معلومات بأنهم يستعدون لتنفيذ عمليات إرهابية في عدة مناطق رئيسية في البلاد. وأكدت مصادر أمنية مطلعة أن السلطات الأمنية اليمنية كثفت أخيراً من إجراءاتها المشددة لتعقب خلية إرهابية مشتبه بانتمائهم لما يسمى بتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، الذي يتخذ من الأراضي اليمنية مقرا له ، خاصة في مدينة مأرب القبلية التي جاء منها الانتحاري الذي حاول اغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي أواخر أغسطس (آب) الماضي، المدعو عبد الله بن حسن بن طالع عسيري. ونقلت "الاقتصادية" عن مصادرها: أن الأجهزة الأمنية استحدثت عدداً من نقاط التفتيش على مداخل ومخارج محور محافظات مأرب - الجوف - شبوة الذي يعتقد أن قيادات القاعدة متواجدة في تلك المحافظات بغية القبض على تلك العناصر الإرهابية التي وصلت معلومات تؤكد تخطيطها لتنفيذ عمليات إرهابية في عدة مدن رئيسية في اليمن . وكانت مصادر رسمية يمنية قد اعترفت أن قيادة القاعدة التي يتزعمها اليمني ناصر الوحيشي « أبو بصير « كانت متواجدة في محافظة مأرب شرقي اليمن وتتضمن مجموعة كبيرة تضم جنسيات يمنية، سعودية، ليبية، مغربية، مصرية، وجزائرية، إلا أن التضييق الأمني أجبرها على الفرار إلى محافظات أخرى، وتتنقل حالياً بين مأربوشبوة وأبين والجوف.ويراوح عدد الذين تم القبض عليهم من 30 إلى 40 عنصرا منهم في عمليات تعقب خلال الأشهر الماضية من العام الجاري 2009 ، كان المطلوب في قائمة ال 85 السعودي عبد الرحمن محمد الحربي، الذي سلمته السلطات الأمنية اليمنية لنظيرتها السعودية في آذار (مارس) الماضي . وسبق للرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن طالب في نيسان (أبريل) الماضي وجهاء وأعيان ثلاث محافظات يمنية بينها محافظة مأرب بتسليم قيادات القاعدة في تلك المحافظات، وحذر من أن حملة عسكرية ستطولهم في حالة عدم تسليمهم للسلطات الأمنية . يأتي شن السلطات الأمنية اليمنية حملة التعقب لعناصر من تنظيم القاعدة في الوقت الذي أبدى فيه مسؤولون أمريكيون وخبراء ومحللون دوليون وعرب مخاوفهم من تمركز القاعدة في اليمن.وقال مايكل لايتر مديرالمركز الوطني لمكافحة الإرهاب في واشنطن إن تنظيم « القاعدة « مني بنكسات نتيجة الضغوط الأمريكية، إلا أن وجوده في اليمن يهدد بتحويل ذلك البلد إلى قاعدة خطيرة للتدريب والتخطيط لهجمات. وأضاف لايتر في جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي عقدت أخيراً أنه تم إضعاف التنظيم بشكل متواصل منذ 11 أيلول (سبتمبر) 2001 حيث أصبح ملاذه في شمال غرب باكستان أصغر وأقل أمناً، لكنه أضاف أن الجماعات المرتبطة ب «القاعدة» في المنطقة تشكل تهديداً متزايداً، مستشهداً على ذلك بفرعها في اليمن الذي يشكل «مصدر قلق حقيقي». ويشعر مسؤولون أمريكيون بالقلق من أن التنظيم بدأ يثبت أقدامه بشكل خطير في اليمن.