يتأهب نحو 30 طفلا وطفلة من الفئة الاشد فقرا بتعز الى العودة الى مدارسهم التي كانوا قد تسربوا منها العام الماضي بعد تلقيهم جرعة تدريبية وتعليمية من قبل متطوعين ينتمون الى المركز الوطني الثقافي للشباب استمرت لمدة خمسة ايام، تلقوا خلالها معارف في القراءة والكتابة والرسم والنحت اضافة الى دروس في التنمية البشرية حول فن التعامل والنظافة والقدرات الشخصية والثقة بالذات. وقال عبد الله عبد الاله سلام- مدير المركز الوطني الثقافي للشباب بتعز- ل"نبأ نيوز": ان الدورة التعليمية والتثقيفية التي استهدفت اطفال المهمشين في المدينة السكنية الكائنة في منطقة البعرارة مديرية المظفر هدفت الى اعادتهم الى مدراسهم التي كانوا قد تسربوا منها في وقت من الاوقات لاسباب مختلفة منها الفقر والموروث الاجتماعي. ونوه الى ان تلك المبادرة الجديدة تفذت بالتعاون مع منظمة chf الدولية خاصة بعد الحملة السابقة التي استهدفت المهمشين من خلال تسليط الضؤ الاعلامي عليهم ونشر وتبنى قضاياهم ومشاكلهم المختلفة. وقال سلام: ان تاثير البرامج على فئة المهمشين ستظل محدودة ان لم يكن هناك تكاتف وعمل جماعي او فردي يستهدف هذه الفئة التي تعد الاشد فقرا في المجتمع, معتبرا ان الجمعيات الخاصة بالفئة المهمشة لن تقوم بواجبها على اكمل وجه مالم تقوم المنظمات الكبيرة بالتعاون معها ومساعدتها في هذا المجال, مؤكدا ان قضية التسرب الدراسي قضية عامة في الشأن التعليمي لكنها اكثر بروزا في فئة المهمشين وذلك يرجع لعامل الفقر والنظرة الدونية التي يتعامل بها المجتمع تجاه هذه الفئة. من ناحيته، قال منصور المخلافي الامين العام للمجلس المحلي لمديرية المظفر خلال افتتاحه معرض الرسومات والنحت التي نفذها المشاركون من الاطفال المهمشون خلال الدورة ان هناك تغيير وتطور في مستوى الفئة المهمشة من الناحية الاجتمعية، وهذا يلاحظ من خلال ابداعات طلاب وطالبات هذه الفئة التي هي بحاجة الى دعم مستمر حتى تاخذ فرصتها كاملة. ولفت الى ان المجلس المحلي بالمديرية ممثلا بمكتب التربية وجه بتقديم كافة التسهيلات لهذه الفئة باعتبارها اشد الفئات فقرا في المجتمع. واضاف: ان هذه التسهيلات تتمثل في الغاء رسوم السجيل والكتب تشجيعا لهم لممارسة حقهم في التعليم, داعيا رجال المال والاعمال الى تقديم المساعدة لهذه الفئة حتى تستطيع الانخراط في كافة مجالات الحياة. ورداً على سؤال عن تسرب العديد من طلاب الفئة المهمشة من التعليم بسبب لعنة اللفظ التي تطاردهم (خادم)، قال المخلافي: ان ذلك موروث اجتماعي قد يستغرق وقت لمحوه من الاذهان, نافيا في الوقت نفسه ان يكون المدرسين الذين امتنعوا عن التريس في مدرسة 14 اكتوبر الكائنة في مدينة المهمشين بالبعرارة سببه عنصري. وقال: ان النظافة والمظهر لدى طلاب هذه الفئة هو السبب الحقيقي الذي جعل بعض المدرسين ينفرون منهم , مطالبا اسرهم الاهتمام بتنظيف ابنائهم حتى يتمكنوا من مخالطة الطلاب والمدرسين في المدارس, محملا الاعلام والمجتمع مسئولية التوعية والتثقيف في هذا الشان حتى تتحقق فكرة الدمج بالشكل المطلوب. واشار الى ان المدن السكنية الخاصة بالمهمشين بتعز لم تكن مقصورة عليهم فقط بل هي لكل السكان الذين كانت مساكنهم واقعة على السوائل التي استهدفها مشروع حماية مدينة تعز من كوارث السيول. اما عادل العليمي مدير مكتب التربية بالمظفر، فقد اشاد بمواهب طلاب وطالبات الفئة المهمشة بتعز التي قال انها بحاجة لى مزيد من الدعم والتشجيع وان يكون لك بصفة مستمرة لا بشكل موسمي, مقدما شكره للمركز الوطني الثقافي للشباب على مبادرته الطيبة التي تهدف الى المساعدة في تحقيق دمج هذه الفئة مع المجتمع. في حين قال وليد احمد عقلان - مدرس في مدرسة 14 اكتوبر بمدينة المهمشين ان هؤلاء الطلاب مثلهم مثل غيرهم يملكون الموهبة ولديهم الابداع ولكن هم بحاجة الى دعم حقيقي من الجهات الرسمية, مبديا اسفه من امتناع بعض المدرسين عن التدريس في مدارس المهمشين، وقال: للاسف الشديد العام الدراسي الماضي انتهى بدون منهج دراسي ولا مدرسين حيث تم ارسال اربعة مدرسين اثنين منهم يعانيان من مرض نفسي ما اضطرينا معه الى الاستعانة بمدرسة متطوعة طيلة العام الدراسي واما العام الحالي فقد تم ارسال 11 مدرس الى المدرسة لم يصل منهم غير اربعة فقط والبقية امتنعوا عن الحضور , مطلبا مكتب التربية بالمحافظة القيام بدوره تجاه هذه الفئة المحرومة من التعليم. هذا وقد تم في ختام الدورة تكريم الاطفال المشاركين بالمستلزمات المدرسية والشهادات التقديرية.