أكدت مصادر "نبأ نيوز" أن مئات العناصر الحوثية تستعد حالياً لشن هجوم "نوعي" على منطقة نجران السعودية المحاذية لصعدة، وأن استعدادات جارية على قدم وساق، في تحدٍ سافر لكل التعزيزات والتحصينات التي أقامتها القوات السعودية على امتداد الشريط الحدودي. مصادر قبلية في الجوف كشفت ل"نبأ نيوز" أن أكثر من 200 مسلح من العناصر الحوثية موجودون حالياً على مقربة من الحدود السعودية، وقالت: أن هؤلاء المسلحين بدأوا بالتسلل فرادا إلى هذه المناطق منذ أسبوع تقريباً، قبل أن تبدأ القوات الأمنية بخطة الانتشار وإغلاق مدينة الجوف. وأضافت: أن الحوثيين ما زالوا يواصلون التسلل من خلال "طرقهم الخاصة" التي تجهلها القوات الأمنية، ويتجمعون في أماكن مختلفة من مديرية "خبت والشغف"، استعداداً لشن هجومهم على نجران. ورداً على سؤال "نبأ نيوز" حول سبب إصرار الحوثيين على مهاجمة نجران، أكدت المصادر نقلاً عن عناصر حوثية بأنهم يعولون على طائفة "الاسماعيليين"- وهم إحدى فرق الشيعة، ويشكلون السواد الأعظم من سكان نجران- بأنهم سيقفون معهم ضد القوات السعودية "لأنهم لديهم خلافات مع السلطة"، ولأن السلطة تحاربهم، وخاضت معركة ضدهم في عام 2000م وقتلت واعتقلت كثيراً منهم.. ويومها ساعدهم اليمنيون.. على حد ما تدعيه وتروج له العناصر الحوثية.. وأبدت المصادر القبلية قلقها من أن عناصراً حوثية ربما تسللت إلى نجران في الفترات السابقة، مشيرة إلى أن حدود نجران مع اليمن ظلت منذ بدء الحرب وحتى قبل فترة قصيرة لا تتجاوز الأسبوعين مفتوحة وليس فيها سوى النقاط المتعارف عليها لقوات حرس الحدود. وكانت السلطات السعودية عززت في وقت سابق تواجدها الأمني على امتداد حدود نجران بوحدات عسكرية إضافية بجانب قوات شعبية من القبائل التي تطوعت لحماية الحدود أبان حادث الاشتباك المسلح الذي وقع مع مجموعة حوثية حاولت التسلل.. كما قامت مؤخراً بمد الأسلاك الشائكة على الحدود لإعاقة أي محاولات جديدة للتسلل.. إلاّ أن أحداً لا يعلم إن كان ذلك الحادث هو المحاولة الأولى للحوثيين، أم سبقتها محاولات ناجحة. جدير بالذكر، أن ما ورد على لسان الحوثيين حول علاقة الاسماعيليين في نجران مع السلطة قد يكون صحيحاً، ولكن فقط للفترة ما قبل نوفمبر 2008م.. إذ أن تلك الفترة شهدت العديد من الصدامات بين الاسماعيليين والأمير "مشعل بن سعود"، وساد توتر شديد لعدة أعوام، إلاّ أن الملك عبد الله بن عبد العزيز بادر إلى تدارك الأمور قبل خروجها من اليد، فأصدر في نوفمبر 2008م أمر ملكي بإعفاء "مشعل بن سعود" وتعيين نجله الأمير "مشعل بن عبد الله" أميرا على منطقة نجران.. وقد أبدى أتباع الطائفة الإسماعيلية إرتياحاً كبيراً لهذا التغيير، وأصدروا يومها بياناً قالوا فيه: (أننا نؤكد للجميع ولكل من يشكك في أن هناك نية خالصة لوضع النقط على الحروف أو الحروف تحت النقط للوقوف أمام كل التحديات الناشبة، والتي أفتعلها ولا زال يفتعلها أعداء هذا الوطن الحقيقيين، بأن دولتنا العزيزة لا تدخر جهداً في عمل كل ما يصلح لهذه البلاد الطاهرة ولشعبها الكرام بصفة عامة ولمنطقة نجران بصفة خاصة.. كما وأن أبناء نجران كانوا ولا زالوا أهل وفاء وأهل عهد وشرف وهم لهذه البلاد منذُ توحيدها على يد المغفور له بأذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود جنود أهل كرّ وفرّ ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبلوا المساومة على أمن واستقرار بلادهم مهما كانت الأسباب والدوافع كيف لا والدولة تعني لهم الشرف المقدس بعد شرف العقيدة والولاء الصادق). وقد عمل الأمير مشعل بن عبد الله منذ توليه إمارة نجران على إصلاح النفوس، وإعادة ترتيب أوضاع الاسماعيليين، وإدماجهم في الحياة السياسية، وتذويب الكثير من مخلفات الماضي...