بعد ساعتين فقط من نشر أنباء حول إرسال مدربين أمريكيين لليمن، أصدر عبد الملك الحوثي- زعيم التمرد بصعدة- بياناً اتهم فيه الطيران الأمريكي بالمشاركة في القصف على مناطق محافظة صعده خلال هذين اليومين. وقال البيان الذي بثه المكتب الناطق باسمه: أن القصف الأمريكي يتركز على (شمال وشرق مدينة ضحيان، وطَخية، ويَسنم) وبغارات جوية مكثفة من بداية المساء وحتى الفجر، وبطيران حديث وقنابل كبيرة جداً، وبالاستعانة بالقمار الصناعية. وأضاف: أن الطيران الأمريكي شن مساء أمس أكثر من (20) غارة جوية على مختلف المناطق الشمالية في (محافظة صعده) وواصل تحليقه على المنطقة حتى الفجر.. كما شن أكثر من (28) غارة جوية (منطقة تِهَامة، ومديرية رَازِح، ومديرية شِدا، والضَيعَة ومديرية مُنَبَّه ومديرية غَمَر). رأي نبأ نيوز: حاول عبد الملك الحوثي طوال الفترة الماضية اللعب بورقة "الاعتداء السعودي على السيادة الوطنية اليمنية"، وأصدر بيانات استغاث بها باسم "الدفاع عن سيادة اليمن ضد العدوان السعودي". وفي الفترة الأخيرة كثف الحوثي بياناته التي تتحدث عن عمليات سعودية ومجازر ضد أبناء صعده، حتى أنه لم يعد يذكر الجيش اليمني كي يوحي للرأي العام بأن الحرب بين الحوثيين والسعوديين فقط.. وكان يعول على ذلك في كسب تأييد شعبي وتأليب الساحة اليمنية ضد السعودية، فأما يضغطوا على السلطة لوقف الحرب وأما يندفعوا للقتال في صفوفه.. لكن ورقة الرهان على السعودية احترقت، ولم يجن منها شيئاً.. فلم يجد بداً هذه المرة من اللعب بورقة أمريكا ليضرب عصفورين بحجر.. الأول- يوثق علاقته بتنظيم القاعدة التي هي الأخرى تذبح المسلمين باسم العداء لأمريكا. وثانياً- لأن هناك كراهية عامة في العالم الإسلامي لأمريكا جراء جرائمها بحق المسلمين في بقاع عديدة. وثالثاً- لأن الشبهات تنامت في الآونة الأخيرة حول ارتباطاته بأمريكا، وحصوله على معلومات إستخبارية منها تساعده في اختيار الأهداف التي يضربها.. ورابعاً لأنه من غير المعقول أن يواصل قتل آلاف المسلمين، وتشريد عشرات الآلاف وهو شعاره (الموت لأمريكا) وحتى اليوم لم يسمعه أحد حتى يشتم أمريكا.. وبالتالي فإن هذا السيناريو قد يقنع بعض المغفلين بأن هناك فعلا عداء بين أمريكا والحوثيين.. وأخيراً الحوثي يريد الإيحاء للرأي العام بأنه ما زال قوياً ويخيف حتى القوى الكبرى..!!