نظم همج الحراك الانفصالي بالضالع صباح اليوم الخميس مظاهرة شارك فيها زهاء 300 شخصاً- أغلبهم من الصبيان المراهقين، ورفع المشاركون فيها أعلاماً تشطيرية، وصور علي سالم البيض، زعيم مجزرة 13 يناير 1986م، مرددين شعارات تدعو الى الانفصال المذهبي، وتحرير الجنوب من ابناء المذهب الزيدي، في بادرة تعد الأخطر من نوعها على طريق مؤامرات تمزيق اليمن. وأفاد مراسل "نبأ نيوز" في الضالع، أن المظاهرة التي غاب عنها جميع قيادات الحراك بمدينة الضالع، شارك فيها قادة الحراك من قرى (المركولة العباري وحبيل السوق والحود وذخار خوبر ذي يحرا والدمنة)، وغلب عليها الحضور الصبياني من المراهقين الصغار، وطافت الشوارع الرئيسة، دونما اعتراض من السلطات الأمنية التي وقفت في أطراف المدينة. وقد هتف المتظاهرون بشعارات تقول: (الزيدي لازم يرحل، مافيش معنا غيره حل).. و(يا زيدي صبرك صبرك، أمريكا تحفر قبرك).. و(براع يا استعمار، سلميا ولا بالنار).. و(لا دحباشي بعد اليوم).. الخ.. وهو ما عدّه المراقبون بأنه تأكيد لصحة إدعاءات السلطة بأن هدف الحراك ليس حقوقي وإنما تمزيق اليمن، رغم أن أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) تعرض ذلك الادعاء وتعتبر أعمال العنف التي يمارسها الحراك، وهذه الدعوات للانفصال المذهبي هي (حراك سلمي) في حدود ما تكفله الديمقراطية، وتستنكر قمع مثل هذه التظاهرات.
وفي تصريح ل"نبأ نيوز"، عزت مصادر في حراك الضالع عزوف قيادات الحراك عن المشاركة، وغلبة المشاركة الصبيانية الى الخلافات الحادة التي تشهدها فصائل الحراك، خاصة بعد تأزم علاقات صلاح الشنفرة مع طارق الفضلي على خلفية ما تسبب به الفضلي للحراك من إحراج جراء احتضانه خلايا تنظيم القاعدة، التي احتوت الحراك في أبين على وجه الخصوص، وتسببت في إطلاق يد السلطة لاستخدام القوة. وتوقعت المصادر أن تثير الشعارات المذهبية الداعية للانفصال المذهبي الى جانب الانفصال المناطقي مزيداً من الانشقاقات في أوساط الحراك، مؤكدة أن خروج الحراك عن مسار العمل السلمي الى التصفيات الدموية على نحو واسع، وظهور العصبيات المناطقية بين الانفصاليين أنفسهم، والتحالفات المتعددة والمتقاطعة في توجهاتها، كلها أسهمت في قصم ظهر الحراك، ودفعت العديد من الشخصيات الى نبذه، بل والى التعاون مع السلطة من أجل القضاء عليه. جدير بالذكر أن الحراك الانفصالي الجنوبي يعد من أهم الحلفاء الاستراتيجيين للتمرد الحوثي "الزيدي"، وهو ما سيضع عشرات علامات الاستفهام حول طبيعة هذا التحالف إن كان الحراك يتبنى الدعوة الى طرد "الزيود" من الجنوب..!! وبما يؤكد أنه تحالف على تمزيق اليمن ليس إلاّ..