بعد القبضه الامنيه الفولاذيه لم يعد امام الحراك الانفصالي الا ان اقاموا مهرجانهم في مكب القمامه وكانت المسيره لا تظم اي قايد حراكي فقد تواروا عن الانظار وكانت المسيره جلها من الصبيان والفتيان المراهقين المغرر بهم فتحيه الى امن الضالع والقياده التنفيذيه على هذه الوقفه الوطنيه الشريفه خرج صباح اليوم السبت مئات المتظاهرين في مدينة الضالع، ومثلهم في ردفان، مرددين شعارات انفصالية، ورافعين أعلام تشطيرية ورايات خضراء، فيما سجلت الأجهزة الأمنية حضوراً كثيفاً طوقت به الشوارع والمنافذ، وأجبرت المتظاهرين على التقوقع في ميادين محددة، وهي المرة الأولى التي تدخل فيها قوات الأمن الى المناطق الداخلية للمدن، وتبسط سيطرتها الكاملة على كل شبر منها، بعد أن كانت تقف في أطرافها، فتعيث فلول الهمج تخريباً بها.
ففي مدينة الضالع، قدم المتظاهرون- الذين يؤلف الصبيان منهم أكثر من النصف- سيراً على الأقدام إلى ملعب "الصمود"، غير أنهم بعد ساعة من ذلك قرروا إلغاء المهرجان بسبب الكثافة الأمنية، وخرجوا إلى الشوارع، لكنهم سرعان ماعادوا مهرولين للاحتماء داخل الملعب بعد توارد أنباء عن قيام أجهزة الأمن باطلاق النار في طرف المدينة على عصابة مسلحة من همج الحراك حاولت اقتحامها، واعتقال افرادها.. دون حدوث أي إصابات.
وفي ردفان، فإن المشهد استنسخ نفسه، فقد لجمت الأجهزة الأمنية جماح عناصر الحراك وأجبرتها على التقوقع في ساحة "المنصة"، التي اقامت مهرجانها فيها، وألقى خلالها ناصر الخبجي كلمة أعلن فيها اصرارهم على "الانفصال"، وتوعد خلالها دول الخليج في حال قدمت أي دعم لليمن تحت مسمى مكافحة الارهاب، واعتبر أي دعم لمكافحة الارهاب هو بمثابة حرب الجنوب، قائلاً ما نصه: (ان التفكير بمساعده نظام الاحتلال، ودعمه للحرب ضد الارهاب، فذلك يعني الحرب ضد الجنوب، فانتم ترتكبوا اكبر خطأ عرفته البشريه، لان ذلك الدعم والمساعده سوف يستخدم لضرب مصالحكم واباده شعب الجنوب).. في أول اعتراف صريح بأن الحراك هو مصدر الارهاب الحقيقي في اليمن.
وواصل الخبجي إطلاق تهديداته لدول الخليج قائلاً: (الاخوه المشاركون في مؤتمر الرياض، فاذا اردتم تفادي الكارثه والمخاطر على المنطقه والشأن الدولي فعليكم الوقوف الى جانب شعبنا الجنوبي بدعم نضاله السلمي الحضاري من اجل التحرر والاستقلال وفك الارتباط)..
هذا ويجد مراسلو "نبأ نيوز" صعوبة بالغة في نقل الأخبار، نظراً لانقطاع الاتصالات والمواصلات داخل تلك المدن، الأمر الذي اضطرهم الى التنقل على دراجة نارية الى مدينة قعطبة التي نقلوا منها هذه الانباء.. غير أنهم أكدوا أن القوات الأمنية تبسط سيطرتها الكاملة على كل شبر من الأرض، وأن صلاحيات واسعة منحتها الداخلية لقادة الوحدات في الضرب بيد من فولاذ على كل من يحاول العبث والخروج عن القانون، وهو ما أصاب الحراك بمقتل لدرجة أنهم اضطروا للتجمع في مكب للقمامة- كما تظهر الصور أمامكم