لن تكون مجموعات الشغب والهوليغانز وحدها مهددة من الشرطة الألمانية خلال شهر «المونديال» المقبل، لكن الزائرين الذين يجدون متعة في تقليد أجزاء من التاريخ الألماني البغيض، المتمثل في الحكم النازي قبل أكثر من 60 عاماً، كالتحية النازية والمشية العسكرية الشهيرة ووضع الأصبع على الفم كشاربي الزعيم النازي أدولف هتلر، سيعرضهم إلى عقوبات. وستكون عقوبة اقتباس أي مظهر من مظاهر الحكم النازي السجن أسبوعين بعد الاستدعاء أمام قاض في غضون 24 ساعة من الفعل، وإذا اتضح أن الفعلة كانت بهدف التحريض على الكره، فإن العقوبة ستصل إلى 3 سنوات. وحتى ارتداء خوذة لحماية الرأس سيعد سخرية واستهزاء بتاريخ الألمان وسيعرض صاحبه إلى عقوبة السجن، كونه قلد الجنود النازيين، ما يعكس حساسية مفرطة من الألمان تجاه التاريخ الدموي الذي عاشته البلاد. ويعتبر قائد الأمن الألماني خلال شهر «المونديال» هاوبتمانل أن «اقتباس المظاهر النازية لن ينظر إليه على أنه أمور مسلية، لأننا نبغض تلك الفترة من تاريخنا، ولن نتحمل من أي زائر أن يذكرنا بها، ولذلك سنكون أقسى على الزائرين الذين يعيدون التذكير بها». وتشتهر مدينة نورنمبيرغ بأنها مدينة التسامح والحقوق الإنسانية بعدما سوتها طائرات التحالف بالأرض، كونها كانت مركز القوات النازية، واليوم أصبحت أكثر المدن الألمانية حساسية تجاه كل ما يذكر بالتاريخ النازي، ونشر مسؤولوها نحو 30 ألف كاميرا مراقبة في كل أرجائها ومركز مراقبة بكلفة نحو مليوني يورو وبآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا، مرتبطاً بجهاز أمني للتدخل السريع، يسمى «فريق النزع» يتمتع بقدرات كبيرة، والذي ستصله صور المشاغبين والمخالفين ليقلعهم من أماكنهم وينزعهم من مجموعتهم في غضون ثوان معدودة. وبنيت 230 زنزانة جديدة للتوقيف السريع منتشرة حول المدينة، وحتى استاد المدينة الرئيس يحوي عدداً من الزنازين.