في الماضي القريب كانت الامتحانات في المدارس الأساسية تجري على تفاوت بسيط فيما بينها من حيث البداية والنهاية وفترة مكثها على صدور الطلاب.. ولكن حلت عليها نقمة المركزية في زمن التعددية فجعلت منها موحدة رغم بعض المخالفات هنا وهناك إما لسبب أو غيره. بالنسبة إلي فقد مررت على هذه المرحلة، وكل ما وضعت علينا جداول الامتحانات كانت نسبية نوعاً ما تراعي الطالب في توزيع المواد الدراسية على أيام الاختبارات لأن المدرسة تحس بالطالب أكثر من غيرها، فمن يجلس على الكرسي الوثير ليس كمن يجلس على كرسي الخشب!! دارت الأيام وانتهت الأساسية ووصلت إلى ربوع الثانوية لنجدها تقريباً تمشي على نفس الطراز الأول، اللهم إلا من الامتحانات النهائية للصف الثالث فهي مركزية لا محالة وهو شي لا غبار عليه.. توسعت الآفاق ودرجت أدراج التعليم العالي ودخلت الكلية التي طالما سمعت عنها هالة من المديح الديمقراطي والحرية التعليمية، فالكل يختار تخصصه وفق رغبته على غرار ما سبق حيث كانت ترص أحد عشر مادة معا في الصف الأول الثانوي غصباً عن أنف الطالب شاء أم أبى. ولما قاربت أيام الفصل الأول (التيرم الأول) على المشيب حتى سمعنا عن إمكانية وضع كل قسم من الأقسام جدوله الامتحاني بنفسه وفقا وما لديه من مواد على اختلاف درجتها.. فوضع البعض- ولا أقول الكل- جداولهم ورفعت إلى رؤساء الأقسام، لكن ما وجدناه في ذلك اليوم الكئيب كان صفعة في الوجه من حيث لم نتصور فقد رصت علينا المواد الأساسية في الأسبوع الأول وجعلت يوما بيوم، وبقيت المواد الفرعية ترتع في فسحة الوقت مابين يومين وثلاثة أيام بين كل واحدة منها.. فمن يتذكر المواد الأساسية يعرف أنها مواد مركزة وذات أولوية قصوى لدى الطالب.. وبذلك لن تسنح الفرصة لنيل الوقت الكافي لاستذكارها، رغم أن المراجعة الأولية لها أهميتها، ولكن بين عشية وضحاها لن يستطيع الطالب قراءة على الأقل مائة وعشرين صفحة من صفحات ملزمة تلك المادة بصرف النظر عن التمارين والمسائل.. هذا على سبيل القراءة أما من أراد مناقشة موضوع مع أحد فحدث ولا حرج!! إن من وضع جدول الامتحانات بهذه الطريقة المناكفة للعملية التعليمية ينم ذلك فيه عن أحد أمرين : إما أنه فعلها عن قصد، أو عن جهل بما هي أولويات كل تخصص ومواده الأساسية وذات الأهمية أكثر من غيرها.. فمن مر عليه الأسبوع الأول على خير فبشرى له وإن كان على غير ذلك فالله كفيله!! كما نتمنى أن لا تتكرر هذه الأفاعيل في قادم الأيام نظرا لحجم السخط الطلابي الذي رافق عملية وضع الجدول على لوحة الإعلانات.. ومما يجدر ذكره أن بعض الاعتراضات قدمت إلى المختصين، ولكن هيهات فهو محتوم ولا يبدل القول فيه!!