في مفاجأة غير محسوبة، قلب الحوثيون طاولة الحرب في اللحظة الأخيرة التي يتجرعون فيها سكرات الموت الزؤام، وأعلن متحدث بلسان قيادة التمرد الحوثي أن الحوثيين بصدد عقد تحالفات سياسية مع حزب الاصلاح- تنظيم الاخوان المسلمين في اليمن- وبقية الأحزاب المعارضة "على أساس الاحترام المتبادل ولما فيه خدمة اليمن بشكل عام"، مؤكداً أن الترتيبات الآن جارية على هذا الصعيد. وقال المصدر- في تصريح نشره الموقع الناطق بلسان التمرد (صعده أونلاين): "إن قناعة كل الأطراف أن حماية البلد والتوحد في مواجهة التحديات أصبح أمر واجب الأهمية، وذلك من الهيمنة والتسلط والاستبداد والإستغلال السياسي والعسكري التي تمارسها سلطة صنعاء"، مؤكداً: "أن الرؤى والأطروحات أصبحت أقرب بكثير في عقد تحالفات كثيرة، خاصة بعد أن حصلت قناعة مؤكده على ضرورة التوحد في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية". وأضاف المصدر: "إن وجهات النظر الثقافية والفكرية لن تكون عائقا في هذا التحالف كونه يأتي في إطار الأهم فالأهم ولا أهم في هذه المرحلة من مواجهة التحديات والمؤامرات والمخططات التي تواجه البلد تحت مسميات كثيرة أبرزها مساعدته في الحرب على الإرهاب"، مضيفاً: "إن الإحترام المتبادل والحفاظ على مشاعر الإخاء والمودة بين أبناء المسلمين أصبحت حضارة، فكيف بأبناء البلد الواحد"! وتابع: "إن حزب الإصلاح واللقاء المشترك يمتلك منظورة لا بأس بها تأتي في مشروع الإنقاذ الوطني الذي سبق للجماعة أن رحبت به، وبالإنطواء تحت هذا المشروع الذي وصفه بالحل الأنسب الذي يمكن أن يصلح أوضاع البلد في هذه المرحلة كونه عالج القضايا ولمس أوجاع اليمن في الجنوب والشمال والوسط"، كاشفاً عن "ترتيبات تجري فيما بينهم وبين هذه المؤسسات". وقال: "أن هناك تقارب كبير في وجهات النظر حول أكثر وأبرز القضايا التي يعاني البلد منها".. وفي أول ردة فعل، قال متحدثبلسان الحزب الحاكم في اليمن – المؤتمر الشعبي العام- أن تلك الصلة الوثيقة "عززت القناعات الراسخة بأن هذه الأطراف جميعها قد ألتقت عند هدف واحد وغاية واحدة هي الزج بالوطن إلى منزلقات الفتنة والصراع وعدم الاستقرار وإعاقة جهوده في البناء والتنمية والتقدم.." وأضاف المصدر: "ها هي الحقائق تبرز جليّة أمام أبناء شعبنا، وتتضح حقيقة تلك المواقف المثيرة للتساؤل والريبة والخطاب الإعلامي والسياسي لتلك الأحزاب التي ظلت أحزاب اللقاء المشترك تتماهى فيه مع العناصر الإرهابية الحوثية الأمامية الحالمة بإعادة عجلة التاريخ في الوطن للوراء والمتربصة للانقضاض على منجز الثورة والجمهورية، وحيث وجدت تلك العناصر الحوثية الأمامية المتخلفة دوماً نفسها ممثلة ضمن أحزاب اللقاء المشترك وعلى مستوى قياداتها، والتي جندت منابرها ووسائل إعلامها للدفاع عن تلك العناصر والترويج لأطروحاتها وتحميل الدولة ومؤسساتها الدستورية، وفي المقدمة القوات المسلحة والأمن مسئولية التصدي لتلك العناصر الإرهابية المتمردة الخارجة على النظام والدستور والتي عاثت في الأرض فساداً وظلت تقوم وماتزال بالاعتداء على المواطنين وقتلهم ونهب ممتلكاتهم وقطع الطرقات وتدمير المنشئات العامة والخاصة والإضرار بالأمن والسكينة العامة في محافظة صعده وإعاقة جهود البناء وإعادة الاعمار في المحافظة وعودة النازحين من المواطنين نتيجة الفتنة التي أشعلوها إلى قراهم آمنين مطمأنين.." وأكد المصدر: "إن ما عبرت عنه العناصر الإرهابية الحوثية مؤخراً من رغبتها في التحالف مع حزب التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان المسلمين" وأحزاب اللقاء المشترك إنما هو تحصيل حاصل، خاصة وهي أصبحت تشعر بأن نهايتها الحتمية قد قربت، وأن الهزائم تلاحقها في كل مكان، وأن ليس أمامها سوى التخلي عما أعلنته من تمرد مسلح وبالتالي فهي تبحث لها اليوم عن غطاء تحت ظل هذه الأحزاب المتحالفة معها منذ أن أشعلت فتنتها الحوثية وحيث ظنت أحزاب المشترك بأن انشغال أجهزة الدولة ومؤسساتها في مواجهة تلك الفتنة سوف يعطي هذه الأحزاب الفرصة لتحقيق مآربها في إثارة الفوضى وإيجاد مناخات عدم الاستقرار وعرقلة مسيرة البناء والتنمية وبالتالي الانقضاض على السلطة خارج إرادة الشعب المعبر عنها في صناديق الاقتراع بعد أن أدركت بأن لا أمل لديها في الديمقراطية والفوز بثقة الشعب في الانتخابات لأنه ظل ينفر منها ولا يمنحها ثقته بسبب سلوكياتها الطائشة ومواقفها غير المسؤولة وخطابها السياسي والإعلامي العقيم والممجوج الذي يفتقد لأي رؤية صائبة وخسّرها الكثير وألحق بها الهزائم المتتالية في كل الجولات الانتخابية البرلمانية والرئاسية والمحلية.." واختتم المصدر قائلاً: "ليس لنا من تعليق على ما قاله المصدر الحوثي المسؤول عن تحالف جماعته مع هذه الأحزاب الفاشلة، سوى تذكّر ذلك المثل القائل (لقد ألتم المتعوس على خايب الرجاء)"!!! وبحسب مصادر مطلعة ل"نبأ نيوز"، فإن تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن (الاصلاح) يتلقى نحو 40% من تمويلاته المالية الهائلة من المملكة العربية السعودية (مؤسسات دينية، وجمعيات خيرية، ورجال أعمال، وأمراء)، ثم تليها دولة الامارات العربية المتحدة التي تقدم نسبة مقاربة، تدفع الجزء الأعظم منها شخصية نسوية بارزة- تتحفظ "نبأ نيوز" على كشف هويتها- ثم تأتي الكويت بالمرتبة الثالثة.. وجميع هذه التمويلات تقدم كصدقات وتمويلات لمشاريع خيرية، يتم استغلال الجزء الأعظم منها في الأنشطة السياسية، وتنمية التجارة الشخصية لعدد كبير من قيادات التنظيم. ويعتبر تنظيم الأخوان المسلمين في اليمن جزء متفرع من التنظيم الرئيسي الذي كانت بداية نشأته في الكويت، بعد انشقاقه عن حركة الاخوان المسلمين المصرية، ثم انتقل الى جميع دول الخليج العربي، غير انه ظل يمثل منظومة واحدة في توجهاتها، وهو الأمر الذي- على ما يبدو- أثار قلق صنعاء من مخاوف أن يتخذه الحوثيون جسراً للعبور إلى كل عاصمة خليجية، في إطار مشروع لزعزعة الاستقرار السياسي لدول المنطقة، لصالح المشروع الشرق أوسطي الكبير الذي تتطلع من خلاله قوى عالمية إلى تفكيك المنطقة وإعادة تركيبها وفقاً لخارطة جديدة.