كشفت مصادر وثيقة الصلة ل"نبأ نيوز" أن توتراً يسود أجواء إتفاق وقف الحرب إثر تصاعد حدة الخلافات بين السلطات الحكومية اليمنية وبين المتمردين الحوثيين من جهة أولى، وبين السلطات السعودية والمتمردين من جهة ثانية، على خلفية إصرار الجانب الحكومي اليمني على نزع أسلحة الحوثيين بجميع أصنافها، ورفض الجانب السعودي إطلاق سراح المعتقلين الحوثيين قبل تسلم المحتجزين السعوديين. وافادت المصادر: أن قيادة الارهاب الحوثي ترفض تسليم الأسلحة للجنة التنفيذية المشكلة، وتصر على تسليم الأسلحة الثقيلة المنهوبة من الجيشين اليمني والسعودي فقط، والاحتفاظ ببقية الاسلحة، فيما يصر الجانب الحكومي اليمني على أن يقوم الحوثيون بتسليم جميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة التي بحوزتهم، والاحتفاظ بالبنادق الآلية فقط. وتؤكد المصادر بدء مفاوضات ومساعي حثيثة من قبل لجنة الوساطة واللجنة التنفيذية الرئيسية وعدد من كبار المشائخ في صعدة لمحاولة إحتواء الخلاف، والحيلولة دون توسعه ونسف السلام مرة أخرى، حيث تم طرح عدة خيارات للطرفين من قبل الوسطاء ويتم حالياً دراستها.. مشيرة إلى أن عدم توصل الطرفين الى تسوية بهذه الشأن خلال اليوم ينذر بتجدد المواجهات، وذلك لأن موضوع السلاح مرتبط بنزول الحوثيين من الجبال والمواقع التي يحتلونها، والذي يجب أن يبدأ بعد 72 ساعة من لحظة دخول قرار وقف اطلاق النار حيز التنفيذ. ونوهت المصادر أيضاً إلى أن اللجان المشكلة تقوم بدأت ايضاً مفاوضات بين عدد من القبائل في الجوف والملاحيظ في محاولة لتسوية خلافاتها، خاصة بعد انفجار المواجهات خلال يومي الخميس والجمعة بين قبيلة "آل صقر" من قبائل "الشولان" والمتمردين الحوثيين.. حيث تجد اللجان أن مهمة تسوية خلافات القبائل هي الحلقة الأصعب التي قد يواجهها اتفاق وقف اطلاق النار. كما كشفت المصادر أن خلافاً آخراً دار بين الحوثيين والسلطات السعودية على موضوع تسليم المحتجزين السعوديين، وعزت التراجع المفاجيء للحوثيين عن تسليمهم إلى مطالبة الحوثيين بعناصرهم المعتقلة لدى المملكة، والتي قالت وزارة الدفاع السعودية أن عددهم في حدود (1500) عنصراً، بينما يرى الحوثيون أنهم معنيون فقط بالتفاوض حول عناصرهم، وأن الرقم الذي ذكرته السلطات السعودية في معظمهم رعاة ومهربين وعمال اعتقلتهم المملكة خلال الحرب، وأن الحكومة اليمنية هي المعنية بهم- طبقاً لادعاءات الحوثيين. وتشير المصادر إلى أن التفاوض بهذا الشأن أحرز تقدماً خلال الساعات الماضية من نهار اليوم، مرجحة أن يتم حسم الخلاف في أي ساعة قادمة بعد إبداء السلطات السعودية عدم ممانعتها بإطلاق سراح جميع المعتقلين لديها، وتسليمهم للسلطات اليمنية حال وصول المحتجزين السعوديين الى أراضيها. وبين متفائل ومتشائم، ظلت كل الخيارات مفتوحة لحسابات الساعات القادمة، حيث أن مشاعر الغضب من قرار وقف الحرب، وإفلات فلول الارهاب الحوثي من القصاص الشرعي، ما زالت هي الأجواء التي تسود الساحة الشعبية التي تسببت لها هذه العناصر الارهابية بجراحات غائرة قد لا تندمل حتى بعد مرور سنوات.. فالحوثيون دمروا مدناً كاملة، وأعادوها الى القرون الوسطى، وقصموا ظهر الاقتصاد اليمنيي، ووأدوا كل أحلام الأجيال في المستقبل... والطامة الكبرى أنهم ليس لديهم أي مطالب..!!