بعض وسائل الاعلام تعيش حالة قطيعة مع المواطن والبعض يعمل على تأجيج الخلافات في أول فعالية له نظم فرع مؤسسة الثورة للصحافة والنشر بمحافظة حضرموت أمس الأول حلقة نقاش بعنوان «دور وسائل الاعلام تجاه قضايا المجتمع» ويأتي تنظيمها إيماناً من المؤسسة بما للاعلام من أهمية في خدمة المجتمع وقضاياه. في البداية رحب الأخ الزميل/يحيى سنان البعيثي- نائب مدير عام الفرع بالاخوة الحاضرين وفي مقدمتهم الاستاذ الدكتور/عبدالله عيضة باحشوان- نائب رئيس جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا والدكتور/ عبدالله الخلاقي- أمين عام جامعة حضرموت والاستاذ/صالح باعامر- مدير عام مكتب الثقافة والاستاذ/علي باقي- مدير عام الاعلام بالمحافظة، وعدد من رؤساء تحرير الصحف الحزبية والأهلية بالمحافظة وصحفيين وإعلاميين ومهتمين بالجانب الاعلامي، وأشار في كلمته الى الدور الذي تلعبه وسائل الاعلام في الحياة ومدى أهميتها في التوعية والثقافة منبهاً الى أن بعض وسائل الاعلام تعيش حالة قطيعة مع المواطن والبعض الآخر يعمل على تأجيج الخلافات بين أبناء الوطن، متسائلاً عن كيفية تمكين الاعلام ليغوص في أعماق المجتمع، متناولاً كلما يدور في أوساطه ليتنبأ بأي مشكلة ومعالجتها قبل استفحالها، وكيفية هذه الوسائل الاعلامية عن المخاطر المحدقة واستشراف المستقبل بروح منطلقة إلى الآفاق مساهمة في عملية التنمية والتحديث دون تهويل أو مبالغة. واختتم كلمته بالتنويه إلى ضرورة الاستفادة من وسائل الاعلام دون الإضرار بالوطن والمواطن، ودون إعاقة عملية التنمية، دون الهدم. طالباً أن تثار مثل هذه القضايا من خلال الحوار والمناقشة. الثقافة والاعلام كانت الكلمة الأولى للاستاذ/صالح باعامر- مدير عام مكتب الثقافة بالمحافظة مؤكداً أن الاعلام في حضرموت آخذ بالتطور لكن يشوبه الكثير من الاخفاقات وخاصة في ظل تطور الاعلام عموماً، وبيّن أن أهمية الاعلام تكمن في صناعة الرأي العام وتحديد اتجاهاته الفكرية وتأكيداً على ذلك فإن لهذه الوسائل دوراً مهماً في حياة الأوطان. وأكد على ضرورة إيجاد سياسة واستراتيجية إعلامية لمواجهة التحديات ومواكبة التطورات خصوصاً في ظل ما يسمى بالفضاء المفتوح، فكل القنوات المنتشرة تشكل تحدياً قوياً وحقيقياً أمام الوسائل المتواضعة، وحاول في ورقته أن يجيب على السؤال: كيف يمكننا مواجهة هذا التحدي مشيراً الى أن الوسائل الاعلامية المتواضعة على مستوى المحافظة استطاعت أن تخطو خطوات متقدمة للأمام فتخاطب العقول وتحدث تأثيراً على المتلقي من خلال دعم التوجه الديمقراطي ومواكبة عجلة التنمية التي تشهدها المحافظة وتشجيع النقد البناء والموضوعي لمختلف الظواهر التي تخل بالمصلحة العامة والخاصة، وتعزيز القيم والمبادئ خدمة للوطن والمواطن. أسس ومبادئ وقد بين أهم ملامح استراتيجية العمل الاعلامي منها تحديث وسائل لاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية وتوظيفها توظيفاً نوعياً للتأثير في المجتمع وموجهاً لغايات التنمية بالمحافظة، تنمية الوعي لدى المجتمع للمشاركة الفاعلة لمختلف المناشط والممارسة الديمقراطية ومختلف الحقوق التي كفلها الدستور والقانون ووضعها في مكان الاعتبار. العمل على ترسيخ الوحدة الوطنية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتنمية الملكات الإبداعية والابداعات الاعلامية خصوصاً في الكوادر النسائية ودفعها لتولي مسئوليات قيادية في أجهزة الاعلام المختلفة، وإرساء القواعد والقيم الأخلاقية الروحية المستمدة من الشريعة الاسلامية السمحاء، النهوض بالاعلام العالي والتربوي والاجتماعي، الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز دور الأسرة في تعميق القيم الاخلاقية، والتسلح بالعلم والمعرفة، تشجيع ودعم الشباب والطفل والمرأة والعمل الصحافي عموماً باعتبار أن الصحافة هي السلطة الرابعة. محاربة العادات السيئة والغريبة عن المجتمع وإعطاء عناية الاعلام التخصصي والاعلام الحر. الاعلام والحرية أما الاستاذ/حسين باصالح- رئيس منظمة حقوق الانسان- فرع حضرموت فقال في مداخلته: إن هذه الحلقة تأتي كبادرة طيبة لمناقشة موضوع حيوي ومهم وأن على الصحيفة أن تغوص في قضايا المجتمع وليس فقط أن تداوم في صدورها بيوم معين، وقال: إن كل وسائل الاعلام في بلادنا لا تستطيع أن تواكب التطور وما هو حاصل في العالم من تقدم تكنولوجي، وأوضح أنه إذا أرادت هذه الوسائل بشتى صورها أن تواكب العصر فعليها أن تخرج من تقوقعها وترسم لنفسها الطريق الحر والهادف، ونبه الى أهمية الاعلام الخاص مع وجود الحرية كشرط أساسي لوجود اعلام مستقل وناجح. الدكتور/عبدالله علي الخلاقي- أمين عام جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا تحدث بدوره عن الاعلام ودوره في التنمية للمجتمع وقال: هناك صعوبات في الوصول للمعلومة والتي كفلها الدستور والقوانين فلا بد من وجود شفافية في التعامل مع مختلف وسائل الاعلام وعلى كل الجهات تقديم كافة المعلومات لهذه المؤسسات. وأضاف: إن من حق أي مواطن وليس فقط الاعلاميين الوصول الى أي معلومة وتلقيها من أية جهة كانت، وعلى الجميع التعاون مع رجال الاعلام من أجل لعب الدور المتميز في عملية التنمية وأشار الى جملة من القضايا التي على الوسائل الاعلامية الالتزام بها من أجل خدمة المجتمع، من ذلك التزام الشفافية والموضوعية في تناول كافة القضايا وعدم الانسياق وراء الإثارة والمزايدة، وكذلك على هذه الوسائل أن تحدد مبادئها وأهدافها وأن تلتزم بهذه المبادئ الوطنية والدينية وعدم الخروج عنها فلا يمكن للأمم المتقدمة أن تنهض إلا بالتزامها بمبادئها الأساسية، ومهما اختلفنا يجب علينا أن نظل على أهدافنا السامية، كما تناول تجربة اليمن في مجال حرية الصحافة والخطوة الكبيرة التي أخذها في هذا الجانب من خلال سن القوانين التي تتيح ممارسة المهنة وحرية النقد والتعبير. مصادر الخبر بدوره تحدث الاستاذ/حسن كندسة- رئيس تحرير صحيفة المسيلة شاكراً في بداية مداخلته صحيفة «الثورة» على القيام بمثل هذه الفعالية التي تساهم في خلق وعي بالمستوى الذي يمكن أن يلعبه الاعلام في حياة الشعوب، وأردف قائلاً: لا شك أن الجميع يدرك عالمية وسائل الاعلام دون أية عوائق أو حواجز في العالم ولكن في الاطار المحلي ينحصر الاعلام في الاذاعة والصحافة بتعدد ألوانها. وأضاف: إنه اذا أردنا للاعلام أن يكون له دور مركزي في حياة المجتمع فعلى هذه الوسائل أن تبتعد عن الإثارة وألا تجعل منها بوقاً لتشويه الحقيقة وتزييفها، وهذا ما يسبب كثيراً من المشكلات وإذا أرادت أن تخدم المجتمع فعليها أن تساهم في خلق وعي حقيقي لدى العامة، وألا تشوه الواقع من أجل الترويج لها وتوسيع رقعتها على حساب الحقيقة، ونبه الى دور الصحافة وأثرها على المجتمع فلا تقاس الصحافة بمقدار توزيعها وإنما بالخبر الذي تنقله أو الموضوع الذي تتناوله فقد ينتشر بين الناس بدون أن يقرأ في هذه الصحيفة، ولهذا لا بد أن يراعى نقل الوقائع كما هي ومن مصادرها الحقيقية، فكلما نقل الخبر من مصدره كلما اقتربت هذه الصحيفة من هموم الناس وحافظت على مصداقيتها وأشار الى استقلالية الصحافة، إنما يكون مرهوناً بتمويلها فكلما اعتمدت الصحيفة على ذاتها في التمويل كلما كانت أكثر حرية، فمعظم الصحف الكبرى في العالم لا يمكن أن يكون عندها حرية مطلقة فهي مرهونة ارتهاناً مباشراً ومحكومة للمؤسسات التي تدعمها فلا تستطيع أن تفلت من مطالبها وشروطها. المواطن والاعلام الاستاذ/خيري بن مخاشن- رئيس تحرير صحيفة المحرر تحدث عن الكلمة الصادقة ودورها في التأثير على قلوب الناس وسلوكهم، أما الكلمة الكاذبة والمضللة فلا يمكنها أن تلامس أفئدتهم، وشدد على ضرورة أن تقوم الصحف ووسائل الاعلام بمراقبة نفسها وتقويمها، كما بين أن بعض وسائل الاعلام في اليمن تفهم أن معنى خدمة المجتمع يعني خدمة الدولة حيث وجّه بكثير من الانتقادات لإذاعة المكلا التي تناقش عدداً من القضايا الحيوية ولكن دون إشراك المواطن في هذه المناقشة، كما أشار الى أن هناك افتقاداً كبيراً للثقافة للاعلاميين ويحتاجون لبرامج تثقيف لهؤلاء الاعلاميين وتأهيلهم تأهيلاً نوعياً بما يخدم المجتمع والتنمية. قالوا.. أما الاستاذ/أحمد التميمي- سكرتير صحيفة المسيلة فقال: إن أغلب اخباريات الصحف تعتمد على كلمة «قالوا» في اعتماد أخبارهم، وهذا لا يجدي في الصحافة المتميزة وعلى الصحافي أن لا يتسرع وأن يتأنى ويراعي الحصول على الخبر من مصدره، وأشار الى ملاحظة هامة وهي أن في حضرموت يلاحظ غياب المرأة في الصحافة المحلية حيث أن جميع الصحف في المحافظة يغلب عليها الطابع الذكوري ونسيان نصف المجتمع الآخر دون مشاركته في هيئة تحرير الصحف، إضافة الى المبدعين فلا تستطيع هذه الصحف أن تعطي المساحة المطلوبة لهذا الجزء المهم من المجتمع، وتساءل عن واقع الاعلام ومن يقوم به ويقوده مبيناً بعض الأخطاء في هذا الجانب في بعض المؤسسات الاعلامية وأكد على ضرورة إعادة النظر في الكادر الاعلامي في كل المرافق الاعلامية في المحافظة. محددات الاستاذ الاعلامي/سالم غالب بن بريك: قال إن مفهوم الاعلام مفهوم شامل وتحت هذا المفهوم تندرج محدداته كالإذاعة والتلفزيون والصحيفة ليس هي الاعلام فحسب وبالتالي فهناك وسائل أخرى تندرج تحت ذلك المفهوم مثل الكتاب، الندوة، حلقة النقاش، المعرض، الهاتف، وكل وسائل الاتصال والتقنية هي وسائل الاعلام فهذا المفهوم الشامل وظائفه متعددة وأبعاده غير محددة فهناك أبعاد جديدة تترافق مع التطور، و كان يفترض تحديد الأجهزة الاعلامية في هذه الحلقة كأن يقال أجهزة الاعلام في المحافظة أما بشكل عام فيكون الكلام أكثر عمومية، ثم ألمح الى كثير من السلبيات التي ترافق المسيرة الاعلامية في المحافظة والقصور في معالجة بعض القضايا الرئيسية للمجتمع، وأشاد بالإذاعة وتأثيرها في الناس فهي القادرة على إحداث التأثير المطلوب لما فيه من تنوع وتعدد، وشدد على أهمية الخبر ودوره في صنع الرأي العام فعده أهم من المقال أو الرأي والتحليل وغيره من المواد الصحفية وقال: على الصحف أن تتحرى صنع الخبر لأنه مرتبط أساساً بالمجتمع وقضاياه. أخيراً توجه الاستاذ/علي صالح باقي- مدير عام الاعلام في المحافظة للرد على كثير مما طرح في هذه الحلقة النقاشية مما يتعلق بمهام المكتب وأوضح الدور الذي يقوم به المكتب.