تهامة الخير كما هو معروف عنها وفاءها الشديد للوحدة اليمنية وللوطن بأكمله يظهر ذلك جليا في كل مظاهر الحياة السلمية والتعايش الاجتماعي منقطع النظير داخل تهامة. فأكاد أجزم أن تهامة تضم بين جنباتها أناس من مختلف المحافظات يتعايشون بسلم وأمان قلّما تجده في أي محافظة أخرى. ولم نسمع يوما قط أن حصل أي تمييز ضد أي شخص في تهامة الخير. بالعكس فأن أهلها يرحبون بكل من أتاهم ضيفا عزيزا حتى وإن أساء خلال إقامته في تهامة. ويكفي تهامة فخرا أنها مهبط رحال من أراد أن ينعم بالهدوء والسلام بعيدا عن مشاكل السياسة كإخواننا الذين نزحوا من الجنوب أيام القمع الإشتراكي أو من يبحث عن لقمة العيش كإخواننا الذين نزحوا من بعض مناطق الحجرية أو من نزلوا من أعالي الجبال بحثا عن السلطة وجميعهم أستقروا فيها حتى الان وعاشوا أجمل لحظات حياتهم ومن غادرها مغصوبا لازال يتذكر عذوبة الإقامة فيها. فخامة الأخ الرئيس شخصيا أكّد وفي أكثر من محفل أنه يشعر بالراحة والإطمئنان عندما ينزل محافظة الحديدة بل يكن لها كل الحب وهو من يسميها في خطاباته السياسية بالمحافظة الوفية لانها تعطي أصوات أبنائها للحزب الحاكم دون تردد بل أن أهلها يترفعون عن إبتزاز السلطة أو مساومتها كما يفعل كثير من أطياف الشعب اليمني. وفي خضم الإبتزاز السياسي والمساومات التي أنهكت وطننا الغالي وتولى كبرها اللقاء المشترك وألب الشارع ليقفوا في وجه السلطة رفضا للإجراءات الحكومية في الدفاع عن الوحدة وعن وطننا الغالي اليمن أبت تهامة الخير إلا أن يكون لها الدور الريادي في الوفاء للوحدة فخذلت المساومين والمبتزين وتركتهم في موقف لايحسدون عليه رغم ضغوطهم وترهيبهم للجماهير وفي تارة اخرى ترغيبهم بالوعود للخروج للتعبير عن الرفض للممارسات القمعية حسب تصريحات المشترك. تهامة الخير يا سيادة الرئيس داست على كل الامها من أجل الوحدة وأوصلت رسالة سامية لكل المتنازعين والمتمصلحين أن الوحدة خط أحمر لايقبل المساومة. نسى أبناء تهامة جراحهم الأليمة المتمثلة بوجود أكبر نسبة فقر في تهامة وتسلط الشخصيات النافذة لنهب أراضي تهامة وإبتزاز مشايخ تهامة الذين تسلطوا على رقاب الامة تحت سمع وبصر السلطة. نسي أنباء تهامة ياسيادة الرئيس حرارة الصيف الذي يعانون منه بسبب الإنقطاع المستمر للكهرباء ونسوا ايضا أزمة الغاز. نسوا حرمانهم من وظائف الدولة. نسوا كل هذه الالام ووقفوا وفاء ليقولوا لا لمن أراد المساس بالوحدة والوطن. تهامة يا سيادة الرئيس أحرجت المراهنين عليها لعلمهم بحال أهلها فظنوا أنها ستخرج عن بكرة أبيها تطالب بالتغيير الذي سينقذ تهامة من الامها. ولكن تهامة كانت أوفى مما يتوقع الجميع أشجع ممايتوقع الجميع. تهامة نسيت الامها لانها تعرف أن الام التشطير والام الخيانة الوطنية ستكون اكثر ايلاما من الام لقمة العيش والام الحرمان. أذكرك ياسيادة الرئيس بكلمتك التي قلتها في عام 2006م أمام الشخصيات الاجتماعية في محافظة الحديدة ان تهامة وفية وسنبادلها الوفاء بالوفاء. وهل يوجد وفاء ترجوه من تهامة أكثر مما قدمته في وقت انعدم فيه الوفاء حتى من اقرب المقربين اليك. مانرجوه منك يا سيادة الرئيس أن تكافئ وفاء هذه البلدة الطيبة واهلها الاوفياء بالنظر الى معاناتهم المتعددة. فكم حز في أنفسنا توجيهاتك بصرف ستين مولد كهربائي لأبين لمواجهة حرارة الصيف، وتناسيت وفاء الحديدة التي تستحق أكثر من ذلك بكثير. كنت أتمنى أن توجه بإنهاء معاناة أبناء تهامة من مشكلة الإنقطاع الكهربائي حتى تكون رسالة توجهها أن السلطة بقدر ماتعاقب المسيء فهي أيضا تجازي المحسن الوفي ولا أظنك تجد أوفى من تهامة ولا من أبنائها. سيادة الرئيس تهامة ستظل وفية للوحدة وللوطن ولمبادئ الثورة رغم كل الجراح ورغم كل المعاناة. وكل ما تطلبه تهامة منكم هو نظرة حانية تمسح عنهم جزءا من المعاناة فهم لايطلبون المستحيل وأنت أدرى بتهامة وأهلها وماأظنك بجاهل لحالهم. قال تعالى في محكم كتبه (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَان) ... (الرحمن: 60)....صدق الله العظيم. عاشت الوحدة وعاش الوطن حرا أبيا...