شهدت العاصمة اليمنيةصنعاء صباح اليوم الثلاثاء يوماً فلسطينياً حافلاً، فاضت بحشوده قاعة الشهيد ياسر عرفات، التي التهبت بهتافات الآلاف، وارتجع من كل ركن منها صوت فلسطين مدوياً، مستنفراً لخيار المواجهة، يقوده عميد فلسطين يحيى صالح الذي دعا لمواجهة الكيان الصهيوني من خندق الزعيم جمال عبد الناصر، مجدداً رفع شعاره: ما أُخِذ بالقُوّة لا يُسْتَردُ إلاّ بالقُوّة..! المهرجان الذي نظمته جمعية كنعان لفلسطين بمناسبة ذكرى (يوم الأرض)، شهد حضوراً غير مسبوق، ومشاركة واسعة لأبناء فلسطين، والجاليات العربية، والبعثات الدبلوماسية، فيما سجلت النخب السياسية والفكرية والمدنية والشبابية اليمنية حضورها الأوسع، والذي لم تستوعبه القاعة.. الأستاذ يحيى محمد عبد الله صالح- رئيس جمعية كنعان لفلسطين- افتتح فعاليات مهرجان يوم الأرض بالإشارة إلى أن: صيانة واسترجاع أرضنا الفلسطينية من براثن الاحتلال الصهيوني ليست مهمة أبناء شعبنا الفلسطيني فقط بل هي مهمة وواجب كل الشرفاء الأحرار من أمتنا العربية"، ومن هذا المنطلق لجمعية تحيي الجمعية مع جماهير الشعب اليمني ذكرى يوم الأرض المجيد إيماناً بأن صيانة واسترجاع أرضنا الفلسطينية من براثن الاحتلال الصهيوني ليست مهمة أبناء شعبنا الفلسطيني فقط بل هي مهمة وواجب كل الشرفاء الأحرار من أمتنا العربية. وقال يحيى صالح: "العدو الصهيوني يكشف عن وجهه كورم خبيث.. ورم استيطاني يتمدد ليبتلع ما تبقى من أرض فلسطين ويركز في عدوانه المدمر على القدس الشريف ليستكمل تهويدها ويمحو عنها صفة المدينة العربية الفلسطينية تمهيداً لتدمير مسجدنا مسجد الأرض المبارك وبناء هيكله المزعوم". وأكد: إن إسرائيل لا تريد السلام وان المنطق الصهيوني الذي نسمعه كل يوم على لسان حكامها لا يحتاج إلى تحليل أو تفسير فهو واضح في منطوقه ومراميه فنحن أمام قوم لا يريدون السلام, يريدون منا استسلاماً كاملاً ومذلاً. وقال رئيس جمعية كنعان: "لقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن منطق اللين لا ينفع مع العدو الصهيوني الذي يحرج كل من ينادي بالمفاوضات يحرج القريب والبعيد يحرج أقرب حلفاؤه الولاياتالمتحدةالأمريكية المرة تلو المرة ، إن هذا السلوك الصهيوني يجعلنا نتأكد للمرة الألف من صحة مقولة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.." وأكد: "إذا امتلكنا القوة بمعناها الشامل الذي أشرنا له حينها لن ندعو لفك الحصار عن قطاع غزة لأن الحصار سيسقط أمامنا وحينها فقط سنقول وما النصر إلا صبر ساعة". من جانبه، قال الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الدكتور احمد عبيد بن دغر ان القضية الفلسطينية التحدي الأكبر للأمة العربية, ولازالت وستظل كذلك لسنوات قادمة. وأضاف بن دغر: أن هذا التحدي يلح علينا جميعاً أن نتصدى له, ويحفزنا على اختراع وسائلنا في مواجهته.. مؤكدا أننا نواجه عدوا سافر تقوده العصابات الصهيونية ضد أهلنا في الأرض المحتلةالفلسطينية. مشيدا بصمود وتضحيات الشعب الفلسطيني التي لا حدود لها والذين قاسوا كثيراً, وعانوا أكثر, لكنهم ظلوا متشبثين بحقوقهم في الأرض و في الحرية, وفي حياة حرة وكريمة وأعلنوها مدوية دائماً أنهم لن يخضعوا للصلف الإسرائيلي, والتعنت الصهيوني, وفي سبيل ذلك يقدمون الغالي والرخيص في سبيل قضيتهم العادلة, وحقهم في إقامة دولتهم المستقلة على أرضهم. وقال: ان القضية الفلسطينية شكلت جزءاً من وجداننا اليمني وثقافتنا وتاريخنا وتعامل شعبنا في اليمن, كقضية وطنية, كما هي قضية قومية,حيث كان اليمنيون دائماً في مقدمة الصفوف دفاعاً عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في مراحلها المختلفة. وقال بن دغر ان القضية الفلسطينية تسكن أيضا في وجدان فخامة الاخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية, والذي أبدى اهتماماً دائماً بالقضية الفلسطينية, بشعب فلسطين, وبالقدس الشريف إيماناً منه بعدالة القضية, حرصاً منه على دعم مسيرة النضال الوطني, وتعزيز التعاون العربي لدحر الاحتلال, ورفع الظلم, وتحرير القدس. وتطرق بن دغر إلى رؤية الرئيس الواضحة لمعالم الصراع العربي الإسرائيلي ومخاطره على الأمة العربية وتطلعاتها في الوحدة, والتقدم وكان دائماً ينظر إلى هذه القضية باعتبارها جوهر الصراع العربي الإسرائيلي, وأحد عوامل بقاء الأمة وتقدمها، وتأكيد فخامة الرئيس من خلال مواقفه المبدئية تجاه القضية الفلسطينية, وموقف الشعب اليمني بكل فئاته وتياراته وقواه إلى جانب حقه في تحرير الأرض المغتصبة, والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية, مؤكداً على أهمية وضرورة التلاحم العربي حلف الحقوق الفلسطينية ودعم تضحيات الشعب الفلسطيني, محذراً من تقديم المزيد من التنازلات دون الحصول على تنازلات مقابلة داعياً إلى وحدة الموقف الفلسطيني تجاه قضيته, فوحدة الموقف الفلسطيني شرط لازم لانتصار القضية, وإقامة الدولة. وأكد إن موقف المؤتمر الشعبي وقوى التحالف الوطني الديمقراطي, والخيرين من ابناء اليمن, رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً يتطابق مع موقف القيادة السياسية من القضية الفلسطينية, القضية المركزية للأمة العربية ولكل شعوب العالم الحر الرافض الظلم. من جانب أخر أشاد السفير الفلسطيني في اليمن باسم عبد الله الاغا بما يقدمه الشعب اليمني وقيادتها من دعم للشعب الفلسطيني على مختلف الأصعدة وإقامة المشاريع المختلفة واحتوائهم بينهم وتقديم الرعاية من قبل الحكومة اليمنية وتسهيل التعليم لأبنائها على مختلف المستويات. وأكد: ان يوم الأرض يوما عظيما وأصبح رمزا وسيستمر حقيقة في ضمير كل عربي ووجدان الشعب العربي الفلسطيني. كما أشاد السفير الفلسطيني بدور جمعية كنعان لفلسطين لدعمها لشعب فلسطين وامتنانه للمشاريع التي أقامتها الجمعية في الأراضي الفلسطينية. واستعرض مسيرة النضال الطويل التي يخوضها الشعب الفلسطيني، مستذكراً الكثير من القضايا الوطنية الفلسطينية، وجولات المواجهة مع الكيان الصهيوني، ومعرجاً على أسماء عدد من القادة الفلسطينيين الشهداء.
من جانبها، ألقت السيدة رمزية الارياني- رئيسة اتحاد نساء اليمن، الامين العام لاتحاد النساء العربي- كلمة باسم المنظمات اليمنية، ناشدت فيها باسم كل نساء اليمن وكل النساء العربيات وباسم شبكة منظمات المجتمع المدني للتنمية كل الزعماء العرب باليقظة والعودة لضمائرهم لإنقاذ فلسطين لفتح نوافذها وأبوابها الموصدة لإعادة الأمن الإنساني للأسرة الفلسطينية وإيجاد الأمن الغذائي لأطفال فلسطين وتوفير الأمن الصحي لنساء وشيوخ فلسطين وتبديد الخوف من عالم الطفولة المحرومة في فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني وعاصمتها القدس الشريف. وأكدت السيدة الارياني: أن حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره وأرضه وممتلكاته والتعويض عن خسائره المادية ومعاناته النفسية حق تاريخي وقانوني يستند إلى مبادئ القانون الدولي قبل استناده إلى قرارات الأممالمتحدة وفي المقدمة القرار /194/ والذي يتضمن ثلاثة حقوق متكاملة وهي العودة واستعادة الممتلكات والتعويض والرفض القاطع لكل محاولات التجزئة. واعتبرت طرح التعويض كبديل عن العودة يشكل تشويهاً لمضمون القرار /194/ ويستهدف تمرير مشروع التوطين والتهجير والدمج والإذابة الرامية إلى إغلاق ملف اللاجئين وطي صفحة العودة إلى الأبد. هذا وقد قام سعادة السفير الفلسطينيبصنعاء بتكريم رئيس جمعية كنعان بدرع تذكاري لخارطة فلسطين ومفتاح القدس، تثميناً للدور الكبير الذي تقوم به الجمعية في دعم ومناصرة القضية الفلسطينية... كما تخلل الحفل الفني والخطابي عدداً من الفقرات الفنية التي قدمتها فرقاً من أطفال وشباب الجالية الفلسطينية في اليمن، والتي أججت حماس الجمهور بشكل كبير جداً.
