يعد الطلاق أو الانفصال (أبغض الحلال) حدثا عاطفيا وإجتماعيا هاما جدا في حياة الازواج والاطفال على حد سواء. إذا كنت وشريكك قد اتخذتما قرارا بالانفصال، فيجب أن تعرفا بأن اطفالكما هم الطرف الثالث في وثيقة الطلاق، لذا يجب أن تفكرا جيدا بالطريقة التي ستخبروهم بهذا القرار المصيري دون أن تسببوا لهم صدمة عاطفية ونفسية. 1. معالجة الامر معا: بالرغم من أن العلاقة الزوجية بينكما قد توقفت، فأنتما بحاجة للجلوس والحديث معا بمنطقية حول كيفية أخبار الاطفال بقراركما هذا لأن مستقبل أطفالكما يعتمد على شراكتكما، (وكم من اطفال ضاعوا في الحياة بعد انفصال والديهما). لا تدعا الغضب والكراهية والشعور بالانتقام يسيطير عليكما لأن أطفالكما سيكونون الضحية. 2. التخطيط للمستقبل: إختارا وقتا مناسبا مثل نهاية عطلة الإسبوع أو العطلة المدرسية للاجتماع بالاطفال واخبارهم بما حصل. أنتما بحاجة إلى منح الاطفال وقتا لاستيعاب ما حصل قبل العودة إلى المدارس مثلا. سوف يكون من الصعب جدا على الاطفال استيعاب عدم وجود أحدكما في المنزل للابد، لذا على الأقل يجب أن تحترما مشاعر الأطفال وتمنحوهم وقت للتفكير وربما الغضب ايضا. 3. لا تلوما بعضكما البعض: تجنبا لعبة اللوم القاتلة. أن إلقاء اللوم وتبادل الاتهامات وربما الشتائم أمام الاطفال ليس فكرة جيدة، لأنكما بذلك تدمران فكرة الزواج السعيد والعائلة أمام عيون أطفالكما وتضعا أفكارا سلوكية خطيرة في أذهانهم عن العلاقة بين الرجل والمرأة التي يجب أن يسودها الاحترام والتفاهم والمصداقية. الاطفال لا يريدون أن يعرفوا من المتسبب في الطلاق بل ماذا سيحدث لهم بعد الطلاق. لذا ركزا على مشاعر الاطفال ولا تنسيا أن تقولا بأنكما تحبونهم، بدلا من التركيز على كيل الاتهامات والشتائم وعبارات الكراهية لبعضكما البعض. 4. تحدثا مع الاطفال بتساوي: يجب أن يمنح كل والد وقتا كافيا للتحدث مع الاطفال. كونا حازمان واضحان وحددا هدفكما. الاطفال بحاجة إلى دعم وطمأنينة وشعور بالآمان بعدما انفصلتما. أحيانا قد يلوم الطفل نفسه لحدوث الانفصال، حاولا التأكيد على أن مشاغل الحياة، عدم القدرة على التفاهم، أو البعد العاطفي هي الاسباب التي أدت للانفصال وليس وجود الاطفال في حياتكما. 5. استمعا لمخاوف أطفالكما: قد يكون قرار الانفصال خطوة صعبة ومخيفة سواء للآباء أو الامهات، ولكن ماذا عن مخاوف الاطفال. الاطفال غير مستعدون لفكرة الانفصال، وستدور في أذهانهم مئات الافكار عن مستقبلهم وحياتهم بما ذلك مشاعر الحزن والكراهية والغضب. تحدثا إلى الاطفال وافهما مخاوفهما وأعملا على تأكيد وجودكما معهما بالرغم من انفصالكما في المساكن. 6. اللجوء إلى الاستشارة: إذا واجه الاطفال وقتا عصيبا بعد اعلامهما بوقوع الطلاق، وشعرت بأنهم في حاجة إلى رعاية طبية نفسية، فيجب أن تلجئي للاستشارة النفسية للاطفال. للاسف ملايين الأطفال يجدون أنفسهم في دوامة الطلاق سنويا حول العالم، بعضهم قد يستوعب ما حدث والبعض الاخر قد يفقد شعوره بالآمان ويلجئ لاصدقاء السوء أو التصرفات المسيئة كرد فعل لشعوره بأنه المسبب في طلاق والديه. لذا يجب أن تراقبا الاطفال جيدا وتفكرا جديا في الاستشارة النفسية التي يمكن أن تساعد أطفالكم على تجاوز مرحلة الخطر. 7. لا تكذبا: أن شعور الطفل بأن والده سيء أو أن أمه سيئة سيجعله يكره نفسه ويكره كل النساء (إذا كان ولدا)، وكل الرجال (إذا كانت فتاة) لإعتقادهم بأن ما يمثله الأب صفة موجودة في كل الرجال وكذلك الامر بالنسبة للنساء. أن انفصالكما لأي سبب لا يعطيكما الحق في اللعب في أفكار ومشاعر أطفالكما حول أي مفهوم للعلاقات. كما أن تشويه صورة الأخر لن يعود بالنفع على أي منكما عندما يكتشف الطفل كذبكما.