قال الدكتور سمير عبد الرحمن الشميري- أستاذ علم الاجتماع بجامعة عدن- أن الخطاب التنويري للأستاذ أحمد محمد النعمان يفيض بالحيوية والدينامكية وبدفقات حارة من الصدق والمحبة للمظلومين وأنه لم يكن خطاباً صلداً ولا متحجراً ولا عارياً من المعاني والمقاصد المحمودة, منوها أن النعمان كان خطابه يتسم بروح الانتماء للوطن وبأنه ضل مغموساً بالهم اليومي يحلم بالحرية وبحياة خالية من البطش والقيود والتعذيب. وأكد- في المحاضرة التي ألقاها يوم الخميس على منتدى السعيد الثقافي بعنوان "قراءة سوسيولجية في خطاب النعمان التنويري" في إطار مهرجان السعيد الثقافي الثالث عشر الفقيد ان الشخصية المتنورة للنعمان هي التي حملت فأس التغيير لتهشيم هامة التخلف بجميع ألوانه, مستدلا بتعرضه للسجن والقيد والعزلة والإهمال والذلة. وأشار إلى أن الخطاب التنويري للنعمان ولد من رحم بيئة اجتماعية تقليدية مستبدة وكان الواقع الاجتماعي آنذاك نغلق ومعاد لكل ما هو جديد وللثقافة والعلوم والانفتاح على العصر, مضيفاً: النعمان أيقظ النفوس الراقدة ووجه العقول والبشر صوب مقاومة الأوضاع الفاسدة والحياة الراكدة والكئيبة لانقشاع سحائب الظلم والعتمة الدامسة والأهوال القاسية فهو أستخدم في البداية أسلوب النصح والتقويم ونادى بقوة إلى إصلاح الحال ثم أنتقل إلى مربع المقاومة ورفض الخضوع والطاعة وقاوم كل معاني الظلم والاستبداد بوعي منير وبعقلانية متزنة مع شئ من رومانسية الشعارات المجلجلة التي ملأت سماء المنطقة العربية .. مؤكدا على أن النعمان كان أحد رواد التنوير في الوطن العربي وبأنه زاوج مابين النظرية والتطبيق ومزج الفكرة بالعمل الدءوب والخلاق من أجل إحداث نهضة عقلية وعملية وتعليمية شأنه في ذلك شأن مفكري رواد حركة التنوير في العالم العربي. واستعرض المحاضر مراحل تطور خطاب النعمان التنويري والتي بدأت بمرحلة المدح والنصيحة والتقويم من الفترة 1935 وحتى 1948 مع انتهاء الحرب اليمنية السعودية وحرب الإمام مع الانجليز في جنوب الوطن وانهزام المملكة المتوكلية اليمنية في الحربين ..مشيراً إلى أن المرحلة الثانية من مراحل تطور خطاب النعمان كانت مرحلة الثراء الثقافي في خمسينيات وستينيات القرن العشرين وهي المرحلة التي كان خطاب النعمان فيها يتميز بنكه خاصة نضرا لتميزها بالدينامكية والحراك بعد أن خرج النعمان من سجن حجة 1950 وانتقاله إلى مصر 1955 ليمارس دوراً تنويرياً في مختلف الوسائل الإعلامية.. أما المرحلة الثالثة فكانت في نهاية الستينات وفي منتصف السبعينات من القرن العشرين وهي مرحلة الواقعية والتذمر بدأت بسقوط حكومة المشير السلال في 5 نوفمبر 1967 وانتهت في انقلاب 13 يوليو 1974 بقيادة الحمدي وفيها اعتزال الأستاذ أحمد محمد النعمان من الحياة السياسية. المحاضرة أفتتحها فيصل سعيد فارع مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة وأدارها الدكتور محمد توفيق إبراهيم أستاذ الجغرافيا بجامعة تعز وجامعة سوهاج المصرية.