القاهرة صاخبة غاضبة طوال نهار قائض، وزحمة خانقة.. التلوث يعبث في أجوائها، وأصوات تتعالى في وسط شوارعها ما بين محتجة وراضية، وايدي تمتد من شبابيك "التكسيات" والعربات لتتشباك وتصرخ... وفي نهاية الامر كل يسر في طريقه نحو الاتجاه الذي ينشده.. أحسست بالالفة والمحبة لشعب يكد من اجل الحياة.. لارض انجبت علماء الامة وادباء العروبة ونخبة لا نستطيع التغاضي عنها، او نسيانها..! وصلت الى القاهرة محملة بثقل المسئولية.. تحاصرني الاسئلة.. وتتراكم حولي وثائق ندوة الاحوال الشخصية في الدول العربية بين التشريع والتطبيق، وقد صممت على عقدها في رحاب البيت العربي حتى نثبت حقنا كنساء باننا اقدر من كل الرجال.. وحدنا صفوفنا وجمعنا كلمتنا واصبحنا وحدة نسائية عربية لنا دستورنا وشريعتنا الموحدة لصفوفنا وتوحيد الرؤى لنصبح قدوة عسى ان يقتدي بها القاده العرب... وجاءت مبادرة الاخ الرئيس علي عبد الله صالح لتوحيد الشعوب العربية ليبرهن بانه الرجل الوحدوي الوطني وهو من ايد الوحدة النسائية ووقف معها لتكون صنعاء حاضنة لها.. ويشاء الحظ ان اتمكن من توحد النساء العربيات في اليمن.. وترأس الاتحادات العربية ليس سهلا وممتعا وانما هو مسئولية واعباء حاولت التخلص منها فقيديني بها وتشبثن بان تظل صنعاء عاصمتهن ومرجعهن، فهي من اقسمت على الوحدة العربية. كان الاعداد لندوة الجامعة العربية مضني، فقد تم الاعداد لها ثلاثة اشهر متوالية والحمد لله. وبقدر الخوف من ثغرات قد تواجهنا نجاحنا كان اكبر مما توقعنا وكنا سعيدات بنجاحها وباشادة الجامعة العربية بها وبانها اول ندوة لمجتمع مدني ترتب وتنظم بشكل غير متوقع وان وثائقها كانت اكاديمية وعملية ومخرجاتها قابلة للتنفيذ والتطبيق. وبرز اسم اليمن ورئيسها الوحدوي في كل اروقة الجامعة العربية، بل وفي كل الدول العربية فقد حضرت 75 مشاركة من كل الدول العربية بدون استثناء. توجت اعمال الندوة بحفل عشاء في السفارة اليمنية.. ولولا السفير الدكتور عبد الولي الشميري لما كانت تلك الامسية الجميلة الثقافية التي حضرها معنا وزير الثقافه الدكتور محمد ابو بكر المفلحي وكرم الضيافة التي اتحفنا بها السفير.. كان بشوش ومتحدث لبق، وشاعر متميز رفع اليمن الى سماء القاهرة ليعبر بها الدول العربية مشرقها ومغربها.. فالندوة اعدت من الامانة العربية النسائية في اليمن.. هي يمنية تستضيف كل القيادات النسائية العربية.. وتعقد في البيت العربي ويحتفل بها في البيت اليمني. عندما رأيت الدكتور عبد الولي الشميري يستقبل المشاركات واغلبهن عضوات في مجالس النواب او وزيرات دولة وهن بنفس الوقت رئيسات اتحادات في بلدانهن كانت البسمة وحرارة الترحيب لكل واحدة على حده جعلني اشعر بالزهو بان معنا سفراء يمثلون بلادنا تمثيل يشرف كل يمني ويمنية.. القيادات النسائية تحدثن باعجاب عن ما يتميز به السفير من حضور الكلمة ودبلوماسية الحديث وبان لليمن دبلوماسيين مميزين اغلب حديث الامسية كان عن اليمن وشعرائه وادبائه، وعن ايام باكثير التي ستفتح اليوم التالي... تاملت لحظات الفرق بين سفرائنا.. كنا في ندوة مماثلة في بلد عربي اخر في العام الماضي، وطلبت من سفيرنا بتلك الدولة ان يقيم حفل استقبال فقط للمشاركات من الدول العربيهة وكان عددهن 40 مشاركة فقط.. وشرحت له ظروف الندوة، وبان اليمن هو من اعدها كونه يتراس القيادات العربية... ودخولهن السفارة اليمنية يؤكد على ان البيت اليمني هو المحتضن لهن.. مع الاسف اعتذر بان السفارة لا تملك دولار واحد حتى تتمكن من استضافتهن بماء وعصير فقط. اترك للقارئ المقارنة الصعبة والعسيرة بين سفرائنا الاعزاء.....